تتضمن إلغاء سفارات حول العالم.. إدارة ترامب تسعى لإعادة هيكلة الخارجية الأمريكية

تداول دبلوماسيون أمريكيون مسودة أمر تنفيذي يقترح تغييرات جذرية في وزارة الخارجية الأمريكية، تشمل تقليصات واسعة وإعادة تنظيم شامل، وفقًا لوثيقة حصلت عليها وكالة "بلومبرج".
وفي حال تم التصديق على هذه الخطة، فستكون من أكبر التغييرات التي تشهدها وزارة الخارجية الأمريكية منذ تأسيسها عام 1789.
الوثيقة التي تتكون من 16 صفحة، تتضمن إلغاء عدد كبير من الأقسام داخل الوزارة، مثل الأقسام المعنية بالمناخ، اللاجئين، الديمقراطية، وشؤون إفريقيا، إضافة إلى مكتب التنسيق مع الأمم المتحدة.
إلى جانب ذلك، تقترح الوثيقة تقليص العمليات الدبلوماسية في كندا وإغلاق عدد من السفارات والقنصليات في إفريقيا جنوب الصحراء.
وبحسب ما تضمنته الوثيقة، فإنه من المقرر تطبيق هذه التغييرات بحلول أكتوبر المقبل.
وتقترح الخطة تقسيم وزارة الخارجية الأمريكية إلى 4 مكاتب إقليمية تغطي المحيطين الهندي والهادئ، أمريكا اللاتينية، الشرق الأوسط، وأوراسيا، فضلا عن تقليص الوجود الدبلوماسي في كندا عبر فريق صغير يُدار تحت اسم "مكتب شؤون أمريكا الشمالية".
وتلزم الخطة، الدبلوماسيين الأمريكيين بالبقاء في مناطق بعثاتهم الدبلوماسية طوال حياتهم المهنية، وعدم التنقل بين القنصليات والبعثات الدبلوماسية الأمريكية حول العالم، كما أتاحت الوثيقة للدبلوماسيين الذين لا يوافقون على النظام الجديد التقدم بطلب بحلول 30 سبتمبر المقبل للخروج الطوعي من الخدمة مقابل تعويضات مالية.
وفي منشور على منصة "إكس"، نفى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو هذه الأنباء، واصفًا إياها بأنها "أخبار مزيفة".
وفي إطار ذلك، أبدى دبلوماسيون عبر منتدى "ريديت" شكوكا حول تنفيذ الخطة، مرجحين أن تكون التسريبات تهدف إلى تخفيف ردود الفعل تجاه تغييرات أقل حدة، وقال أحدهم: "قد يكون ذلك تكتيكا لجعلنا نقبل بتعديلات أقل، لكنها غير مرحب بها أيضا".
وتشير المسودة إلى تعديل برنامج "فولبرايت" للمنح الدراسية ليركز على تخصصات الأمن القومي واللغات الاستراتيجية مثل الصينية والعربية، كما تقترح إنهاء زمالات جامعة هوارد وإغلاق معظم برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مع نقل مهامها إلى "مكتب الشؤون الإنسانية".
على الرغم من ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيوقع الأمر التنفيذي بما تتضمنه الوثيقة في صيغتها الحالية.
لكن، مسؤول إفريقي رفيع يشير إلى أن التغييرات النهائية قد تكون أقل حدة، مع إمكانية الإعلان عنها قريبا، غير أن مراقبين يرون أن هذه الخطوة تعكس توجه الإدارة الأمريكية الحالية لتقليص دور الولايات المتحدة في النظام العالمي الذي ساهمت في بنائه.
وتضم وزارة الخارجية الأمريكية في الوقت الراهن نحو 13 ألف دبلوماسي و11 ألف موظف مدني، فضلا عن 45 ألف موظف محلي يعملون في أكثر من 270 بعثة دبلوماسية حول العالم.