أسعار زيت الطعام بسوق اليوم الواحد ضمن المرحلة الثانية.. التفاصيل    رئيس غرفة القاهرة التجارية يشارك في تفقد "سوق المزارعين" بالإسكندرية ويعلن عن بدء التحضيرات لإطلاق نسخة مطورة من "سوق اليوم الواحد للمزارعين" في القاهرة    ترامب فى ختام جولته بالشرق الأوسط: أغادر بطائرة عمرها 42 عاما.. الجديدة قادة    الزمالك: قرار لجنة التظلمات سقطة تاريخية    ضبط متهم بسرقة هاتف محمول من شخص داخل نادي بالإسكندرية    وفاة طفل وإصابة 2 آخرين آثار انهيار جزئي لعقار بالمنيا    كامل الوزير يتابع أعمال تنفيذ مشروع خط سكة حديد "بئر العبد- العريش"    «بلدنا أولى بينا».. لقاء توعوي بالفيوم لمناهضة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر    وزير الإسكان يُصدر قرارات إزالة تعديات ومخالفات بناء بالساحل الشمالي وملوي الجديدة    وزير التعليم العالي يبحث سبل تعزيز التعاون مع السفير الألماني    ترامب: نفكر في غزة وسنتولى الاعتناء بالأمر    أنجلينا إيخهورست: نثمن جهود مصر فى الحفاظ على الاستقرار ودعم القضية الفلسطينية    شبكة عالمية تحدد ترتيب الأهلي ضمن المرشحين للفوز بكأس العالم للأندية    بولندا تختار رئيسا جديدا الأحد المقبل في ظل تزايد المخاوف بشأن المستقبل    الصحة الفلسطينية: إسرائيل تنفذ تطهيرا عرقيا فى غزة.. 250 شهيدا فى غارات على القطاع    غدًا.. امتحانات الترم الثاني للمواد غير المضافة للمجموع في قنا (جدول)    جماهير برشلونة تحتل الشوارع احتفالا بلقب الليجا    تدشين كأس جديدة لدوري أبطال إفريقيا    أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 16 مايو 2025 في أسواق الأقصر    كيلو الموز ب50 جنيه؟ أسعار الفاكهة اليوم في مطروح    حبس متهم بالتعدى على طفلة فى مدينة نصر    ضبط 3 أطنان أسماك مدخنة ولحوم مجمدة مجهولة المصدر فى المنوفية    مقتل عامل طعنا على يد تاجر مواشي في منطقة أبو النمرس    حال الاستئناف، 3 سيناريوهات تنتظر نجل الفنان محمد رمضان بعد الحكم بإيداعه في دار رعاية    مواصفات امتحان اللغة العربية للصف الأول الإعدادي الترم الثاني 2025    أول تعليق من يوسف حشيش بعد عقد قرانه على منة عدلي القيعي    بعد استثنائها من الدخول المجاني.. أسعار تذاكر زيارة متاحف «التحرير والكبير والحضارة»    مسارات جمال الغيطانى المتقاطعة الخيوط والأنسجة.. والتجارب والتناغمات    مفتى الجمهورية: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية ومن يفعل ذلك "آثم شرعا"    وزير التعليم العالي يثمن الشراكة العلمية بين جامعة أسوان ومؤسسة مجدي يعقوب    الصحة: خبير من جامعة جنيف يُحاضر أطباء العيون برمد أسيوط    بكلمات مؤثرة.. خالد الذهبي يحتفل بعيد ميلاد والدته أصالة    هل يجوز تخصيص يوم الجمعة بزيارة المقابر؟ «الإفتاء» تُجيب    مصطفى عسل يتأهل إلى نصف نهائي بطولة العالم للاسكواش بأمريكا    رئيس شعبة المواد البترولية: محطات الوقود بريئة من غش البنزين.. والعينات لم تثبت وجود مياه    رئيس رابطة محترفات التنس يحدد موعد تقاعده    راشفورد لن يواجه مانشستر يونايتد    لاعب المغرب: نسعى لكتابة التاريخ والتتويج بأمم إفريقيا للشباب    4 أبراج «لا ترحم» في موسم الامتحانات وتطالب أبناءها بالمركز الأول فقط    بالأسماء.. جثة و21 مصابًا في انقلاب سيارة عمالة زراعية بالبحيرة    البلشي: 40% من نقابة الصحفيين "سيدات".. وسنقر مدونة سلوك    في دقائق.. حضري سندويتشات كبدة بالردة لغداء خفيف يوم الجمعة (الطريقة والخطوات)    طريقة عمل البامية باللحمة، أسهل وأسرع غداء    بسنت شوقي: أنا اتظلمت بسبب زواجي من محمد فراج (فيديو)    توقفوا فورا.. طلب عاجل من السعودية إلى إسرائيل (تفاصيل)    أبو شقة: لدينا قوانين سقيمة لا تناسب ما يؤسس له الرئيس السيسي من دولة حديثة    بيت لاهيا تحت القصف وحشد عسكري إسرائيلي .. ماذا يحدث في شمال غزة الآن؟    