أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبد الغفار أن الدولة تولي اهتماما بالغا لتقديم خدمة طبية مميزة داخل المستشفيات الجامعية، مشددا على حرص الدولة على تزويد هذه المستشفيات بأحدث التجهيزات التي تعين الأطقم الطبية على تقديم هذه الخدمة بمختلف المحافظات. جاء ذلك خلال افتتاح صندوق (تحيا مصر) اليوم السبت، أكبر وحدة لرعاية حديثي الولادة والأطفال المبتسرين بمستشفى أبو الريش المنيرة بعد تطويرها وتجهيزها بالحضانات والأجهزة المساعدة، وذلك في إطار تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية (يوم جديد) لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمتسرين والحد من المشكلات الصحية التي يعانون منها. وقال وزير التعليم العالي - خلال الافتتاح، وفقا لبيان الصندوق اليوم - إن الشراكة مع صندوق تحيا مصر تعتبر دفعة قوية لجهود المستشفيات الجامعية في هذا الاتجاه لاسيما انها تستقبل إعداد كبيرة من المواطنين طوال العام. بدوره، قال رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد الخشت إنه جرى تزويد الوحدة بأكثر من 100 جهاز، تشمل 22 حضانة، وأجهزة تنفس وضغط المجرى الهوائي، ووحدات إفاقة، وحضانة محمولة، وأجهزة قياس الصفراء وضخ السوائل. وأضاف الخشت أن تطوير مستشفيات أبو الريش للأطفال يستهدف زيادة القدرة الاستيعابية لها وإعادة تأهيلها ورفع كفاءتها، ويأتي في إطار اهتمام جامعة القاهرة بالقطاع الطبي ومشروعها الخاص بتطوير المستشفيات الجامعية وتقديم خدمات طبية عالية المستوى تلائم مكانة الجامعة العريقة وإمكاناتها ودورها المجتمعي والخدمي، وتساهم في تحقيق رؤية الدولة المصرية الخاصة بتوفير الرعاية الصحية المتكاملة ورفع العبء عن كاهل المواطن المصري. وأشار الخشت إلى استمرار عمليات تطوير مستشفى أبو الريش المنيرة للأطفال على مدار 4 سنوات، والتي شملت مؤخرًا افتتاح عدة وحدات من بينها وحدة زرع الكُلى بسعة 12 سريرًا، ووحدة الغسيل البريتوني، ووحدة الجراحة، وحدة الكبد، ووحدة الغدد الصماء والسكر بسعة 22 سريرًا، مضيفًا أنه جاري تنفيذ مشروعات تطوير أخرى بالمستشفى، منها رعاية العمليات الجراحية، ووحدة الرعاية المركزة بسعة 14 سريرًا، ووحدة أمراض الدم وزرع النخاع بسعة 19 سريرًا، ووحدة إقامة عامة بسعة 31 سريرًا ، وطوارئ النزلات المعوية وذلك بدعم من مؤسسات المجتمع المدني. من جهته، قال المدير التنفيذي لصندوق (تحيا مصر) تامر عبد الفتاح إن وحدة رعاية حديثي الولادة شهدت عمليات تطوير شاملة باعتبارها الأكبر بمستشفى أبو الريش المنيرة، باعتباره أحد الوجهات الرئيسية التي تستقبل الأطفال المبتسرين، لافتا إلى أنه تم توفير 22 حضانة، و5 أجهزة إفاقة، وجهازي قياس الصفراء، و19 جهاز علاج بالضوء، و 8 أجهزة تنفس صناعية، و7 أجهزة ضغط المجرى الهوائي، و57 جهاز ضخ وسحب السوائل، بالإضافة لحضانة متنقلة للحالات الحرجة في أماكن تواجدها. وأضاف أن أعمال تطوير الوحدة تضمنت وسائل التهوية وتهيئة الأرضيات طبقًا للمواصفات الطبية، وكذلك توفير وسائل ضمان استمرار التيار الكهربائي