ينتشر بائعو العصائر الرمضانية في كافة محافظات الجمهورية خلال شهر رمضان المبارك خاصة الوقت قبل أذان صلاة المغرب، كمظهر من مظاهر الأجواء الرمضانية التي اعتاد المواطنين عليها، وبينهم يقف أبو إسلام بعد خروجه على المعاش ليبدأ حياة جديدة. في محافظة بورسعيد، يقف "أبو إسلام" وبجواره زوجته أمام منضدة خشبية عليها أكياس من العصائر الرمضانية أسفل منزله بالمنطقة الرابعة في حي المناخ، بعدما بلغ سن الستين وخرج على المعاش لكنه رفض الجلوس في المنزل واستكمال قصة ومسيرة كفاحه في الحياة وبجانبه زوجته أو "ست الكل" كما يحب أن يلقبها. أشار "أبو إسلام"، خلال لقاءه مع مصراوي، إلى أنه كان يعمل في إحدى الشركات التجارية على فترتين لكي يوفي احتياجات أسرته، وتكلل كفاحه بحصول ابنته "رنا" على بكالوريوس تجارة وتعمل بكلية الطب جامعة بورسعيد، وابنه "إسلام" يعمل في شرق بورسعيد. وأوضح أنه نظرًا لظروف الحياة رفض الجلوس في المنزل والاعتماد على معاشه فقط، وقرر العمل في العصائر الرمضانية خلال رمضان، مضيفا :"فور عرض الفكرة على زوجتي شجعتني وصممت على عمل العصائر بنفسها حتى تضمن أن تكون نظيفة وعالية الجودة، وتبيع دوم وخروب وتمر وعرقسوس وسوبيا وفراولة في أكياس سعر الكيس 10 جنيهات بينما كيس المانجو 20 جنيها وهو يكفي كوبين ونصف". وأكد على أنه يبيع بأسعار مخفضة مراعاة لظروف الناس، ويعمل العصائر بمستوى عالي من الجودة، موجها الشكر لزوجته على دعمها المستمر له في كافة الظروف. من جانبها، أكدت الزوجة على أنها فخورة بزوجها وحريصة على دعمه وتشجيعه، مشيرة إلى أنها تعمل العصائر بنفس الجودة والنظافة التي تصنعها لأولادها في المنزل، وأنها جميعها طبيعية، وأن السعر المنخفض لأنهم يعملون بنية إفطار صائم ويوزعون ما يتبقى من أكياس بالمجان على المواطنين في الشارع عند آذان المغرب.
