"أشرس من ارتدى قميص ريال مدريد".. تعليق سابق للفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد الإسباني قصد به الحديث عن سيرخيو راموس مدافع الميرنجي. وَصْف زيدان لراموس ب"الأشرس" لم يكن على سبيل المجاملة للاعبه من باب زيادة الحماسة أو التحفيز لبذل جهد كبير في المباريات، لكنها حقيقة جلية يظهرها المدافع الإسباني في كل مباراة يدافع فيها عن قميص فريقه. حفر راموس اسمه بحروف من ذهب على جدران ملعب سانتياجو برنابيو، وبات أحد أساطير ريال مدريد التي نجحت في وضع بصمة ستتذكرها الأجيال المقبلة. من هنا بدأت الرحلة رحلة راموس مع ريال مدريد بدأت مطلع موسم 2005/2006، قادمًا من اشبيليه، وسرعان ما نجح في أن يكون أحد أعمدة الفريق الأساسية في مركز الدفاع، فشارك في أول مباراة بقميص ريال مدريد أمام سيلتا فيجو لمدة 45 دقيقة، بينما كانت أول مشاركة لمدة (90 دقيقة) بعد 3 مباريات فقط من انتقاله إلى برنابيو وكانت أمام ألافيس وفاز ريال مدريد بثلاثية دون رد. أول ألقابه مع ريال مدريد كانت في موسم 2006/2007، حيث تُوج رفقة الميرنجي ببطولة الدوري الإسباني، ولعب مدافع الملكي حينها 42 مباراة في جميع المسابقات وسجل 6 أهداف. مسيرة راموس مع ريال مدريد كانت مليئة بالألقاب والإنجازات، فحتى الآن شارك في 649 مباراة، وسجل 96 هدفًا وصنع 38 تمريرة حاسمة. حصد البالغ من العمر 34 عامًا مع الميرنجي ألقاب عدة، أبرزها لقب دوري أبطال أوروبا (4 مرات)، ومن ينسى هدفه الأشهر في مرمى أتليتكو مدريد بالدقيقة (90+2) عام 2014، في نهائي دوري أبطال أوروبا والتي تسببت في حسم فريقه اللقب العاشر. تُوج المدافع الإسباني أيضًا بلقب الليجا 5 مرات، وكأس الملك مرتين، وكأس السوبر الإسباني 4 مرات، وكأس العالم للأندية 4 مرات، وكأس السوبر الأوروبي 3 مرات. قالوا عن راموس أشاد أليساندرو نيستا بقدرة راموس على الموازنة بين القوة والعقل، حيث قال عنه: "رغم قوته الجسمانية إلا أن راموس يلعب بعقله". قال عنه البرتغالي جوزيه مورينيو حينما كان مدربًا لريال مدريد: "معتاد على الهفوات من كل لاعبي الفريق، ولكن عندما تأتي الهفوات من راموس اعلم أن الفريق ليس بخير". بينما كان لإيكر كاسياس رأيًا مختلف، حيث قال عنه: "راموس هو أكثر لاعب يمتلك الغيرة على قميص ريال مدريد". أما نيمار لاعب باريس سان جيرمان الحالي وبرشلونة السابق فقال: "هو من أفضل المدافعين في العالم ومن أصعب الخصوم الذين من الممكن أن تواجههم كلاعب، لديه شخصية فريدة وجودة مميزة على أرض الميدان". بينما قال جورجيو كيليني مدافع يوفنتوس الحالي: "في كرة القدم القدم عليك أن تتعلم من الأفضل دائمًا، وسيرخيو راموس هو أفضل مدافع في العالم". راموس القائد راموس، ليس مدافعًا يتميز بقدرات جيدة ويسجل الكثير من الأهداف فحسب، لكنه قائد بمعنى الكلمة يحافظ على توازن اللاعبين داخل وخارج الملعب ويزيد من حماستهم ودوافعهم للفوز بالألقاب. شخصية راموس القيادية أحدث فارقًا ملموسًا مع الفريق، خاصة بعد العودة من التوقف الذي فرضته جائحة كورونا، فالمدافع الإسباني سجل خمسة أهداف للفريق كانت حاسمة في رفع رصيد الميرنجي واعتلاؤه صدارة الليجا بعد تعادل برشلونة في 3 مباريات. وإجمالًا، سجل المدافع الإسباني هذا الموسم 10 أهداف لفريقه منها 6 عن طريق ركلات الجزاء نصفها حسم الثلاث نقاط لصالح الميرنجي بعدما انتهت بنتيجة 1-0. لقطة الليجا من ينسى لقطة التصدي أمام غرناطة، بعدما نجح قائد ريال مدريد، في إنقاذ فريقه من هدف مؤكد في الدقائق القاتلة للمباراة التي جمعتهما في إطار الجولة 36 من الدوري الإسباني. كانت النتيجة 2-1 لصالح الفريق الملكي (التعادل كفيلا بزيادة فرص برشلونة في المنافسة على اللقب) وكاد غرناطة أن يحقق المفاجأة في الدقائق الأخيرة لولا يقظة الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، وزميله القائد سيرجيو راموس الذي أنقذ كرة من على خط المرمى. هدف المئوية يفصل راموس عن الوصول إلى المئوية التهديفية الأولى له على مستوى الأندية هدف واحد فقط، سواء في مسيرته مع ريال مدريد أو فريقه السابق إشبيلية الإسباني. الرقم التهديفي الذي يسعى راموس لتسجيله كمدافع، يصعب على الكثير من المهاجمين تحقيقه خلال مسيرتهم الكروية، وهو ما يجعل المئوية مميزة. وجاءت أهداف راموس ال99 حتى الآن، ما بين 96 هدفا بقميص ريال مدريد وثلاثة بقميص اشبيليه. وتتوزع الأهداف بين 71 هدفًا في الدوري الإسباني، و13 ضمن دوري أبطال أوروبا، و7 أهداف في كأس الملك، وهدفين في كأس السوبر الإسباني، وهدفين في كأس السوبر الأوروبي، وثلاثة أهداف في كأس العالم للأندية. ومازال أمام راموس فرصة الوصول للهدف ال100 عندما يشارك مع فريقه في مباراة الجولة الأخيرة من الليجا أمام ليجانيس.