د. محروس بريك يكتب: منازل الصبر    هل الصلاة على النبي تحقق المعجزات..دار الإفتاء توضح    نشرة التوك شو| حجم خسائر قناة السويس خلال عام ونصف وتحذير من موجة شديدة الحرارة    بعد غيابه في مارس.. ميسي يعود لقائمة منتخب الأرجنتين    بحضور وزير العمل الليبي.. تفعيل مذكرة التفاهم بين مجمع عمال مصر ووزارة العمل الليبية    مسابقة معلمين بالحصة 2025.. قرار جديد من وزير التربية والتعليم وإعلان الموعد رسميًا    طريقة عمل الأرز باللبن، حلوى لذيذة قدميها في الطقس الحار    25 صورة من عقد قران منة عدلي القيعي ويوسف حشيش    رامي جمال يعلن عن موعد طرح ألبومه الجديد ويطلب مساعدة الجمهور في اختيار اسمه    هل يمكن للذكاء الاصطناعي إلغاء دور الأب والأم والمدرسة؟    دعمًا للمبادرة الرئاسية.. «حماة الوطن» بالمنيا يشارك في حملة التبرع بالدم| صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار| المفتي يتحدث لمصراوي عن ارتفاع نسب الطلاق والحجاب والانتحار والإلحاد
نشر في مصراوي يوم 31 - 01 - 2021

تضع دار الإفتاء المصرية تحت قيادة فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، نصب أعينها هموم الأمة جميعها، وتسعى لمجموعة من الأهداف تريد تحقيقها في العام الجديد، ولا شك أن أهم تلك الأهداف، حول كيفية تربية الأسرة أطفالها على الدين في ظل تزايد استخدام الإنترنت، ودور الإفتاء في مواجهة نسب الطلاق المرتفعة والتي باتت تهدد التماسك المجتمعي وزيادة الوعي الإفتائي في عصر الرقمنة، وكيفية التواصل لمتطلبات المستفتين بأقصر الطرق، مع وضع الأطر والآليات العصرية لتحقيق تلك المتطلبات، فضلًا عن بيان قدرة الدار في مواجهة كافة المستجدات والقضايا الإفتائية الخاصة بالأقليات المسلمة في الغرب.. حول تلك القضايا التقى مصراوي فضيلة المفتي.. وإلى أهم ما جاء في الحوار:
- كيف تربي الأسرة أطفالها على الدين في ظل تزايد استخدام الإنترنت لدى شريحة كبيرة من الأطفال والناشئة وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي والإفراط في استخدام الألعاب الالكترونية؟
تمر الأسرة المصرية الكريمة بظروف استثنائية، علينا جميعا الاستفادة منها والنظر إلى الجوانب الإيجابية في تلك الظروف الاستثنائية التي ألزمت أغلب الناس بالمكوث فترات في بيوتهم، فمن الممكن أن نحولها إلى فرصة طيبة للتقارب والتراحم ولاستعادة روح الحب والمودة والسكينة والتعاون، وترميم ما يحتاج إلى ترميم من علاقات بين أفراد الأسرة الواحدة، فالبيوت تبنى على الحب وعلى المودة وعلى الرحمة، الأسرة لها أهمية عظيمة؛ ففيها تتكون مهارات ومعارف الفرد، وتتشكل من خلالها القيم النافعة والاتجاهات الرشيدة؛ بما يكوِّن ذريةً طيبة تَقَرُّ بها عيون المجتمع، ويتقدم بجدها واجتهادها الوطن وتفخر بها الأمة"، وعلينا تنبيه النشء إلى الحرص والحكمة عند التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، والتدقيق في كل ما يقرأ ويشارك على مواقع التواصل الاجتماعي، فكل هذا سيكتب في صحيفة أعمالنا التي تعرض يوم القيامة، يقول تعالى: (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا).
