في قرار مُفاجئ في خِضم الحرب الأهلية الدائرة في إثيوبيا، أغلقت السلطات جميع المدارس الثانوية لمدة أسبوع، بدعوى تمكين الطلاب من المشاركة في حصاد المحاصيل. وكذّبت السكرتيرة الصحفية لمكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، بيلين سيوم، تقارير تداولتها وسائل إعلام عالمية، من بينها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، ربطت بين قرار إغلاق المدارس المؤقت واستغلال الطلاب في جهود الحرب الأهلية. ووصفت بيلين تلك التقارير المُعنونة ب"إثيوبيا تغلق المدارس لدعم جهود الحرب"، بالكاذبة والمُضللة. وأشادت بقرار وزارة التعليم الإثيوبية الذي عدّته "مناسبًا"، وعزت ذلك إلى أن "إثيوبيا لديها اقتصاد زراعي وهناك حاجة إلى بذل جهود لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، باعتبارها اقتصادًا مدعومًا بالزراعة"، حسبما أوردت شبكة "فانا" الموالية للحكومة الإثيوبية. وأكدت بيلين استمرار غلق المدارس كي يتمكن الطلاب الإثيوبيون من المساعدة في حصاد المحاصيل الزراعية. وقالت الحكومة الإثيوبية إن حوالي مليوني طالب تركوا المدارس بالفعل جراء الحرب التي بدأت في إقليم تيجراي، شمالي البلاد، العام الماضي. وأسفرت الحرب عن أزمة إنسانية؛ إذ دمرت حوالي 300 مدرسة توفر التعليم من الصف الأول وحتى الفصل الثاني عشر، حتى أكتوبر الماضي، وفق بيان نشرته نشرته وزارة التعليم الإثيوبية عبر حسابها على فيسبوك. وأضاف البيان أن الحكومة سوف تعيد بناء المدارس التي تضررت من الحرب. وتصاعدت حدة الحرب عقب إعلان مقاتلي تيجراي تقدّمهم نحو العاصمة أديس أبابا في نوفمبر الماضي. كما شنوا هجوما للوصول إلى الحدود الإثيوبية مع جيبوتي إلى الشرق، وهي منطقة تتمتع بجانب كبير من الأهمية فيما يتعلق بتوفير الإمدادات لإثيوبيا التي لا تحظى بحدود بحرية. الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إلى انضمامه شخصيا إلى الجيش على جبهة القتال، حيث عرض له التلفزيون الرسمي صورًا من هناك. في المقابل، قالت قوات تيجراي إنها نفذت "انسحابا استراتيجيا" من بعض المناطق التي يزعم الجيش الإثيوبي إنه استعاد السيطرة عليها.
