اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اليوم الاثنين، المسجد الأقصى، برفقة عدد من أعضاء الحكومة والكنيست ومجموعة من المستوطنين المتطرفين، في ظل احتفالهم بما يسمونه "يوم توحيد القدس". ووثقت مقاطع فيديو متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحظة دخول بن غفير باحات المسجد، حيث وقف أمام مسجد قبة الصخرة موجهًا رسالة سياسية عبر حسابه على "تلجرام"، قال فيها: "صعدت إلى جبل الهيكل لمناسبة يوم القدس، صليت من أجل النصر في الحرب، ومن أجل عودة جميع أسرانا، ومن أجل نجاح رئيس جهاز الشاباك الجديد ديفيد زيني. عيد قدس سعيد". فيديو يظهر وزير الأمن القومي في حكومة الاح تلال غيتمار بن غفير لدى مشاركته في اقتحام #المسجد_الأقصى صباح اليوم بحماية قوات الاح تلال pic.twitter.com/khJDdi7uqi — مؤسسة القدس الدولية (@Qii_Media) May 26, 2025 وفي أول رد رسمي، أدانت وزارة الخارجية الأردنية بشدة ما وصفته ب"الاقتحام السافر"، معتبرة ما جرى، إلى جانب المسيرة المرافقة، تصعيدًا استفزازيًا غير مقبول، يهدد بتفجير الأوضاع في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية. وشدد الناطق باسم الوزارة، السفير سفيان القضاة، على أن "ممارسات هذا الوزير المتطرف واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، لا تُغير من الوضع القانوني القائم ولا تُلغي حقيقة أن القدسالشرقية أرض فلسطينية محتلة لا سيادة لإسرائيل عليها". وأضاف القضاة أن "المملكة ترفض بشكل قاطع هذه التصرفات، التي تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ومسعى لفرض واقع جديد على المسجد الأقصى وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا". كما حمل إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا التصعيد، محذرًا من خطورة الاستمرار في مثل هذه الانتهاكات. وجدد القضاة موقف الأردن الثابت بأن "المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا، هو مكان عبادة خالص للمسلمين"، مؤكدًا أن إدارة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية هي الجهة الوحيدة المخولة بإدارة شؤون المسجد وتنظيم الدخول إليه، بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي والقانوني القائم. تأتي هذه الخطوة الإسرائيلية الاستفزازية في وقت تُوسع فيه إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، وتكثف من اقتحاماتها واعتداءاتها في مدن الضفة الغربية، وهو ما دفع مراقبين إلى التحذير من أن هذه الإجراءات مجتمعة تنذر بانفجار وشيك للأوضاع في المنطقة، خصوصًا مع استمرار الاعتداءات على المقدسات الإسلامية. وجاء اقتحام الوزير اليميني المتطرف، تزامنا مع اقتحام مئات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، من باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، التي شددت القيود ومنعت دخول المصلين الفلسطينيين للمسجد. كما اقتحم آلاف المستوطنين ساحة حائط البراق لأداء الصلوات اليهودية، ورفعوا علم الاحتلال الإسرائيلي داخل المسجد، وأدوا طقوسا تلمودية ورقصات استفزازية حاملين معهم لفائف التوراة ومرتدين شال الصلاة واللفائف السوداء أمام باب المغاربة.