"الجلابية الفلاحي"، أو ما يطلق عليها "الجلباب العماري"، تعتبر من التقاليد التي تتميز بها "قرية العمار"، التابعة لمركز ومدينة طوخ بمحافظة القليوبية، دون الكثير من قرى مصر، بألوانه المتعددة والكسر الكثيرة، والطبقة المموجة من الأسفل، لتنتهي بشكل فضفاض. "مصراوي" انتقل إلى قرية العمار للتعرف على حكاية وتاريخ ذلك الجلباب. إن لم تكن من أهل القرية أو سكانها واتجهت في طريقك إليها ستتعرف عليها دون أي إرشاد بسبب الزي النسائي "العماري"، حيث تجد على يسار مدخل القرية يافطة كبيرة تحمل اسم القرية، وعلى يسارك تجد مقابر القرية. تقع قرية "العمار"، على خط 13 الموازي لطريق خط 12 "بنها – القناطر"، وتعتبر أكبر قرى طوخ، ويرجع تاريخها إلي زمن بعيد وكانت تسمي عرب فزارة ثم تغير اسمها إلى قرية العمار وبعد حفر الرياح التوفيقي قسمت البلدة إلي جزئين الجزء الغربي أطلق عليه العمار الكبرى والجزء الآخر أطلق عليه عزبة العمار. "مهنة يتوارثها الأجيال منذ مئات السنين"، قالها عم "عبد السلام" في حديثه لمصراوي، وذلك أثناء انهماكه في العمل على ماكينة الخياطة داخل دكانه الصغير داخل القرية، يجلس بجواره شقيقه، لا يلاحقان على طلبات نساء القرية، مشيرًا إلى أن تلك المهنة هي مصدر رزقه الوحيد، ولا نعرف غيرها. وأوضح "عبد السلام"، أن الجلباب العماري يتميز بأقمشته القطيفة والتي تتنوع ما بين أقمشة سادة ومشغولة، مشيرًا إلى أن نساء القرية يفضلون ارتداء القماش الخليجي، موضحًا إلى أن هناك أنواع أخرى من القماش مثل "المرمر، والستان والكريشة"، وتختلف الأذواق ولكن أغلب سيدات العمار يفضلن قماش "القطيفة". وأضاف "عزت"، ترزي، أن سعر المتر الواحد في القماش القطيفة، يتراوح ما بين 70 إلى 80 جنيهًا، أما القطيفة المشغولة فيصل سعر المتر فيها إلى 150 جنيهًا، موضحًا إلى أن الجلباب يفصل واسعًا ليخفي تفاصيل الجسد، مشيرًا إلى أن من عادات القرية عند تجهيز العروس يأتون بأقمشة مختلفة ومتعددة الألوان لوضعها في جهازها، قائلًا "ده زي إسلامي مبهج". وأوضح "عزت"، أن "التكلف النهائية بعد الانتهاء من تفصيل الجلبات تتراوح ما بين 500 جنيه إلى 1000 جنيه، شاملة أجرة الخياطة التي تبلغ 50 جنيهًا حتى 150 جنيهًا حسب نوع وسعر القماش، مشيرًا إلى أننا لا نبالغ في أخذ تكاليف عالية من الزبون ونراعي الله في عملنا حتى يديمها الله علينا نعمة". وتقول رباب رأفت، 19 سنة، من أهالي القرية، أنها اعتادت على لبس الجلباب الفلاحي منذ نعومة أظافرها وأنها لا تخجل من ارتدائه بل تفتخر به وسط أقرانها في كلية الحقوق بجامعة بنها، موضحة إلى أن جميع نساء القرية يرتدون ذلك الجلباب التاريخي.