حكاية "الأخرس المزيف".. منعه سايس من التسول في منطقته فأنهى حياته ب"رقبة زجاجة"

ما إن شاهد "حامد" وشقيقه "أحمد" اللذان يعملان في تنظيم حركة السيارات بشارع مدكور في العمرانية، شابًا ادعى أنه أبكم مع توزيعه أوراق لجمع التبرعات، راودهما الشك في تخطيطه لسرقة السيارات المسؤولين عنها.
أسرع الشابان طالبين منه مغادرة المكان: "امشي من هنا دي منطقتنا"، ليكتشف أحدهم أنه ليس بأبكم بل كان يزعم ذلك لاستعطاف المارة وقائدي السيارات لجمع الأموال.
استشاط الشقيقان غضبًا بعدما علما بأن الشاب ليس من ذوي الاحتياجات الخاصة وما هو إلا "متسول"، فوقعت بينهم مشادة كلامية، تطورت لمشاجرة بالأيدي، ما جعل صاحب ال26 سنة يستعين بقطعة زجاج "رقبة زجاجة" للدفاع عن نفسه ويغرزها في صدر أحد الشقيقين، سقط "أحمد"، (29 سنة) على الأرض وسط بركة من الدماء، فيما جلس "حامد" بجواره يصرخ "إلحقوني أخويا هيضيع مني".
لم يتردد أهالي شارع مدكور، بمنطقة العمرانية، غرب محافظة الجيزة، لحظة عندما سمعوا صوت صرخات استغاثة، هرعوا إلى مصدر الصوت، لكنهم وقفوا بلا حول بسبب مشاهدتهم شاب ملقًى على الأرض جثة هامدة، وفوقه شقيقه وهو يستنجد بهم: "إلحقوا أخويا هيموت مني"، بينما لاذ المتهم بالفرار مستغلا انشغال الحضور بحالة الشاب.
الجمعة الماضية تلقى العميد طارق حمزة رئيس قطاع غرب الجيزة إشارة من شرطة النجدة بنشوب مشاجرة ووقوع قتيل بدائرة قسم العمرانية.
ووجه العقيد عمرو حجازي مفتش فرقة الطابية والعمرانية، بفحص الواقعة والوقوف على ملابساتها بمشاركة المقدم محمد الجوهري وكيل الفرقة.
تحريات الرائد محمد نجيب رئيس مباحث العمرانية، توصلت إلى أن مشادة كلامية وقعت بين شقيقين يعملان في تنظيم السيارات "سايس" وشاب يدعى "س.س." 26 سنة مقيم مصر القديمة ؛ ظنا منهما أنه جاء لمزاحمتهما في عملهما.
جهود البحث والتحري التي قادها الرائد هاني عجلان، معاون أول مباحث العمرانية، أشارت إلى أن الشقيقين اكتشفا ادعاء الشاب بأنه أبكم، ووقعت مشادة كلامية بين الثلاثة تطورت إلى مشاجرة، اعتدى كلا الطرفين على الآخر بالضرب.
أمام اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، أقر المتهم بصحة التحرييات وارتكابه الجريمة. وتحرر المحضر اللازم، وأحاله اللواء محمد عبد التواب مدير المباحث إلى النيابة العامة، وأمرت بحبس الشاب المتهم على ذمة التحقيقات.