في عام 2014 لم يكن لدى روسيا أي مشكلة في تجاوز القوات العسكرية الأوكرانية، وتمكنت من الاستيلاء على شبه جزيرة القرم دون إراقة الدماء، وقتها تباهى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقوة جيشه مقابل ضعف القوات في كييف، وقال: "لم يتم إطلاق رصاصة واحدة خلال الهجوم". لكن الآن مع توقع حدوث غزو روسي لأوكرانيا في أي وقت، يتوقع خبراء ومحللون سياسيون أن تواجه موسكو خصمًا أقوى. يقول الخبراء- حسب صحيفة يو إس إيه توداي الأمريكية- إن الجيش الأوكراني بات أفضل من حيث التدريب والتجهيز، وأكثر قدرة على إدارة المعارك عما كان عليه قبل ثماني سنوات. قال جيم تاونسند، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق إن الجيش الأوكراني اختلف كثيرًا عما كان عليه في عام 2014. زادت المخاوف بعد تصاعد الأزمة الأوكرانية الروسية خلال الأسابيع الأخيرة الماضية، لاسيما مع نشر تقارير استخباراتية تفيد بأن روسيا قد تغزو جارتها الأصغر في أي وقت هذا الشهر. وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي يوم السبت، "من تكلفة باهظة وفورية" لغزو أوكرانيا. كما يتوقع البيت الأبيض أن الغزو الروسي وشيكًا، ربما يحدث قبل اختتام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، والتي من المقرر انتهائها في 20 فبراير. ورغم أن روسيا لا تزال قوة عسكرية متفوقة، ومن المرجح أن تخرج منتصرة من حربها ضد أوكرانيا، إلا أن القوات الأوكرانية يمكن أن تلحق أضرارًا كبيرة بها، وفقًا لتحليل أجراه المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن. ما حجم الجيش الأوكراني؟ أوكرانيا لديها 250 ألف جندي في الخدمة الفعلية، بالإضافة إلى 290 ألف جندي احتياطي و50 ألف قوة شبه عسكرية يمكن استدعائها في الحرب ضد روسيا. أما في 2014، كان لدى كييف 140 ألف جندي فقط، وكان 6000 منهم جاهزين للقتال. ما حجم الجيش الروسي؟ لدى روسيا أكثر من مليون فرد في الخدمة الفعلية، أي أكثر من أربعة أضعاف قوة الأوكرانية، و378 ألفًا جندي احتياطي و250 ألف قوة شبه عسكرية يمكن استدعائها في أي نزاع مع جارتها. من يملك الأسلحة الأقوى؟ فيما يتعلق بالقوة البرية، تملك روسيا 12 ألف دبابة مقارنة ب2500 تملكها أكرانيا، و30 ألف عربة مصفحة لدى روسيا مقابل 12000 لأوكرانيا، و12000 مدفعية ذاتية الدفع لدى روسيا مقابل ما يزيد عن 1000 قليلاً لدى أوكرانيا. كما تسيطر روسيا على القوة الجوية أيضًا، بأكثر من 700 طائرة مقاتلة مقارنة ب70 طائرة أوكرانية، وأكثر من 700 طائرة هجومية بينما تملك أوكرانيا أقل من 30، وأكثر من 500 هليكوبتر هجومية فيما تملك أوكرانيا 34، و1500 هليكوبتر ولدى أوكرانيا 100. وفي البحر، لدى روسيا 15 مدمرة، 70 غواصة، 11 فرقاطات، وما يقرب من 50 سفينة حربية. أما أوكرانيا فليس لديها مدمرات أو غواصات، فقط فرقاطة واحدة وسفينة حربية. من يدعم أوكرانيا عسكريًا؟ أنفقت الولاياتالمتحدة مليارات الدولارات لمساعدة أوكرانيا على بناء دفاعاتها العسكرية، ومن المرجح أن يزداد الدعم الأمريكي لكييف إذا غزتها روسيا. وعلى الرغم من أن بايدن قال إن واشنطن لن ترسل قوات للمساعدة في الدفاع عن أوكرانيا ومواجهة القوات الروسية، إلا أنه قال إن الولاياتالمتحدة ربما ترسل المزيد من القوات إلى دول أوروبية أخرى بما في ذلك بولندا ورومانيا. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الاثنين الماضي، أنها ستضع 8500 جندي أمريكي في حالة تأهب قصوى لنشرهم في شرق أوروبا خلال الأزمة. وفي يناير الماضي، قال البيت الأبيض إنه سيمنح أوكرانيا 200 مليون دولار إضافي من المساعدات العسكرية، تتضمن صواريخ مضادة للدروع، وذخيرة، ومواد أخرى. كيف اختلف الجيش الأوكراني عما كان عليه في 2014؟ لم تكن أوكرانيا مستعدة للحرب تمامًا عندما غزت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014. لم تكن قواتها العسكرية مجهزة أو مدربة لمواجهة العدوان، ولم يكن لديها مخزون اللوجستي، باستثناء الأسلحة والذخيرة التي يعود معظمها إلى الحقبة السوفيتية، وفقًا لتحليل المجلس الأطلسي. وحسب تحليل المجلس الأطلسي، فإن أوكرانيا جعلت تحديث جيشها أولويتها على مدى السنوات السبع الماضية، ولكن من الصعب التغلب على عقود من الإهمال. لا يزال الجيش الأوكراني يعاني من العديد من نقاط الضعف الاستراتيجية، بما في ذلك الثغرات في المهارات القتالية الرئيسية. في الوقت نفسه، هناك عدد من المشكلات التي تواجه الجيش الأوكراني على رأسها الفساد، التمويل المحدود بسبب الظروف الاقتصادية في البلاد. إلى متى تستطيع أوكرانيا الصمود في وجه روسيا؟ من الصعب توقع ذلك. قال تاونسند إن روسيا ربما تهاجم أوكرانيا من جهات مختلفة، مما يجبر كييف على تقسيم قواتها لمواجهة القوات التي تزحف نحوها. وأضاف:"سيتعين على القوات الأوكرانية الدفاع عن أراضيها بمواجهة عدد من طرق الاقتراب المختلفة، ما يزيد موقفهم صعوبة". علاوة على ذلك، حسب تاونسند، من المرجح أن تشارك روسيا في هجمات إلكترونية ضد المجتمع العسكري والمدني في أوكرانيا، والتي قد تؤدي إلى انهيار الشبكة الكهربائية وأنظمة الاتصالات في البلاد. ويتوقع ألا تتمكن أوكرانيا من الصمود أمام الروس لفترة طويلة.