- ما دور الإفتاء في مواجهة نسب الطلاق المرتفعة والتي باتت تهدد التماسك المجتمعي، وما الجهود المبذولة لعلاج هذه الظاهرة، وما النجاحات التي تحققت والتطلعات المستقبلية في هذا الإطار؟
العلاقات الزوجية ينقصها الثقافة الحقيقية لإعطاء الدور الحقيقي للطلاق، الذي يوضع حينما لا يكون هناك حلا ويكون بمثابة علاج أغلب قضايا الطلاق تندرج تحت أسباب عدم وعي الأزواج، وعدم فهم حقوق الأزواج وخلل في الثقافة الزوجية، فدار الإفتاء تتلقى بين 4000 و4800 كمتوسط بالشهر لقضايا الطلاق للتحقيق بها، ويحقق أمين الفتوى بها، وإن لم يتوصل لحل يحيلها للجنة العليا للطلاق، وإن لم تتوصل لحل تحيلها لمستوى المفتي، وإن حل أمين الفتوى المشكلة وتوصل لعدم وقوع الطلاق ينتهي الأمر ولا يتم تصعيده.
وقد بادرت دار الإفتاء المصرية قبل عامين بإنشاء وحدة الإرشاد الأسري لحماية الأسرة المصرية والحفاظ على ترابطها وجاءت هذه الخطوة إيمانا منا بأن قضية الطلاق لا تعد مشكلة اجتماعية وحسب بل هي بمثابة قضية أمن قومي؛ ذلك أن تفكك الأسر المصرية بالطلاق يعني ضخ المزيد من المدمنين والمتطرفين والمتحرشين والفاشلين دراسيا إلى جسد المجتمع لينخر فيه.
- الإلحاد.. هل يرقى في منظوركم إلى كونه ظاهرة، وما مسبباته، ومدى خطورته على المجتمع، وهل لدى الدار ما يقيس نسب الإلحاد وأسبابه، وما سبل العمل على محاربته؟
الإلحاد ظاهرة تحتاج إلى العلاج من قبل المتخصصين، فالملحدون ليسوا على درجة واحدة من الإلحاد، فالبعض منهم يكون لديه مشكلة معينة ولكنها يسيرة وبمجرد النقاش العلمي معه من قبل المتخصصين وإزالة اللبس في الفهم الموجود لديه يرجع عن أفكاره، والبعض منهم يكون عنده مرض نفسي وهذا لا بد من إحالته مباشرة إلى الأطباء النفسيين لعلاجه، والبعض لديه فكر وعلم ويحتاج إلى مناقشة علمية هادئة قد تستمر لفترة طويلة من الزمان حتى يصل في النهاية إلى الحق والحقيقة.
ودار الافتاء المصرية دربت مجموعة من أمناء الفتوى داخليا وخارجيا على كيفية مواجهة قضايا الإلحاد، وانشئنا وحده مخصصة لمواجهة الظاهرة تعمل حاليا فى سرية تامة من ناحية نوعية الأسئلة المطروحة ومن صاحب السؤال وتعمل بانعزال عن مسار كل الأسئلة الشفوية.
