طوال عقد كامل، تحملت السيدة الثلاثنية سوء معاملة زوجها لها وتقلب حالته المزاجية بسبب تعاطيه مواد مخدرة أضحى معها مدمنا، فشلت مساعيها لعلاجه وإعادته كإنسان سوي ينخرط وسط المجتمع حتى أنه شك في سلوكها بل ونسب ابنتهما الوحيدة فراح يمزقها في ثوانٍ. لم تدر صاحبة ال38 سنة أن وقوفها بجانب "رب البيت" ودعمه في رحلة علاجه ثنائية الشكل سينتهي بمقتلها، البداية كانت إصراراها على دخوله مصحة لعلاج الإدمان وإخراج السموم من جسده الهزيل الذي لا يقوى على فعل شيء، ومن بعدها علاجه من أزمة نفسية ألمت به. رغم محاولات القائمين على علاج العامل إلا أن حالته ازدادت سوءا، بات يعاني من اضطرابات نفسية نتيجة إصابته بمرض الوسواس القهري، وسيطر الشك على عقله وحواسه حتى أقرب الناس إليه، عقله الباطن خيل له سوء سلوك زوجته وأن طفلتهما التي حضرت إلى الدنيا منذ عامين ليست من صلبه. مدفوعا برغبة في انتقام زائف، حضر "أسير الكيف" شقته المتواضعة بشارع مرسي الشرف بمنطقة ناهيا بحي بولاق الدكرور غربي محافظة الجيزة، دلف إلى المطبخ دون إلقاء السلام على رفيقة دربه، أحضر سكينا كبيرا وباغتها بطعنات عدة ولم يتركها إلا جثة ممزقة غارقة في دمائها. ملابسات تلك الجريمة كشفتها إشارة تلقاها العقيد شامل عزيز مأمور قسم بولاق الدكرور، من نقطة الشرطة المعينة بمستشفى قصر العيني بوصول ربة منزل تبلغ من العمر 38 سنة جثة هامدة إثر ابتها بطعنات متفرقة إحداها بالصدر. شكل اللواء محمود السبيلي مدير مباحث الجيزة، فريق بحث ترأسه العميد عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة تنسيقا مع فرقة الغرب وقطاع الأمن العام، توصلت تحرياته إلى أن الجاني هو زوج الضحية، وتمكن المقدم محمد الجوهري رئيس مباحث بولاق الدكرور ومعاوناه الرائد مجدي عوض والنقيب أحمد أبو رحمة من ضبطه بأحد الأكمنة. علامات عدم اتزان واضطراب نفسي بدت جلية على المتهم لدى مثوله أمام رجال المباحث لسماع أقواله، معللا جريمته إلى شكه في نسب ابنته من المجني عليها مرددا عبارة واحدة "خاينة.. ومعرفش البنت من صلبي ولا لأ". واقتادته قوة إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيق.