قال مركز الأزهر العالمى للرصد والافتاء الالكترونى، إن سيرة أمهات المؤمنين رضوان الله تعالى عليهن امتلأت بمواقف كثيرة ساندن فيها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبتنه، وقمن معه بحق الدِّين والدعوة، فكنَّ بذلك خير قدوة لنساء المسلمين ورجالهم. وأضاف الأزهر العالمى للفتوى، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها تُهدِّئ من رَوع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أتاه سيدنا جبريل عليه السلام بوحي الله تعالىٰ لأول مرة، حين قال لها: «أيْ خَدِيجَةُ، ما لي لقَدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي» فأخْبَرَهَا الخَبَرَ، قالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا، أبْشِرْ فَوَاللهِ لا يُخْزِيكَ اللهُ أبَدًا، فَوَاللهِ إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ، فَانْطَلَقَتْ به خَدِيجَةُ حتَّى أتَتْ به ورَقَةَ بنَ نَوْفَلٍ. [أخرجه البخاري] وتابع المركز: هذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تُسانده صلى الله عليه وسلم في سِلمه وحربه؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: «لَمَّا كانَ يَومُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ... ولقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بنْتَ أبِي بَكْرٍ وأُمَّ سُلَيْمٍ، وإنَّهُما لَمُشَمِّرَتَانِ، أرَى خَدَمَ سُوقِهِما تُنْقِزَانِ القِرَبَ علَى مُتُونِهِما تُفْرِغَانِهِ في أفْوَاهِ القَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهِ في أفْوَاهِ القَوْمِ، ولقَدْ وقَعَ السَّيْفُ مِن يَدَيْ أبِي طَلْحَةَ إمَّا مَرَّتَيْنِ وإمَّا ثَلَاثًا». [متفق عليه] وأضاف: هذه أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها تشير على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية بشأن أعمال عمرتها التي تقبلها الله سبحانه من المؤمنين رغم أنهم لم يدخلوا مكة ولم يطوفوا بالبيت حينما قال للصحابة بعد قضية كتاب الصُّلح: «قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا» يقول مروان بن الحكم وهو راوي الحديث: فَوَاللهِ ما قَامَ منهمْ رَجُلٌ حتَّى قالَ ذلكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ منهمْ أحَدٌ دَخَلَ علَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا ما لَقِيَ مِنَ النَّاسِ، فَقالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يا نَبِيَّ اللهِ، أتُحِبُّ ذلكَ؟! اخْرُجْ، ثُمَّ لا تُكَلِّمْ أحَدًا منهمْ كَلِمَةً، حتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أحَدًا منهمْ حتَّى فَعَلَ ذلكَ نَحَرَ بُدْنَهُ، ودَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذلكَ قَامُوا، فَنَحَرُوا وجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا.... [أخرجه البخاري] وغير ذلك كثير من مواقفهنَّ المضئية رضي الله تعالى عنهنَّ، وصلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ على سيِّدنا ومولانا مُحمَّد، والحمد لله ربِّ العالمين.