وبالفعل لدينا آليات عده لرصد الظاهرة على رأسها المراكز البحثية، وتأتى مصر من أكثر البلدان الإسلامية تأثراً بهذه الظاهرة، فلقد تعرض المجتمع المصري إلى سلسلة من الصدامات والصدمات، كان من آثارها انحسار الدعوة، وتداعي عدد غير يسير من العلماء للانشغال بالسياسة، مما جعل الأجواء مثالية لانتشار الكثير من الأفكار المنحرفة والمذاهب الهدامة، وعلى رأس ذلك الإلحاد، و المجتمع المصري معروف عنه أنه يولي الدين أهمية عظمى و يصعب أن يعلن فيه الإنسان مثل هذا الخيار (الالحاد)، ولكن مع الأسف فهناك كثيرا من المؤشرات تؤكد أن الإلحاد موجود في المجتمع المصري بشكل أكبر مما يتوقعه غالبية الناس، وخصوصا بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين.
- الانتحار.. ما حكم المنتحر، وهل يخلد في النار خلودا دائما، وما حكم المنتحر في ظل حالة اكتئاب واضطراب نفسي؟
الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم، وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، والانتحار حرامٌ شرعًا؛ لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإجماع المسلمين؛ قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29]، وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وقد يكون المنتحر بسبب مرض نفسي وهنا يجب أن ينتبه الأهل لمن حولهم وأن يلجأوا إلى الطبيب النفسي إذا ما ظهرت على أحد أبناءهم مؤشرات لهذا الأمر.
فالمنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملَّة، بل يظل على إسلامه، ويصلَّى عليه ويغسَّل ويكفَّن ويدفن في مقابر المسلمين.
- الانتحار.. رصدت الدار في استبيان رأي، عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، أسباب الظاهرة، فما رأي سيادتكم الشخصي في أسبابها وطرق علاجها؟
الانتحار يأتي في المقام الأول لضعف الإيمان باختبارات الخالق، والمسلم مأمور بالصبر على البلاء، ومقاومة الظلم، وحماية النفس وعدم إزهاق الروح، أو حتى إتلاف عضو من أعضاء الجسد أو إفساده، هو مطلب سماوي، فحرم الله تعالى كل ما من شأنه أن يهلك الإنسان أو يلحق به ضررا.
ويجب المحافظة على النفس كمقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية، فقال المولى عز وجل: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما، والانتحار، إخلال بمبدأ الشريعة الإسلامية بحفظ الكليات الخمس وهي الدين، النفس، العقل، النسب والمال، وهذه كليات متفق عليها بين الأديان السماوية وأصحاب العقول، وعلينا التعامل مع الانتحار على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.
- ما دور الإفتاء في مواجهة حالات الانتحار، خاصة بين الشباب، وباعتباره ظاهرة تهدد المجتمع؟
دشنت دار الإفتاء عدد من حملات التوعية ضد الظاهرة وذلك من خلال أدواتها الإعلامية ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب إنتاج التقارير المصورة من خلال وحده الرسوم المتحركة للوصول لكافة فئات المجتمع، كما تقوم الدار من خلال مراصدها ومراكزها البحثية المختلفة برصد الظاهرة وأسباب حدوثها.
- ما رأي فضيلتكم في ارتفاع معدلات العنف والجرائم خاصة العنف الأسري، وتزايد حالات زنى المحارم، وما دور دار الإفتاء في مواجهتها؟
كما نهى الشرع عن عقوق الأولاد للوالدين فإنّه نهى كذلك عن عقوق الوالدين للأولاد، وما يدعيه هذا بعض الأزواج من جواز الاعتداء على الزوجة والأولاد وتهديدهم وترويعهم لا علاقة له بالشريعة الإسلامية السمحاء، بل إنّ الإسلام حثّ على خلاف ذلك، وجعل حسن معاملة الأزواج لزوجاتهم وأهليهم معيارا للخيرية؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» رواه الترمذي، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه ضرب نسائه قط.
أما عن زنا المحارم الزنا كبيرة من الكبائر التي حرمها الله تعالى على عباده، بل حرم القرب منها والوقوع في دواعيها ومقدماتها. قال تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً، وإذا كان الزنا محرماً بين عموم الناس فإن حرمته أشد إذا وقع على المحارم.
وأعظم الزنا على الإطلاق الزنا بالمحارم كما قال ابن حجر الهيتمي، والواجب على من وقع في هذه الفاحشة العظيمة أن يتوب إلى الله توبة صادقة بالندم على ما فات والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العود إليه، وهذه التوبة واجبة وليس جائزة فقط، ولا شك أن الافتاء دائما حاضرا في جميع قضايا المجتمع لمواجهتها والحد منها.
