أعلن حزب "يهودية التوراة المتحدة"، أحد الأحزاب الدينية المتشددة في إسرائيل، اليوم الأربعاء، انسحابه من الائتلاف الحاكم بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في خطوة تهدد استقرار الحكومة اليمينية وتفتح الباب أمام احتمال إجراء انتخابات مبكرة. ويأتي الانسحاب احتجاجًا على خطط حكومية لفرض الخدمة العسكرية الإلزامية على الرجال اليهود الأرثوذكس المتشددين، وهي مسألة مثار جدل تاريخي في إسرائيل. وقال كبار الحاخامات في الحزب إنهم "لا يستطيعون الاستمرار في دعم حكومة تجبر المتدينين على التخلي عن نمط حياتهم الديني". ويمثل الحزب، الذي يعد صوتًا أساسيًا للطائفة اليهودية "الحريديم"، 7 مقاعد في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) المكون من 120 عضوًا. ويمتلك ائتلاف نتنياهو حاليًا 68 مقعدًا، مما يعني أن خسارة دعم "يهودية التوراة المتحدة" قد تفقده الأغلبية البرلمانية اللازمة للبقاء في الحكم. وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل، وتلويح عدد من أحزاب المعارضة بمحاولة حل الكنيست خلال الأسبوع القادم. وتجدد الجدل حول تجنيد الأرثوذكس المتشددين في صفوف الجيش الإسرائيلي في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، إذ حذر مسؤولون عسكريون من نقص في أعداد الجنود الجاهزين للقتال. وكانت المحكمة العليا قد أصدرت قرارًا في صيف 2024 يلزم الحكومة بتجنيد الشبان الأرثوذكس، بعد فشل الكنيست في تمرير قانون جديد يمدد الإعفاء الذي استمر لعقود. ويرى كثير من المنتمين للطائفة المتشددة أن الخدمة العسكرية تتعارض مع معتقداتهم الدينية، خاصة في ظل مشاركة النساء والرجال معًا في الوحدات العسكرية، الأمر الذي يعتبرونه تهديدًا لنمط حياتهم المحافظ.