لم يكن شتاء هذا العام هينًا على اللاجئين والنازحين، تضاعفت مشقتهم مع جائحة كورونا، ولهذا أطلقت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في مصر حملة باسم "دفي قلوبهم"، بهدف دعم اللاجئين والنازحين في مصر خلال فصل الشتاء والموجة الثانية لتفشي فيروس كورونا المستجد، حسبما تقول ل"مصراوي" ريم عبد الحميد، مسؤول أول العلاقات الخارجية بمفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في مصر. آلاف الأسر ازدادت فقرًا واحتياجًا وتعيش الخوف مضاعفًا مما يخبئه لها المستقبل. نتيجة تفشي وباء كورونا والأزمات الاقتصادية وغيرهما من التحديات، وجدت آلاف الأسر اللاجئة والنازحة نفسها تنزلق إلى دوامة الفقر المدقع. كثيرون منهم ليس باستطاعتهم شراء الطعام والدواء فضلًا عن وقود التدفئة والثياب الشتوية لأنفسهم ولأطفالهم استعدادًا لصقيع الشتاء، لذا هم في حاجة للدعم العاجل، كما تضيف عبدالحميد. أطلقت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين حملة "#دفي_قلوبهم"، من أجل جمع التبرعات لمساعدة 3.8 مليون لاجئ ونازح في منطقة الشرق الأوسط في فصل الشتاء، تستضيف مصر منهم أكثر من 254 ألف شخص من طالبي اللجوء المسجلين واللاجئين من 56 دولة مختلفة، غالبيتهم من سوريا تليها السودان وجنوب السودان وإريتريا وإثيوبيا واليمن والصومال، من خلال توفير المأوى والبطانيات والمدافئ، وأيضًا توفير المساعدة المالية الشتوية، التي يتم تقديمها سنويًا للأسر الأكثر احتياجًا، لتمكينهم من تغطية تكاليف التدفئة والثياب والطعام والدواء لأطفالهم. رغم أزمة جائحة كورونا، وما فرضته من ركود اقتصادي عالمي، واصلت المفوضية صرف مساعداتها النقدية الشهرية متعددة الأغراض. تقول مسؤول أول العلاقات الخارجية بمفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في مصر إنه خلال عام 2020 تم صرف المساعدة الشهرية لحوالي 42،325 شخص من الفئات الأكثر احتياجًا. وللمزيد من المساعدة في التخفيف من المخاطر التي تتعلق بالحماية مثل الوافدين الجدد والحالات ذات الاحتياجات الخاصة، تم دعم 11،440 فرد، على أساس مؤقت، بمساعدة نقدية تتراوح من 3 إلى 6 أشهر. علاوة على ذلك -وبالتعاون مع القطاع الخاص- نجحت المفوضية في دعم 6،797 فرد من خلال إعطاء الأولوية لمن لديهم أمراض أو إعاقات مزمنة. وبداية من شهر مايو 2020، تم صرف مساعدات نقدية لعدد 3،059 من الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم، لضمان حمايتهم. هذا إلى جانب، دعم 42،930 طالب وطالبة بمساعدات نقدية تصرف لمرة واحدة. كما تم صرف مساعدات سبل العيش النقدية لدعم 344 حالة لمرة واحدة فقط. وتم زيادة المساعدة النقدية لشهر مايو وشهر سبتمبر بمنحة إضافية لمستلزمات النظافة، في محاولة لتخفيف الضرر عن الأشخاص الأكثر تضررًا من الجائحة وتداعياتها. كما قدمت المفوضية دعمًا إضافيًا لبعض شركائها من المنظمات غير الحكومية لشراء مواد النظافة والتعقيم لتقديمها للاجئين. لكن نظرًا لانتشار جائحة كورونا، تقلصت معظم الفعاليات الميدانية الخاصة برفع التوعية بقضايا اللاجئين منذ شهر مارس الماضي، وفقًا لتعليمات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، وتم تحويل بعضها إلى فعاليات افتراضية. لذا لجأت المفوضية في الترويج لحملة "#دفي_قلوبهم" إلى استغلال الشعبية الهائلة التي تحظى بها كرة القدم في مصر، ولذلك قاموا مؤخرًا بالتعاون مع نادي بيراميدز الرياضي للتوعية بقضايا اللاجئين، من خلال إعطاء المفوضية مساحة مرئية بمباراتهم مع الأهلي بالدوري المصري الممتاز، بتاريخ 26 يناير. فخلال المباراة، ظهر شعار المفوضية بالملعب مصحوبًا بكلمات بسيطة تدعو المتفرجين للتضامن مع اللاجئين خلال فصل الشتاء، كما توضح عبدالحميد. لم تكن تلك أولى حملات المفوضية في مصر، تحكي عبدالحميد أنه قبل حملة "#دفي_قلوبهم"، أطلقت المفوضية حملة "مش مجرد أكلة"، هو برنامج مكون من 6 حلقات، تم عرضه على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. استضاف البرنامج مجموعة من اللاجئين الذين جاءوا إلى مصر بغرض الدراسة أو العمل ولكن الصراعات في أوطانهم والتي امتدت لسنوات حالت بينهم وبين العودة إلى ديارهم. وهدفت الحلقات لإبراز فصل من حياة اللاجئين وطالبي اللجوء في مصر، حيث يفسح المجال لست لاجئات من ست جنسيات مختلفة للتعبير عن أنفسهن وثقافاتهن في تجربة مميزة يسودها المرح، وذلك من خلال طهي أكلة شعبية تقليدية تشتهر بها بلادهن. أضافت جائحة كورونا أعباء فوق أعباء اللاجئين في مصر، وهو ما تحاول المفوضية مجارته، لكن تقول عبدالحميد إن هذا ليس بالقدر الكافي لحمل المعاناة عنهم.