البطريرك الماروني يدعو لتشكيل حكومة طوارئ مصغرة لإنقاذ لبنان

أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، أن إنقاذ لبنان يستدعي أن يقوم رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب بتشكيل حكومة طوارئ مصغرة، خارج إطار المحاصصات السياسية التقليدية، وتكون قادرة على الإصلاح وتوحي بالجدية والكفاءة والأمل حتى تكتسب ثقة الشعب اللبناني.
وقال بطريرك الموارنة- في كلمة له خلال قداس عظة الأحد- إن لبنان يمر بمرحلة مصيرية تستوجب تأليف حكومة من الشعب وليس من السياسيين، وأن تخلو من الاحتكار للحقائب الوزارية والمحاصصات التي تحقق المنافع الشخصية والهيمنة لفئات بعينها والألغام التي تعطل العمل الحكومي واتخاذ القرارات.
وشدد على أن الجماعة السياسية اللبنانية لا يمكن أن تستمر في نهجها القديم، خصوصا بعد الانفجار المدمر الذي وقع بميناء بيروت البحري وطالت أضراره العاصمة برمتها، وبعدما وصلت الحالة الاقتصادية والمالية والمعيشية إلى "الحضيض" فضلا عن الحراك الشعبي المستمر لانتفاضة 17 أكتوبر ضد الفساد والمحاصصة وإهدار المال العام.
وأضاف: "بعد كل هذه الأمور من الواجب تأليف حكومة تكون على مستوى الحدث الآني والمرحلة التاريخية، وتكون قادرة على التفاوض بمسئولية مع صندوق النقد الدولي، وتطلق مسار الإصلاح الفعلي، وتُحيد لبنان عن صراعات المحاور الإقليمية بالمنطقة، وتعيد ودائع اللبنانيين ومدخراتهم في البنوك، وتنقذ العملة الوطنية، وتستطيع أن تستقطب المساعدات الدولية، وتعيد بناء العاصمة وميناء بيروت البحري".
واعتبر أن أي حكومة جديدة تُشكل خلافا لهذه المواصفات المذكورة "ستموت في مهدها"، معربا عن أمله في أن تُدرج الحكومة في بيانها الوزاري مسألة الحياد، باعتبار أن هذا الأمر من صميم الكيان اللبناني ويمثل أمرا وجوديا وإنقاذيا، كونه يُجنب لبنان ويلات الانحياز الجارف لأطراف في النزاعات الإقليمية الدائرة.