"الأهرام": جهود دبلوماسية متسارعة لحل أزمة سد النهضة

أكدت صحيفة "الأهرام" أنه في الوقت الذي تلعب فيه إثيوبيا بوضوح على عامل الوقت في أزمة سد النهضة، حتى موعد الملء الثاني للسد من جانب واحد، والذي من شأنه إلحاق الضرر البالغ بكل من مصر والسودان، بدأت الإدارة الأمريكية أخيرا تضع يدها في هذا الملف، أملا في تحقيق انفراجة في الوقت المناسب.
وأوضحت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم الأربعاء بعنوان "جهود دبلوماسية متسارعة لحل أزمة السد"، أن جيفري فيلتمان المبعوث الأمريكي الخاص للرئيس جو بايدن وصل القارة الإفريقية أمس إلى منطقة القرن الإفريقي، في بدء جولة طويلة نسبيًا تستمر حتى يوم 13 مايو الحالي، مخصصة لبحث قضيتين رئيسيتين، تعد إثيوبيا طرفًا رئيسيًا فيهما، وهما: أزمة سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، والعنف المتصاعد في إقليم "تيجراي" الإثيوبي.
وأفادت "الأهرام" بأنه من الواضح أن إدارة بايدن استشعرت خطورة الموقف، وهو ما حذرت منه مصر أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة، وتحديدًا حديث القاهرة عن "اضطرابات" في المنطقة في حالة عدم إيجاد حل مرض لجميع الأطراف في قضية السد، بدليل أن جولة المبعوث الخاص ستشمل أكثر من دولة، وهي: مصر والسودان وإريتريا وإثيوبيا.
ولفتت إلى أنه وفقًا لبيان للخارجية الأمريكية، فإن الجولة تؤكد التزام إدارة الرئيس بايدن بمعالجة الأزمات السياسية والأمنية والإنسانية في القرن الإفريقي، خاصة بعد أن كانت الإدارة السابقة بقيادة دونالد ترامب شاهدة على الموقف الإثيوبي المتعنت تجاه القضية، عندما انسحب المفاوضون الإثيوبيون دون سابق إنذار من مفاوضات واشنطن، وتنصلهم من التفاهمات التي تم التوصل إليها وقتها، برعاية الإدارة الأمريكية.
ووفقًا ل"الأهرام" تتزامن جولة فيلتمان مع ظهور محاولة جديدة للوساطة في الأزمة نفسها، من جانب إريتريا، حيث وصل الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إلى الخرطوم أمس، ومن المتوقع أن تحتل القضية الجزء الأكبر من محادثاته هناك، والتي تزامنت بدورها مع اجتماع مريم الصادق وزيرة خارجية السودان مع فيليكس تشيسيكيدي رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، والذي طالبت خلاله الخرطوم مجددا بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني شامل وملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد قبيل شهر يوليو، وهو نفس ما طالبت وتطالب به مصر، وفي ضوء ذلك، قد يقوم الرئيس الكونغولي قريبا بجولة تشمل مصر والسودان وإثيوبيا بخصوص سد النهضة، وبما يهدف في النهاية إلى تحقيق أمن واستقرار المنطقة، ومصالح جميع الأطراف.