قالوا عنه "موسيقار من أمة القرآن".. ما لا تعرفه عن الموسيقار الراحل عبده داغر‬

في صومعته الخاصة بعيداً عن الأضواء عاش عاشق الموسيقى عبده داغر يداعب بأنامله معشوقته آلة الكمان، وفي حبها فقط كان يفتح أبوابه لمريديها من تلاميذه العرب والأجانب الباحثين عن أسرارها لديه.
وفي هدوء يشبه الحياة التي اختارها رحل الموسيقار العالمي عبده داغر صباح اليوم عن عمر يناهز 85 عاما.
ولد عبده داغر في مدينة طنطا عام 1936، لأب صاحب محل لصناعة الأعواد، وتدرب علي يد والده الموسيقار محمد فوزي، والموسيقار بليغ حمدي .
تعلم داغر العزف على آلة العود في سن السابعة، على غير رغبة والده، ثم جذبته آلة الكمان، وتعلمها في سن العاشرة.
في شبابه عمل كعازف للكمان في الفرق الموسيقية التي صاحبت أم كلثوم، و محمد عبدالوهاب، و محمد عبدالمطلب، كما أسس مع الموسيقار عبدالحليم نويرة في عهد وزير الثقافة الراحل ثروت عكاشة، فرقة الموسيقى العربية المعروفة، وعمل بها كعازف منفرد صوليست حتى عام 1972.
كوّن داغر ب"الصولو كمان" ثنائياً مع الشيخ محمد عمران، قدما فيها سويا عشرات الأغنيات، مثل "حلم" لأم كلثوم، ، ومواويل منها "يا من هواه أعزه وأذلني/ كيف السبيل إلى وصالك دلني"، و"فرح الزمان/ اليوم حان الموعد"، "ناجاك قلبي خاشعا ولساني" .
قام داغر بتأليف العديد من المقطوعات الموسيقية، منها الشباب، النيل ،ليالي زمان، ابتهالات، المشربية، الريشة والكمان، ومصر .
تولى الإشراف والتدريب على بيت الكمان الشرقي.
كُرم الموسيقار الراحل عبده داغر في المانيا، بوضع تمثال له بجوار تماثيل أهم رموز الموسيقى العالمية "موتسارت"، و"بتهوفن"، و"باخ" في حديقة الخالدين.
وحصل الراحل على دبلومة فخرية في الموسيقى العربية عام 2005 من زيوريخ ، لتدريسه في الجامعة الآلات الوترية والنحاسية والنفخ. وكرّمته جامعة جينيف، فيما اختيرت مؤلفاته ضمن مناهج تعليم الموسيقى في أكثر من دولة أجنبية، كما حصل على جائزة باديب للهوية الوطنية من المملكة العربية السعودية .
ورفض الموسيقار عبده داغر قبول تكريمه في الولايات المتحدة الأمريكية، في عهد جورج بوش "الابن" بسبب مواقفه المعادية للعرب.
في حوار صحفي مع للموسيقار الراحل، قال داغر: "أول جريدة أوروبية كتبت عني قالت "موسيقار من أمة القرآن تتلبسه أرواح الموسيقيين العظام".
الموسيقار عبده داغر نقل في حياته عشق الموسيقى إلى أولاده واحفاده، إذ قدم نجله المؤلف الموسيقي خالد داغر الموسيقى التصويرية لعدة اعمال، ومنها مسلسل "القاهرة كابول"، وحفيده مصطفى داغر يعد من من أبرز عازفي الكمان في مصر.