أمام مركز للدروس الخصوصية بشارع ضياء بمنطقة فيصل بالجيزة، وقف حسن أحمد، برفقة ثلاثة من زملائه الطلاب بالثانوية العامة، يتفقدون لافتة معلقة على بابه المغلق، تخبر القادمين بغلق المركز لمدة أسبوعين، تنفيذا لتعليمات مجلس الوزراء، في إطار خطة الدولة الشاملة للتعامل مع أي تداعيات محتملة لفيروس كورونا المستجد. لم يتفاجأ حسن وزملاؤه بمدرسة أحمد لطفي الثانوية بغلق "سنتر" الدروس الخصوصية، لاعتقادهم بوجود حملة مداهمة معتادة على مراكز الدروس الخصوصية، "في كل مرة السنتر كان يقفل وبعدها بيوم أو اتنين يرجع يفتح تاني" يقولها حسن، إلا أن حديثه تلك المرة مع أحد المدرسين ب"السنتر" أكد له أمرا آخرا، "قالي المرة دي غير كل مرة السنتر مش هيفتح الأيام دي، شوف سنتر غيره". كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجه بتعليق الدراسة في الجامعات والمدارس صباح أمس لمدة أسبوعين اعتبارًا من اليوم الأحد. أعقب القرار تعليمات مجلس الوزراء، لوزارة الداخلية، بمتابعة غلق كافة المراكز التعليمية خارج الدراسة، تنفيذا لخطة الدولة لمواجهة كورونا، بعد أن بلغ عدد الإصابات خلال الفترة الماضية ل 109 حالات. اصطحب الشاب أصدقاءه في رحلة استغرقت ساعة ونصف للبحث عن سنتر دروس خصوصية آخر بمحيط منطقة فيصل، إلا أن محاولاتهم باتت بالفشل. يقول عمرو ياسين أحد الطلاب "أول مرة كل المراكز تقفل مرة واحدة، وكل ما نكلم مدرس يقول نفس الكلام كلهم خايفين". وشنت قوات الأمن بمختلف محافظات الجمهورية، عددا من الحملات صباح اليوم، لغلق وتشميع مراكز الدروس الخصوصية. يقول الدكتور خالد قاسم، المتحدث باسم وزارة التنمية المحلية، إن حملات الغلق مستمرة بمختلف المحافظات، موضحا أنه تم توجيه تعليمات لجميع المحافظات والعاملين في المحليات بشن الحملات بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المراكز تنفيذا لتعليمات مجلس الوزراء، "السناتر بيكون فيها تجمعات كتير من الطلاب وده ممكن ينشر الفيروس"، يقول المتحدث باسم وزارة التنمية المحلية. غلق أغلب المراكز الخصوصية، أجبر عثمان مصطفى، أحد الطلاب على الاتفاق مع أحد المدرسين بالسنتر الذي يتلقى فيه الدروس، بإعطائه هو وزملاءه الدروس بمنزله مقابل زيادة 30 جنيها على سعر الحصة العادية يقول الطالب: "في السنتر بندفع 50 جنيها على الحصة مش مشكلة لما تكون 80" موضحًا أن فكرة الاستغناء عن الدروس الخصوصية والاعتماد على وسيلة مذاكرة أخرى ربما يكلفه ضياع مستقبله. وكبديل للدراسة بالمدارس، قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن الوزارة ستعمل خلال الفترة المقبلة على تفعيل الدراسة إلكترونيًا عبر موقع الوزارة، ومن خلال القنوات التعليمية. وأعلنت الهيئة الوطنية للإعلام، إذاعة البرامج التعليمية لكافة المراحل، عبر القنوات والإذاعات التعليمية المتخصصة والقنوات الإقليمية، وتقديم خدمات تعليمية بمحتوى تعليمي متميز، لكافة المراحل التعليمية الثلاث الابتدائي والاعدادي والثانوي والتعليم الأزهري والفني. "أكيد مش هيكون زي المدرس اللي بتواصل معه في حالة عدم فهم نقطة معينة"، يقول فهد جمال، متسائلا عن كيفية تواصل الطالب مع المدرس الالكتروني: "المدرس العادي بنعرف نتواصل معه وبنخليه يعيد مرة واتنين لكن ده أزاي"، مطالبا الوزارة بتخفيف المنهج على طلاب الثانوية العامة لاقتراب الامتحانات "الجدول نزل والدروس الحاجة اللي كنا نعتمد عليها". يضم شارع ضياء المتفرع من شارع فيصل بالجيزة، عددا من مراكز الدروس الخصوصية، والتي تستقبل جميع مراحل التعليم الأساسي بشقيه "الابتدائي والإعدادي، والثانوي". يقول كريم عادل، مشرف أحد المراكز الخصوصية، التي أوقفت نشاطها لمدة أسبوعين، "جات لينا تعليمات من صاحب المكان نقفل ونتواصل بالطلاب نعرفهم بالغلق"، موضحًا أن قرار الإيقاف شمل جميع سناتر الدروس الخصوصية بمنطقة فيصل "نفذنا التعليمات وقفلنا السنتر خوفًا على أولادنا من الطلاب".