- أكدت دار الإفتاء والأزهر الشريف وكبار المشايخ غير مرة أن الحجاب فرض شرعي بالإجماع.. فلماذا من وجهة نظركم يتجدد الجدل كل فترة؟
لا شك ان الحجاب من ثوابت الدين والجدل لا يتجدد في هذه الأمور إلا من أجل الجدل فقط، فحجاب المرأة المسلمة فرضٌ على كلِّ مَن بلغت سن التكليف، وهو السن الذي ترى فيه الأنثى الحيض وتبلغ فيه مبلغ النساء؛ فعليها أن تستر جسمَها ما عدا الوجهَ والكفين، وزاد جماعة من العلماء القَدَمَين في جواز إظهارهما، وزاد بعضهم أيضًا ما تدعو الحاجة لإظهاره كموضع السوار وما قد يظهر مِن الذراعين عند التعامل، وأمّا وجوب ستر ما عدا ذلك فلم يخالف فيه أحد من المسلمين عبر القرون سلفًا ولا خلفًا؛ إذْ هو حكمٌ منصوصٌ عليه في صريح الوحْيَيْن الكتاب والسنة، وقد انعقد عليه إجماع الأمة.
ومن الأدلة القاطعة على وجوب الحجاب على المرأة المسلمة قول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ، قال الإمام القرطبي في "الهداية إلى بلوغ النهاية"، [أيْ: وليلقين خمرهن، وهو جمع خمار على جيوبهن، ليسترن شعورهن وأعناقهن.
- أجازت الإفتاء عملية تجميد البويضات للمرأة المتزوجة وفق ضوابط معينة، فما حكم إجرائها للفتاة غير المتزوجة بحجة احتمال تأخر الزواج؟
عملية تجميد البويضات جائزة، وليس فيها محظور شرعي، فهي تعتبر من التطورات العلمية الجديدة في مجال الإنجاب الصناعي، مما يتيح للزوجين فيما بعد أن يكررا عملية الإخصاب عند الحاجة، وذلك دون إعادة عملية تحفيز المبيض لإنتاج بويضات أخرى، ولكن هناك شروط لجواز إتمام العملية بأن تُجرى وفق "4 ضوابط" يجب مراعاتها، وهى أن "تتم عملية التخصيب بين زوجين وأن يتم استخراج البويضة واستدخالها بعد التخصيب في المرأة أثناء قيام علاقة الزوجية بينها وبين صاحب الحيوان المنوي.
ولا يجوز ذلك بعد انفصام عرى الزوجية بين الرجل والمرأة بوفاة أو طلاق أو غيرهما، و يجب "أن تحفظ اللقاحات المخصبة بشكل آمن تمامًا تحت رقابة مشددة، بما يمنع ويحول دون اختلاطها عمدًا أو سهوًا بغيرها من اللقائح المحفوظة"، وألا يتم "وضع اللقيحة (البويضات) في رَحِمٍ أجنبيةٍ غير رحم صاحبة البويضة الملقحة لا تبرعًا ولا بمعاوضة، كما يجب ألا "يكون لعملية تجميد البويضة آثار جانبية سلبية على الجنين نتيجة تأثر اللقائح بالعوامل المختلفة التي قد تتعرض لها في حال الحفظ، كحدوث التشوهات الخِلقية، أو التأخر العقلي فيما بعد.
- كثرت في الآونة الأخيرة إطلاق الشائعات التي تستهدف مؤسسات ورموز الدولة.. كيف تواجه دار الإفتاء مثل تلك الشائعات والفتاوى المغلوطة؟
مصر تخوض اليوم معارك عديدة على جبهات متفرقة، وهي "الإرهاب والتنمية التي تبني فيها حضارتها ومستقبلها حتى تكون دولة قوية حديثة تأخذ مكانتها اللائقة بها بين كافة الدول والشعوب، وترويج الشائعات وإعادة نشر الأخبار دون تثبت، إثم شرعي ومرض اجتماعي، يترتب عليه مفاسد فردية واجتماعية ويسهم فى إشاعة الفتنة، فعلى الإنسان أن يبادر بالامتناع عنه؛ لأن الكلمة أمانة تَحملها الإنسان على عاتقه، وفي سبيل التصدي لنشر الشائعات جفَّف الإسلام منابعَها؛ فألزم المسلمين بالتَّثَبُّت من الأخبار قبل بناء الأحكام عليها، وأمرنا بِرَدِّ الأمور إلى أولي الأمر والعِلم قبل إذاعتها والتكلم فيها، كما نهى الشرع عن سماع الشائعة ونشرها، وذمَّ سبحانه وتعالى الذين يسَّمَّعون للمرجفين والمروجين للشائعات والفتن.