خلال فترة الطوارئ؛ للحفاظ على سلامة الأطفال، كما تم توزيع وحدات الإنارة والتكييف بما يتناسب مع توزيع الحضانات، واستخدام أحدث التصميمات والخامات لتقديم أفضل الخدمات العلاجية. وأوضح أن دراسة موقف الأطفال حديثي الولادة في مصر كشفت أن معدل وفيات حديثي الولادة يبلغ 11/1000 طفل، وتبلغ نسب الدخول للحضانات 25% من المواليد، مقارنة ب 10-15% من المواليد عالميا، كما تبلغ معدلات الولادات المبكرة (المبتسرين) 20% من المواليد. وأشار إلى أن المبادرة الرئاسية (يوم جديد) تساهم في توفير الحضانات الخاصة بالأطفال المبتسرين وتجهيز وحدات رعاية لحديثي الولادة في المستشفيات العامة والجامعية، وكذلك المراكز التابعة لمنظمات المجتمع المدني؛ لتوفير الخدمة الطبية لهذه الحالات، منوها بأنه تم تجهيز 35 مستشفى أخرى بالحضانات والأجهزة المساعدة ضمن المبادرة الرئاسية (يوم جديد) حتى الآن. بدورها، أوضحت الدكتورة عبلة الألفي رئيس الجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية لصحة لطفل أنه يمكن تلخيص مشكلات الأطفال المبتسرين في ارتفاع نسبة المواليد التي تتطلب دخول الحضانات لحوالي 25% من المواليد، مقارنة بنسب الدخول العالمية والتي يتراوح بين 10-15% وعليه يحتاج 480 ألفا إلى 600 ألف طفل سنويا للحضانات. وأضافت أن هذه الأرقام تتطلب التطوير المستمر لخدمات حديثي الولادة في مصر على أحدث التوصيات العالمية كضرورة قصوى بجانب زيادة عدد الحضانات، وذلك بوضع آليات الحل الشامل ويشمل التدريب المهاري لجميع أعضاء الفريق الطبي لحديثي الولادة وأطباء التوليد والقابلات، وتقسيم الحضانات إلى ثلاثة مستويات للخدمة وتجهيزها بما يتناسب مع مستوى الخدمة وأكدت ضرورة تدريب فريق المعاونين والإداريين والمهندسين وإعداد نظام دقيق للمتابعة والحوكمة ومتابعة مخرجات الخدمة والإحصائيات، مع الأخذ في الاعتبار أهمية رفع الوعي المجتمعي وتطبيق المبادرات الرئاسية تطبيق حقيقي وتطبيق آليات المجتمع الصديق للأم والطفل وإحالة متميز. من جانبه، قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لنستله مصر معتز الحوت إن مشاركة نستله مصر في تطوير وحدة رعاية حديثي الولادة بمستشفى أبو الريش تعد جزءا لا يتجزأ من استراتيجية نستله للمسؤولية المجتمعية النابعة من رؤية الشركة والتي تستهدف تحسين نوعية الحياة والمساهمة في مستقبل أكثر صحة للأفراد وللمجتمعات، وتعكس أهداف الشركة إيمانا بقوة وأهمية مشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني فى جهود الحكومة المختلفة بهدف تحقيق رؤية مصر 2030. وأضاف أنه جرى فى نستله وضع صحة الأفراد والعائلات على رأس أولوياتنا، وقد انعكس ذلك في المبادرات المختلفة التي قمنا بها من خلال الشراكات مع مختلف الجهات المعنية، ومنها البرامج التي تحث على التغذية السليمة والتركيز بشكل خاص على صحة الأطفال والذين هم عماد المستقبل . وتابع: "نحن سعداء بكوننا جزء من مبادرة يوم جديد لرعاية الأطفال المبتسرين، بالشراكة مع صندوق تحيا مصر ، لضمان فرصة حياة للأطفال حديثي الولادة واعاده البسمة لأسرهم".