أثارت واقعة زواج فتاة قاصر من شاب مصاب بمتلازمة داون في محافظة الشرقية جدلًا واسعًا، بعد انتشار مقطع فيديو يوثق لحظة عقد القران، ظهرت فيه العروس باكية وهو ما أثار تعاطفًا واستنكارًا في آن واحد. وبينما وصف البعض الزيجة بأنها انتهاك واضح لحقوق الطفلة وخرق للقانون، تمسكت أسرة العريس بحق نجلها في الزواج، مؤكدين أن العلاقة تمت برضا الطرفين، فيما كشفت التحقيقات مفاجأة كون العروس عمرها 15 عامًا ولم تبلغ السن القانوني للزواج، وتُباشر نيابة الصالحية الجديدة بالشرقية التحقيق في الواقعة. وكان المجلس القومي للطفولة والأمومة قد تقدّم ببلاغ رسمي إلى النيابة العامة عقب رصد الفيديو عبر وحدة الرصد بخط نجدة الطفل، مؤكدًا أن الزيجة تمت بشكل عرفي، في مخالفة صريحة لقانون الطفل المصري الذي يجرّم زواج القاصرات. وأوضح مسؤول حماية الطفل بمحافظة الشرقية، أن النيابة استدعت العروسين وأسرتيهما للتحقيق بحضور ممثل عن خط نجدة الطفل، مشيرًا إلى أن العروس لم تبلغ السن القانونية للزواج، وهو ما يستوجب اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لحمايتها ومحاسبة المسؤولين. وتباينت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي بين متعاطفين مع العريس ومنددين بتزويج قاصر غير مدركة لحقوقها ومسؤولياتها، بينما تساءل البعض عن أهلية العريس العقلية والنفسية لإتمام عقد زواج شرعي. في المقابل، دافعت أسرة العريس في تصريحات إعلامية عن الزيجة، مؤكدين أنه لا يُعاني من أي إعاقات ذهنية تمنعه من الزواج، مشيرين إلى أن العروس لم تُجبر على الزواج وأن بكاءها كان بسبب انتهاء جلسة التصوير لا رفضًا للزيجة. كما نفت العروس في تصريحاتها وجود أي ضغط عليها، مؤكدة أنها عاشَت قصة حب خلال فترة خطوبتها التي استمرت 8 أشهر، وأنها كانت سعيدة بزفافها، قائلة: "محدش غصبني، وبحبه، ولو بعدت عنه هموت.. هو حنين عليا وعمره ما زعلني". وتواصل النيابة العامة التحقيقات للوقوف على كافة ملابسات الواقعة، واتخاذ القرارات القانونية بحق المتورطين، بناءً على أقوال الأطراف وتقرير الجهات المختصة.