على أبواب أحد أتوبيسات العائدين من الحجر الصحي بمطروح، وقف صبحي وخالد يودعان بعضهما البعض، كما اشتركت أسرتا الشابين في مشهد الوداع قبل مغادرة مقر الحجر الصحي لمسقط رأسيهما بمحافظة الجيزة. لم يتخيل صبحي علي (32سنة)، أحد المصريين العائدين من مدينة ووهان الصينية، أن تكون فترة إقامته داخل الحجر الصحي بمطروح كفيلة بتكوين صداقة مع خالد وأسرته، "اتعرفنا على بعض في مطار ووهان قبل ما نركب الطيارة لمصر"، يقول صبحي. كانت البداية في الصين، عندما طلب صبحي من خالد استخدام هاتفه المحمول ليطمئن والدته عليه وعلى أحفادها، "الموبايل بتاعي فصل شحن ولما طلبت استخدم الموبايل بتاعه ما أتاخرش، لما وصلنا مصر كنا في نفس الدور". وجود الأسرتين بنفس المبنى زاد من فرصة مقابلتهم لبعض البعض، "ولادنا كمان بقوا أصحاب وبيلعبوا مع بعض كل يوم". "من أول يوم لنا في الحجر خدنا أرقام بعض وكنا من وقت للتاني بنطمن على بعض " يقول خالد، الذى سافر للصين من أكثر من 3 سنوات، مشيرا إلا أن هذه الأيام لن ينساها "عرفنا بعض في ظروف أكيد مش هننساها". لم تكن لحظات الوداع فقط للعائدين من الصين، فبعد أن غادرت الأتوبيسات من مقر الحجر الصحي، بدأ عدد من الأطباء وأطقم التمريض ربط أحزمة حقائبهم استعداد للرحيل بعد انتهاء مهمة تخطت 18 يوما. كان مشهد وداع ولاء وعزة هو الأبرز، بعد فترة عمل قصيرة ضمن طقم تمريض واحد، "اتعودنا على بعض وبقينا زي الأخوات وأكتر"، تقول ولاء. "كنا بنسهر مع بعض في وردية الليل، وأكيد هنتقابل تاني في أي شغل". تتذكر عزة عبد الرحمن، ممرضة بمستشفى دقهلية العام، حين التقت زميلاتها في اليوم الأول "أغلبنا ماكناش نعرف بعض، وامبارح عملنا جروب على الواتساب علشان نبقى على تواصل دايما". على باب غرفته كان محمد مصطفى مشرف التمريض بأحد الأطقم الطبية، ينتظر زميله ابراهيم عبد الله الذي أوشك على جمع أغراضه "مستنيه يخلص علشان أسلم عليه قبل ما أمشي"، يحكي الرجل بوجه يبدو عليه الحزن "اتجمعنا أغراب وهنفترق أحباب".