قبل قرن وعشرة أعوام، ولد في مثل هذا اليوم 19 أكتوبر عام 1910، في جنوبسوريا، وبسبب مقاومة والده وأسرته للاحتلال الفرنسي، اضطرت والدته السفر به وبأشقائه خوفًا عليهم إلى مصر، ليحيا حياة أقل من مستواه الاجتماعي والمادي، حتى تبدل الحال، وحقق شهرة واسعة كمطرب وملحن وممثل، هو الفنان الكبير فريد الأطرش. الجمهور شاهد جانبًا من حياته في مسلسل "أسمهان" بطولة الفنانة سلاف فواخرجي، كان يحكي قصة شقيقته المطربة التي رحلت في عز شبابها، وجسد شخصيته الفنان أحمد شاكر، وحاز على إشادة وإعجاب الجمهور والنقاد، لنجاحه في الوصول لروح الشخصية، للدرجة التي جعلت كثيرون يطالبون بوجود عمل كامل يروي سيرة فريد، على أن يكون البطل أحمد شاكر. قبل شاكر، جسد شخصية فريد نجمان كبيران، من زمن الأبيض والأسود، وقتها كان هو على قيد الحياة، وهما الفنان عمر الحريري، في سياق برنامج إذاعي حمل اسم "رواد الأدب والفن"، بحسب ما جاء في كتاب "فريد الأطرش.. لحن الخلود" للكاتب الصحفي عبدالله أحمد عبدالله، الشهير ب"ميكي ماوس". قدم البرنامج الذي كان يُذاع على ركن السودان من القاهرة، حلقة عن فريد الأطرش، وتم إسناد الدور لعمر الحريري، وأدت دور أسمهان الفنانة عايدة هلال، يقول ميكي ماوس: "عمر الحريري أدى دور فريد كما لو كان هو فعلا، صوتا وحركة ومخارج ألفاظ وضحكا، أكاد أقول 100%. وكان فريد الأطرش يستمع للبرنامج، فأعجب بأداء عمر، واتصل بي معربًا عن سعادته وأنه عاش حتى سمع برنامجا عن حياته". المرة الثانية التي تم فيها تجسيد جزء من حياة فريد، كانت في السينما ولعب الدور الفنان محمود المليجي، وللأمر قصة غريبة، إذ كان وقتها على خلاف مع الفنانة سامية جمال، فحاول تاجر ثري الاقتراب من سامية، وأنتج لها فيلما أخرجه أحمد كامل مرسي، بعنوان "غروب"، وكانت القصة تدور حول علاقته بسامية وعلاقتها بفريد، محاولة منه لإقناعها من خلال حكاية الفيلم أن بقائها معه أفضل من عودتها لفريد. "غروب" يروي قصة فنانة يحبها زميل تميل إليه، كما يحبها رجل آخر يملك الجاه والمال، وبحسب ميكي ماوس، كان المنتج يقصد نفسه، وتم عرض الفيلم، وخلال فترة التصوير وإعداد الفيلم للعرض كان الحال عاد لطبيعته بين الثنائي الشهير وعادا لبعضهما من جديد، دون علم المنتج، الذي اعتذرت له سامية عن حضور العرض الخاص لفيلمها، متحججة بسفرها. واتصل فريد بالمليجي يهنئه على القيام بالدور، يقول ميكي ماوس "فريد أبدى بعض الملاحظات الطفيفة التي فاتت المليجي حتى يقترب من شخصيته بالفعل".
