يوما بعد يوم يتوحش فيروس "كورونا"، إذ توفى 304 شخص حتى الآن داخل الصين وفق بيانات إدارة الصحة الوطنية، وأُصيب 2590 حالة، مما تسبب في عزل عدد من المدن بينها "ووهان" ورفع حالة الطواريء في أنحاء الدولة الأسيوية الكبرى، لذلك بات الخروج من المنزل خطوة غير آمنة، وصارت زيارة "السوبر ماركت" محفوفة بالمخاطر لكنها ضرورية لشراء الاحتياجات اللازمة في تلك الأزمة.. مصراوي تواصل مع عدد من المصريين في الصين ليعايش معهم الأوضاع. لم تعتاد "بسمة مصطفى" الطالبة المصرية في جامعة بكين للغات والثقافة، لزوم المنزل لأيام طويلة، فحياتها مفعمة بالحركة، سواء الخروج للدراسة أو السفر وقضاء أوقات جيدة في الصين، لكن ذلك توقف تمامًا منذ أيام بعد اشتداد أزمة فيروس كورونا "تم تطبيق الإجراءات الوقائية، وتم غلق الجامعة اللي بعيش في أماكن السكن فيها لحمايتنا" غير أنها احتاجت إلى النزول للمحلات القريبة من أجل شراء بعض السلع والمنتجات. الخروج من الجامعة إلى المحلات ليس بالأمر اليسير "لازم نخرج بكارت وندخل بيه، وبيتقاسلنا درجة الحرارة مرتين لما نطلع ولما نرجع" لذلك صار النزول "بحساب" كما تقول الفتة العشريني، وتحرص خلاله على الالتزام بكافة التعليمات الطبية "لازم يكون معايا كمامات، وبتحرك في أماكن قريبة للجامعة" خلال الأيام الفائتة أُغلقت عدد كبير من المحال والصيدليات ولم يتبقَ سوى القليل "أكتر حاجة حريصة إني اشتريها، أدوات النظافة الشخصية سواء ديتول لغسيل اليد والتعقيم وبدور على الكمامات لأنها مش كلها بقيت متاحة". أيضًا تحرص الطالبة المصرية على شراء عدد كافِ من زجاجات المياه والخضروات والفاكهة التي تكفيها لأيام طويلة "لأني مش هقدر أطلب أكل ديلفري زي الأول" المطاعم لم تعد متاحة "وكمان مرفوض دخولهم الجامعة" لذلك كان عليها تخزين كميات من الطعام تحسبا لامتداد أزمة "كورونا" لفترة أطول. في قَلب الأحداث أيضًا يعيش الطبيب المصري "فايد عطية" أستاذ مساعد فيروسات طبية ومناعة بجامعة شانتو الصينية، بحكم عمله يُدرك خطوة فيروس "كورونا" خاصة إن معندناش معلومات كافية هو بينتقل عن طريق اللمس والسعال ولا ممكن بأشكال تانية" من أجل ذلك يتوخى الرجل الثلاثيني الحذر في السلع التي يحصل عليها "أكلي معظمة حاجات مجففة ومعلبة معمولة من وقت كتير، بحاول أتجنب الأكل (الفريش) الجديد". يعيش الطبيب المصري في المنزل وحيدًا، يستمع لنصائح الحكومة الصينية في ضرورة التزام البيوت وعدم مغادرته إلى في الضرورة القصوى، لذلك لم يخرج إلا مرات قليلة "عشان أجيب احتياجات البيت تكفيني فترة محدش عارف الدنيا هتوصل لأيه" يتحرك الرجل بحذر شديد من مسكنه إلى "السوبر ماركت" يتلفتت حوله قلقا من التعامل مع أي مواطن "ممكن يبقى حامل للفيروس" محافظًا على وضع كمامة على وجهه. عند الدخول إلى المحلات التي تبيع السلع والأطعمة، يحاول الرجل الثلاثيني الانتهاء من الشراء سريعًا، لا يأخد وقت في الاختيار والخروج من المكان "بجيب عيش ورز كتير وخضار وفاكهة ولحوم تقعد فترة طويلة" فضلًا عن "نواشف كتيرة زي البسكويت، وشاي وقهوة وسكر وزيت، كل الحاجات الأساسية" في الظروف العادية لم يكن ليفعل ذلك "حاجات كتيرة على واحد عايش لوحده" لكن لا مفر من اتخاذ كافة الاحتياطات. في العاصمة لاتزال الشوارع تنبض بالحياة، لكن "محمد أسامة" الصحفي المصري في الصين يذهب إلى المحلات المجاورة لمنزله بعد عدة اشتراطات يحافظ على تنفيذها قبل التحرك "بنلبس ماسكات ونضارات، وبنغسل إيدينا قبل ما ننزل" ينطلق رفقة زوجته إلى وجهته "أول ما بنوصل بنشتري حاجاتنا بس بنحاول منلمسش حاجات كتيرة" نظرًا لأن "كورونا" قد ينتقل من إنسان إلى إنسان أو عن طريق ملامسة سطح يحمل الفيروس-وفق منظمة الصحة الدولية. قائمة ليست كبيرة يحملها "أسامة" بين يديه لشراء ما بها من احتياجات لمنزله "خزين البيت من جبن ولحوم وخضار ورز" يبحث أيضًا عن أعداد جيدة من الكمامات الطبية ذات الفاعلية العالية "لأن الكمامات أكتر من نوع" فيما يتم بامتلاء حقائبه عنده العودة إلى البيت ب "دتول غسيل للإيدين، كحول 75%، أي أدوات نظافة" ولحظة وصول إلى المنزل يقوم مرة أخرى بغسل يديه عدة مرات كجزء من إجراءات الوقاية.