"بتصالحنى حبة.. وبتخاصمني حبة".. الأغنية التي وصلت بها المطربة عزيزة جلال إلى قمة النجومية بصحبة كلمات الشاعر عبدالوهاب محمد وأنغام الموسيقار محمد الموجي، ربما تكون الكلمات الأنسب لحياة صاحبها، التي تقلبت ما بين وجع وفرح، الفنانة التي التف حولها الجميع، وفاجأتنا هي بالاعتزال. عام 1985 وضعت عزيزة كلمة النهاية لمشوار غنائي دام 10 سنوات فقط، واليوم الخميس، وبعد بلوغها عامها ال61، تعود لتكتب فصلا جديدا، عندما تقف لتشدو بأغانيها على مسرح "المرايا"، بالحفل المقام ضمن فعاليات مهرجان "شتاء طنطورة" بالسعودية، وتعيد معها ذكريات مشوار طويل حافل بالمفاجآت. ارتباطها بجدها وتعلقت ابنة مدينة "مكناس" المغربية منذ طفولتها بجدها، إذ فرضت عليها كثرة إنجاب والدتها أن تعيش معه منذ عامها الأول وحتى بلوغها سن ال12، وتعلقت به كثيرا من الناحية العاطفية والدينية والإنسانية، حتى إنه من اسماها عزيزة، وهو ما كشفت عنه عند عودتها للظهور عبر قناة "ام بي سي"، حين قالت: "جدي قال لي.. معرفش إنتي ليكي معزة خاصة، علشان كدا سميتك عزيزة". حليم وثومة ووالدتها عزيزة خلال ظهورها في برنامج "من الصفر"، قالت إن والدتها لعبت دورا مهما في عشقها للغناء، مؤكدة أن والدتها كان صوتها عذبًا وجميلا، وكانت تستمتع بها عندما تغني لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، مضيفة: "كان بيعجبني ويجذبني صوتها بكل الأغاني وأقول لو صوتي زيك يا ماما، وأغنى زيك كدا ويبقى صوتى حلو". "حمى" و"حول بالعين" و"تنمر" وعن رحلتها مع النظارة الطبية، قالت عزيزة إنها أصيبت بعد ولادتها بفترة قليلة ب"الحمى"، تسببت في إصابتها بالاستجماتيزم في عينها، نتج عنها وجود مشكلة في الإبصار أو على حد وصفها "الحول"، مشيرة إلى أنها عانت كثيرا من الإصابة التي لحقت بها خلال طفولتها، وعندما كانت تنفعل أو تتعصب يذهب نظرها بشكل كبير من عينها اليسرى. ولفتت إلى أن والدتها كانت تذهب بها إلى الأطباء لعلاج حالتها، حتى نصحوها بارتداء النظارة، إلى أن تكبر ثم يتم إجراء عملية جراحية لها، مؤكدة أنها كانت تعاني من التنمر من الأطفال، معقبة: "لما كنا بنختلف، كانوا يقولولى: روحي يا حولة، وكنت أتعب وأقول يا رب ليه عيوني كدا". وأوضحت أنه عندما بلغت سن ال14 عامًا أجرت علمية جراحية في عينها، لعلاج مشكلة "الحول"، وتلت بعدها عملية أخرى أنهت المشكلة، ونصحها الأطباء بعدم ارتداء النظارة مرة أخرى، إلا أنها رفضت وأصرت على ارتدائها، مؤكدة انها أصبحت جزءا من شخصيتها. في مواجهة الجمهور حبا في تقديم موهبتها أمام الجمهور لجأت عزيزة إلى الحيلة لتحقيق أمنيتها، وعن ذلك قالت إنها كانت تذهب لإحدى خالتها، التي تعمل ابنتها وتسمى حياة في الإذاعة والتليفزيون، ولديها حلم أن تذهب يوما معها لمقر عملها؟ وتابعت: "ذهبت بصحبة ابنة خالتي للتليفزيون، وكان هناك وقتها برنامج شهير اسمه مواهب، ودخلت الاستديو، وجائتني الفرصة عندما سألني مذيع البرنامج عن سبب تواجدي، فأخبرته أنني أحب الغناء"، مشيرة إلى أنها كانت في عمر ال14 عامًا، ولكنها تكلمت بجرأة وغنت أمامه أغنية "أهوى" لأسمهان. وأكملت: "بعدما استمع لصوتي طلب منى البقاء في البلاتوه وعدم الخروج من الاستوديو، وطلب أن أعيد الغناء، وغنيت من جديد لأسمهان، فكان رد فعله إيجابي، وأخبرني أنه سعيد بثقتى في نفسي وموهبتي الغنائية".". وأشارت إلى أنها فوجئت بحدوث تعبئة في مدرجات الاستوديو الخالي، بشكل لافت للنظر، حتى ظهر حلمها الذي كانت تجسده بمفردها يرى النور ويلمسه الناس ويستمتعون به، مضيفة: "كانت تجربة لذيذة ولما بتذكرها مع نفسي أفتخر بها". مع مكاوي والموجي روت المطربة عزيزة جلال قصة دخولها إلى مصر، إذ قالت: "تلقيت اتصالا من شركة صوت الحب بالقاهرة، لتقديم أغاني في مصر، وبالفعل قدمت أغنية نتقابل سوا، من ألحان سيد مكاوي، ولكنني لم أكن وقتها مقتنعة أن هذه الأغنية هي من تقدمني للجمهور بشكل الأمثل، وكنت أرغب في أغنية أعيش من خلالها في روح أم كلثوم". ولفتت إلى أنها بعدما عادت إلى المغرب، وجدت أن "نتقابل سوا" أحدثت ضجة في مصر، وبعدها تواصل معها الراحل محمد الموجي، وقدما معا عدة أغانٍ، وأخرج منها جزء كبير من مساحات صوتها، حسب وصفها. وأشارت إلى أنها كانت سعيدة الحظ بالتعامل مع الشاعر الغنائي عبدالوهاب محمد، وقالت عنه: "فتح لي المكتبة، وقالى كنت استني الصوت اللي يطلع له الكلام ده"، لافتة إلى أن أغنية "هو الحب لعبة" من أجمل الأغاني التي أمسكت بها، و"كسرت الدنيا واكتسحت الوسط". مشروع لم يتم مع موسيقار الأجيال وعن قصتها مع محمد عبد الوهاب، قالت: "خلال حفل أقيم نادي الزمالك غنيت مستنياك، ومن حقك تعتاتبني، وكان مذاعا فى التليفزيون على الهواء"، لافتة إلى أنها بعدما أنهت حفلها تلقت اتصالا من الموسيقار محمد عبدالوهاب، وقال لى: "يا هانم أنتِ هانم وما شاء الله أنا مبسوط منك واتسلطنت، وسلطنتيني"، وتابعت: "كان فيه مشروع أن يكون فيه أغاني مع محمد عبد الوهاب، ولكن بحكم أني اعتزلت وتزوجت، مع الأسف لم أقدم شيئًا من ألحان عبدالوهاب". أسرار الاعتزال وعن قرار الاعتزال قالت: "الاعتزال كان بسبب الخوف والهواجس من الفشل في المستقبل، في عز النجومية والشهرة، وقد يرى البعض حاجتي لزيارة الطبيب النفسي، وعندما قررت الاعتزال كان قرارى دون تدخل من أحد". لص "القفص الذهبي" وعن قصة زواجها من رجل الأعمال السعودي الشيخ علي بن بطي الغامدي، قالت إن سرقة حقيبة مجوهراتها، خلال إجازة كانت تقضيها مع أسرتها في إسبانيا، كنت هي السبب في تعارفها على زوجها. وأضاف عزيزة: "خلال فترة التحقيقات، كانت دوما تجد والدها يقف مع أحد الأشخاص، الذي كان مهتما بمتابعة تطورات القضية، قبل أن تتوطد علاقتها بوالدها، حتى بعد عودتها للمغرب". حب على التليفون وقالت عزيزة بعد ذلك تعددت الاتصالات الهاتفية من الشخص نفسه، يرغب في الاطمئنان على أبيها، حتى مالت نحوه بشكل عاطفي، وأعجبت بصوته وسؤاله على والدها واحترامه للأسرة، وكان وقتها لا يعرف أنها المطربة عزيزة جلال. وأشارت إلى أنه بعد فترة أخبره والدها أن ابنته هي عزيزة جلال، ليخبرها بأنه معجب بأغانيها. نبؤة الموت وعن وفاة زوجها قالت إن علي أجرى قبل وفاته عملية قلب مفتوح بأحد المستشفيات المتخصصة في جدة، وتكللت بالنجاح، وعاش بعدها 4 سنوات، ولكن عانى خلال هذه المدة من عدة أمراض أخرى، لذا كانت تقضي معه معظم الأوقات في المستشفى. وأضافت: "قال لى عندما اشتد عليه المرض، أوعى تنسي البقيع، أريد أن أدفن في البقيع"، ووقتها كنت أقول له: "خلى عندك أمل في الله، الموت والحياة بيد الله".