تشهد الحدود بين روسياوأوكرانيا تحشيداً ومناورات يُنذران بمواجهة، على خلفية اتهام كييف وحلف شمال الأطلسي (ناتو) موسكو بالتحضير لغزو وشيك لأوكرانيا، وسط مسارعة الجهات الدولية الكبرى إلى التهدئة عبر الدبلوماسية. و أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أنها بدأت مناورات بعشرة آلاف جندي في أكثر من 30 ساحة تدريب في ست مناطق مختلفة، على الحدود مع دونباس شرقي أوكرانيا، التي استولى عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا عام 2014، وفي شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في العام نفسه.
في المقابل، أعلنت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن «االجيش الأوكراني حشد 125 ألف جندي، وهذا للتوضيح، هو نصف عدد القوات المسلحة لأوكرانيا» في منطقة الصراع في دونباس.
وكان الجيش الأوكراني أعلن أنه سيجري عشر مناورات دولية كبيرة عام 2022، في ظل زيادة «الأنشطة العدائية» لروسيا ووكلائها.
اجتماع «ناتو»
والتقى وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي، في اجتماع ل«ناتو»، في ريغا عاصمة لاتفيا، بدأ الثلاثاء وينتهي اليوم ناقش التحركات العسكرية الروسية قرب حدود أوكرانيا.
وقال وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا: «سندعو الحلفاء للانضمام إلى أوكرانيا في وضع عقوبات اقتصادية على روسيا في حال قررت اختيار السيناريو الأسوأ».
وكان الحلف والولايات المتحدة وجها تحذيرات شديدة اللهجة لروسيا بأنها ستدفع ثمناً باهظاً عن أي عدوان عسكري جديد ضد أوكرانيا، وهو ما ردت عليه موسكو بتحذير الحلف من مغامرة عسكرية شرقي أوكرانيا.
واليوم، يلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نظيره الروسي سيرغي لافروف في استوكهولم، وذلك بعد اجتماع على هامش اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مع نظيره الأوكراني.
واقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الغرب «البدء في مفاوضات جدية حول ضمانات لعدم توسع ناتو باتجاه حدود روسيا»، مشدداً على أن الغرب مستمر في تجاهل هواجس روسيا في ما يتعلق بتهديد أمنها.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «يجب أن نقر بأننا لن نكون قادرين على وقف الحرب دون مفاوضات مباشرة مع روسيا».
بدوره، أفاد وزير الخارجية الروسي بأن محادثات هاتفية ستُجرى بين بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، موضوعها الأزمة بين موسكو وكييف، وستناقش عرض أنقرة التوسط لمعالجة التوتر.
رسالة بريطانية لروسيا.. وزيرة الخارجية على متن دبابة
إلى ذلك، ظهرت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس على متن دبابة، مرتدية الزي العسكري، أثناء زيارتها قاعدة عسكرية لبلادها في جمهورية إستونيا، تبعد عن حدود روسيا 160 كيلومتراً.
واتهمت تروس موسكو بارتكاب «نشاط خبيث» في البلقان، وقالت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيرتكب «خطأ إستراتيجياً» إذا كان سيقود غزواً لأوكرانيا.
وقالت صحيفة التلغراف إن تروس أرادت أن تُفهم موسكو أن لندن لا تزال تُدخل حماية الديموقراطيات في الساحة السوفيتية السابقة من النفوذ الروسي في قائمة أولوياتها.
