في مشهد يعيد إلى الأذهان ملحمة العبور التاريخية في حرب أكتوبر المجيدة، بدأت محافظة أسيوط تنفيذ مشروع تنموي ضخم لشق طريق جديد يخترق صخور الجبل، ليربط المحافظة بمحافظة البحر الأحمر، في خطوة جريئة نحو التنمية المستدامة وتعزيز الربط بين الصعيد وساحل البحر الأحمر. ففي مركز البداري، وتحديدًا عند قرية عرب مطير، انطلقت أعمال شق وتمهيد محور تنموي بطول 36 كيلومترًا وعرض 50 مترًا، باستخدام معدات الحملة الميكانيكية التابعة للوحدة المحلية، مدعومة بوحدة الإنقاذ السريع بالمحافظة. ولأول مرة، تم اللجوء إلى ضخ المياه لشق الصخور الصلبة، في مشهد يذكر بأسلوب عبور خط بارليف، حين استخدمت القوات المصرية المياه لاختراق الساتر الترابي في حرب أكتوبر المجيدة. وأكد اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، أن المشروع يأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضمن خطة الدولة لتحقيق التنمية الشاملة وفقًا لرؤية مصر 2030. وأوضح أن الطريق الجديد يمثل شريانًا اقتصاديًا واستثماريًا حيويًا، يسهم في تسهيل حركة النقل والتجارة، ويدعم الأنشطة الصناعية والزراعية، إلى جانب دوره في استصلاح الأراضي وتوفير فرص عمل للشباب. وتحت إشراف ميداني من عبد الرؤوف النمر، رئيس مركز ومدينة البداري، وشعبان أبو عون نائب رئيس المركز، تواصل فرق العمل جهودها في تسوية الأرض وشق الطريق، بمشاركة فعالة من محمد فوزي العسال رئيس الحملة الميكانيكية، وبدعم من وحدة الإنقاذ السريع بقيادة أحمد رشاد. ويؤكد المحافظ أن هذه الخطوة ليست مجرد مشروع بنية تحتية، بل هي رسالة واضحة بأن الصعيد قادر على تجاوز التحديات الجغرافية، وتحويل الجبال إلى جسور للتنمية، في ظل تنسيق متكامل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لتحقيق طموحات المواطن المصري في حياة كريمة ومستقبل أفضل.