حقق الجزء الأول من مسلسل المداح في رمضان الماضي نجاحاً كبيراً، وظن البعض أن وجود جزء ثان من المسلسل قد لا يحقق نفس النجاح. وبعد عرض الحلقات الأولى من "المداح -أسطورة الوادي"، نجح المسلسل في جذب أنظار واهتمام المشاهدين، فقد استطاع صناع العمل الإبحار في عمق القصة التي تم عرضها في الجزء الأول، وعن طريق وجود تحد جديد لشخصية صابر المداح نجح المسلسل في إيجاد رحلة جديدة مليئة بالتفاصيل الهامة والمثيرة، وتم تقديم أحداث ساخنة في كل حلقة عن طريق مواجهة "صابر المداح" للشرور من حوله، التي لم تقتصر على شرور الجن والعوالم السفلية فقط، بل شرور البشر أيضا. وما يحسب لصناع العمل بداية من التأليف لأمين جمال، ووليد أبو المجد، وشريف يسري، والإخراج أحمد سمير فرج، أن المسلسل جاء بعيدا عن المط والتطويل الذي يجعل المشاهد يشعر بالملل فكل مشهد وحوار يخدم الأحداث، وكل حلقة تقدم تفاصيل وتكشف عن أسرار جديدة تمهد بدورها لحلقات تالية وتزيد من فضول المشاهد ورغبته في مزيد من المتابعة. الفنان حمادة هلال استطاع للعام الثاني أداء شخصية صابر بإتقان حتى كاد أن يتوحد معه في كل كلمة وحركة وانفعال، نستطيع القول بأن حمادة هلال استطاع أن يحافظ على تجسيد الشخصية بتميز وإبداع. ظهور مميز للنجم أحمد عبدالعزيز مما زاد المسلسل ثراء، فالفنان أحمد عبد العزيز صاحب الموهبة الحقيقية والخبرة الكبيرة، والقدرة على التأثير على نجاح أى دور يقدمه، وهذا ما تعودنا عليه منه في أغلب أعماله الدرامية. الفنان كمال أبو ريا قام بأداء دوره بإتقان وتميز كعادته، وكان لظهوره فى الجزء الثانى من المداح رد فعل إيجابي على الجمهور. خالد سرحان استطاع أن يستثمر نجاح شخصية حسن التي قدمها في الجزء الاول وأضاف إليها أبعاداً جديدة بأدائه التمثيلي المتقن بحسب تطور الشخصية على الورق. نجوم الجزء الثاني كانوا على قدر كبير من التميز في الأداء: الفنانة حنان سليمان، هبة مجدي، سهر الصايغ، دنيا عبد العزيز، عفاف رشاد، تامر شلتوت، ومحسن منصور، مما جعل المسلسل منافسا قويا في الدراما الرمضانية.