ونعمل في دار الإفتاء من خلال آليات عده لمواجهة الظاهرة وعلى رأسها وحدة الرسوم المتحركة التي نسعى من خلالها إلى تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة التي تحاول جماعات التطرف الترويج لها.
- وما هي أهداف الدار المستقبلية التي تستهدف تحقيقها السنوات المقبلة؟
هناك خطة خمسية للدار ستعمل على تحقيقها على مدار السنوات الخمس القادمة، تشمل الأهداف والمشروعات المتنوعة التي تغطي كافة جوانب العملية الإفتائية، ويمكن رصدها في 7 أهداف استراتيجية، هي الوصول بالدار كمرجعية إفتائية إلى العالمية، سد الحاجة إلى معرفة الأحكام الشرعية، تعزيز الدور المجتمعي لدار الإفتاء، تعزيز المنهج الوسطي ومحاربة الفكر المتطرف، توفير الدعم المتواصل للصناعة الإفتائية والارتقاء بأدواتها، إثراء البحث العلمي في مجال الإفتاء ومستجداته، تأهيل وإعداد الكوادر الإفتائية والشرعية وزيادة خبراتها في مجال العمل الإفتائي.
- تحمل دار الإفتاء المصرية هم الأقليات المسلمة في الخارج.. نريد أن نلقي الضوء على تلك الشريحة من المسلمين التي تختلف ظروف حياتهم عن باقي الدول الإسلامية؟ وما أبرز الفتاوى الواردة للدار الخاصة بهم؟
تصدرت دار الإفتاء المصرية كأهم مرجعية إفتائية للأقليات المسلمة في العالم، لتتخطى بقية المرجعيات الدينية الأخرى؛ حيث حصدت نوافذ دار الإفتاء المختلفة المركز الأول، ولا يوجد إحصاء رسمي يبين حجم الأقلية المسلمة على مستوى العالم، ولكن طبقًا لبعض الدراسات الحديثة، يُعدُّ المسلمون "أقلية" في نحو (124) دولة، يمثِّلون حوالي (31%) من إجمالي مسلمي العالم المقدَّرين بنحو مليار و400 مليون مسلم، وتهم الدار بنشر التساؤلات التي تهم الأقليات، فمن خلال تبويب "Muslim minority" على موقع الدار الرسمي تُنشر ردود عن كافة التساؤلات التي تهم المسلمين في تلك المجتمعات، كما اهتمت دار الإفتاء أيضا بإطلاق موقعها بثماني لغات عالمية (العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والأردو والتركية والمالاوية) وهذا يجعله قادرًا على استقبال الأسئلة والاستفسارات الشرعية باللغات المختلفة، هذا فضلًا عن اهتمام الموقع بنشر الفتاوى في جميع المجالات.
- أطلق المؤشر العالمي للفتوى أول "محرك بحث" خاص بالفتاوى على مستوى العالم بالعربية والإنجليزية والفرنسية.. ما الذي يمكن أن يقدمه هذا المحرك للباحثين والمتخصصين؟
هذا المحرك خاص بالفتاوى على مستوى العالم بالعربية والإنجليزية والفرنسية، وهو معني بجمع الفتاوى وأرشفتها للوصول لأكبر قاعدة بيانات للفتاوى على مستوى العالم، حيث يعتمد على خدمات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، بهدف الخروج بمؤشرات تفيد صُناع القرار، وإيجاد آليات لمواجهة التحديات المقبلة، والحصول على تحليل دقيق لاستشراف المستقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.