«أحد الموت».. وفاة كاهن كنيسة أبو سيفين يفتح بابا للذكريات والدعاء

كان الحزن كبيرا، الشاشات متشحة بسواد أثر النيران، والمشاهد على الأرض، يختلط فيها الدموع بالدهشة بالصرخات والجزع. رحيل عدد كبير من الأطفال كان قاسيا، لا على ذويهم فحسب، ولكن على جموع المصريين، الذين عبروا عن ألمهم بسبب تلك الفاجعة. النار لا تفرق بين صغير وكبير، الدخان كان خانقا، والموت في كل مكان.
التاسعة صباح اليوم، الأحد، شب حريق بكنسية أبو سيفين بمنطقة إمبابة، وأسفر عن 41 حالة وفاة، بينهم أطفال وكبار. ومن بينهم كان القس عبد المسيح، كاهن الكنيسة، متأثرا بإصابته جراء الحريق، الذي نشب بسبب تكييف بالدور الثاني من الكنيسة، بحسب وزارة الداخلية.
على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك، كان آخر ما كتبه القس عبد المسيح بخيت للعامة، تهنئة بمناسبة عيد القيامة المجيد لعام 2022. التعليقات كلها حفاوة ومحبة «كل سنة وقدسك طيب». على أن المنشور الذي سبقه كان كان احتفالا في أحد أيام مارس بعيد ميلاد ابنه مارك. كتب القس آنذاك «كل سنة وأنت طيب يا مارك عيد ميلادك 21 سنة، ربنا يخليك لينا، ونفرح بيك من نجاح لنجاح»، ناشرا مع العبارات عدة صور تجمعه بابنه، منذ كان طفلا إلى أن كبر في السن.
مات الأب صباح اليوم، وترك ابنه مارك وابنتين يصغران مارك. صارت مسؤولية الشاب الذي لم يتجاوز ال21 عاما مسؤولية أكبر. وفيما كان كثيرون يدعونله بالصبر ويقدمون العزاء في مصابه الأليم، كانت مواقف طيبة جمعت كثيرين بالقس عبد المسيح بخيت، يدونونها في لحظة وداع قاسية على الجميع.
«سلام أبونا الحبيب.. اذكرنا أمام المسيح» كان هذا ما كتبه طوني القمص، على صفحة القس الراحل، وأول ما كتب على صفحته بعد رحيله، ثم تلتها منشورات أخرى بدعوات مخلصة «ربنا ينيح روحك». أما إيفون مسعد فكتبت «وجعت قلبي يا أبي.. أبونا عبد المسيح أبي، وصديق هو وزوجته وأسرته، ربنا يصبر قلوبكم».
أما هاني عجيب، فقد أشار إلى أن القس عبد المسيح، رفض الهروب من الكنيسة، وظل يعمل على إنقاذ الآخرين، إلى أن توفي بإصابته جراء الاختناق من الحريق «كنت أمينا أيها الصالح، والآن لتنعم بالمجد الأبدي». أما مارينا إبراهيم فقد نشرت عدة صور وكتبت عليها «أنا مش مصدقة إنك خلاص مش هتكلمني تاني، مش هتعيد علي في العيد، ولا تهزر معايا».
اقرأ أيضا:
كاهن كنيسة إمبابة.. نجا من حادث مروع ليموت في حريق كنيسته