أطباء بلا حدود تستنكر الخطة الإسرائيلية لتهجير سكان "مسافر يطا" قسرا

استنكرت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الخميس، خطّة تهجير ألف مواطن فلسطيني من بيوتهم في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل في الضفة الغربية.
وقال رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في القدس المحتلة دافيد كانتيرو بيريز "إن هذه الخطوة تنذر بالمباشرة بتهجير غالبية، إن لم يكن كافّة، سكّان مسافر يطا قسرا. إلى اين ستذهب كل هذه العائلات؟ هذا أمر غير مقبول بتاتا."
وقالت المنظمة إن "السلطات الإسرائيلية تمارس ضغوطا هائلة على السكان لدفعهم إلى ترك منطقة مسافر يطا: من هدم المنازل، إلى نصب الحواجز، ومصادرة المركبات وفرض حظر التجول وغيرها من القيود على التنقّل".
وبحسب فرق منظمة أطباء بلا حدود العاملين في المنطقة، فقد ازدادت حدة هذه الإجراءات في الأشهر الأخيرة، وأثرت بشدّة على حرية الحركة وعلى الصحة النفسية للسكان، كما حدّت من قدرتهم على الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية.
كما يتم إجبار المرضى وكبار السن، وفق المنظمة، على الانتظار لساعات عدّة على الحواجز، وإرغامهم على المشي لفترات طويلة للوصول إلى العيادات الطبية. ولا يسلم السكان من ذلك حتى في الحالات الطارئة. وفي هذا الإطار، قال أحد السكان لفريق منظمة أطباء بلا حدود: "قد تكون على حافة الموت ولا يسمح لك بالعبور على الحواجز."
وأضاف كانتيرو بيريز: "هذه الإجراءات تؤثّر بشكل كبير على سكان مسافر يطا وتجعل حياتهم لا تطاق، فهم يعيشون في خوف مستمر. ولا يمكن التقليل من شأن الآثار النفسية للسكان، وبالأخص الأطفال منهم. ففي الفترات التي تشتد فيها عمليات هدم المنازل، يستقبل فريق الصحة النفسية في منظمتنا عدد أكبر من الناس الذين يعانون من أعراض الاكتئاب والقلق."
ووصفت سيدة متقدّمة في السن لمنظمة أطباء بلا حدود لحظة هدم قوات الاحتلال لمنزلها للمرة الرابعة في أقل من عامين قائلة: "شعرت بأنني اختنق، وبأنني عاجزة عن الرؤية وبأن يدي مكبلة. كان أطفالي في المدرسة عند بدء الهدم، وجاءوا ليشاهدوا عملية الهدم، كانوا في حالة صدمة وفي صمت تام."
وقال أحد السكان لمنظمة أطباء بلا حدود: "اختاروا هدم المنازل في الشتاء. هذه الليلة ستنام عائلتي في السيارة أو ربما في خيمة في هذا البرد القارس. ستكون درجة الحرارة 5 درجات مئوية."
وتدير منظمة أطباء بلا حدود ثلاث عيادات في منطقة مسافر يطا وتقدم خدمات الرعاية الصحية الأساسية للسكان، وهذا يشمل الدعم النفسي وخدمات الصحة الانجابية، مع التركيز على النساء والأطفال والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة. وفي عام 2022، قدمت فرق المنظمة 3066 استشارة طبية لسكان المنطقة.
ودعت منظمة أطباء بلا حدود "السلطات الإسرائيلية لوقف خطة الاخلاء فورا وإنهاء الإجراءات التقييدية التي تعيق وصول الفلسطينيين من سكان مسافر يطا إلى الخدمات الأساسية بما في ذلك الرعاية الصحية، والمجتمع الدولي إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية سكان مسافر يطا وضمان احترام حقوقهم".