تحدث الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حول أسباب زيادة معدلات الطلاق مؤخرًا، والتي يراها تتمثل في تغير الخصائص الديموغرافية للمجتمع، ففي لقائه مع برنامج "من القلب للقلب" المذاع على قناة MBC2 مصر، أكد ممدوح أن المجتمع المصري قد حدثت به تغيرات في البنية الاجتماعية الخاصة به، وهذه التغيرات لها أسباب. وقال ممدوح إنه منذ سنوات نسب الطلاق كانت 52% في حالات الزواج أي فوق النصف، لكنه يقول "في جيلي لم اكن اذكر في أقاربي او زملائي في المدرسة بينهم حالة طلاق، فكان الانفصال غريبًا ولافتًا للنظر، فلم اقابلها إلا مرة واحدة طوال سنوات دراستي"، رغم ذلك يؤكد ممدوح ان الطلاق مشروع والله جعله بابا حيثما استحالت العشرة، لكن كان المعتاد بين الناس أن الحياة الزوجية لها قداسة، وبدأ ممدوح في ذكر عدة أسباب أدت إلى ازدياد عدد حالات الطلاق مؤخرًا، أولها سهولة الزواج التي أصبحت في بعض الأحيان هي سبب زيادة الطلاق، وثانيها سهولة وسائل الاتصال فأصبحت هناك أمور كثيرة ميسرة، فمشاهدة الأفلام الإباحية مثلًا اصبحت سببًا ايضًا من أسباب خراب البيوت، يقول ممدوح أن هذه المشاهدة تجعل مسألة البركة تنهار، وإذا انهارت البركة تنهار الحياة الزوجية، ومن ناحية أخرى تحدث مقارنات. وأشار ممدوح إلى أن من أسباب زيادة معدلات الطلاق أيضًا التمرد على الدور الأبوي للكبير، فقديما حين كانت تحدث مشكلات يتدخل الكبير ويحل المشكلات، لكن الآن هناك حالة بشكل عام وهي ظاهرة سلبية فيها تمرد على السلطة الأبوية حسب تعبيره، فيقول مستنكرًا "تخيلي ان هذه المصيبة وصلت إلى القبائل البدوية في سيناء"، ويستطرد ممدوح قائلًا أن كبير القبيلة قديمًا كانت كلمته تمشي على الكبير والصغير ومن يرضى ومن يقبل، فلما بدأت الأفكار المتطرفة تتسلل إلى رجال هذه القبائل بدأ يصبح لديهم حكما آخر، فانت تحكم حكم الجاهلية وانا ساتبع كلام الشرع، وهو ليس كلام الشرع الحقيقي بالطبع، وأكد ممدوح أن التمرد على الأبوين أفرز الكثير من الظواهر السلبية، ولا يعني ذلك الخضوع وانمحاء الشخصية، لكن "اللي ملوش كبير يشتريله كبير" فالإنسان الحكيم يستشير من حوله، ويستشهد ممدوح بقول سيدنا علي رضي الله عنه حول أهمية المشورة أن شاور الرجال شاركها في عقولها.
