واجه رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو موجة هجوم كبيرة، بعد قرار المدعي العام في إسرائيل بتوجيه اتهامات رسمية له بالفساد، ووصل الأمر إلى الحديث عن أن "عصر نتنياهو انتهى". وقرر المدعي العام أفيخاي ماندلبليت، الخميس، توجيه اتهامات بالرشوة والاحتيال والفساد لنتنياهو، مصرحًا بأنه "لا أحد فوق القانون". بذلك يكون أول رئيس وزراء لدولة الاحتلال يواجه اتهامات وهو في منصبه. وكان رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، واجه اتهامات بالفساد لكن بعد انقضاء ولايته، وقضت المحكمة بسجنه 6 سنوات في مايو 2014. وخفضت المحكمة الحكم في ديسمبر 2015، إلى عام ونصف العام. حزب "أزرق أبيض" بزعامة بيني جانتس منافس نتنياهو في الانتخابات الحالية لرئاسة الوزراء، قال في بيان إن "رئيس وزراء مثقل حتى عنقه بتحقيقات الفساد لا يملك أخلاقيا أو شعبيا أن يتخذ قرارات في قضايا حيوية بإسرائيل". كما حذر الحزب من أن نتنياهو ربما يتخذ قرارات قائمة على مصالحه الشخصية وليس الصالح العام، وذلك في إشارة إلى استمراره في إدارة الحكومة الحالية وسط الأزمة الكبيرة التي قد تقود دولة الاحتلال إلى انتخابات ثالثة. أما جانتس نفسه فقد كتب عبر حسابه على تويتر "يوم سيء جدا في تاريخ إسرائيل". من جانبه اعتبر أيمن عودة قائد الكتلة العربية في الكنيست الإسرائيلي، أن نتنياهو سوف يدفع في هذه المرحلة ثمن "جرائمه وآثامه"، ويمكن بعد ذلك إصلاح الدمار الذي سببته جرائمه الاجتماعية. وأضاف عودة في تصريحات نقلتها صحيفة تايمز أو إسرائيل، أن العنصرية والكراهية التي تسبب فيها نتنياهو لن تختفي إلا بالتحرك نحو "ديمقراطية تخدم العرب واليهود". أما جابي أشكنازي رئيس أركان جيش الاحتلال السابق والقيادي بحزب "أزرق أبيض"، فصرح بأن على نتنياهو التركيز على إجراءاته القانونية لمواجهة التهم الموجهة ضده، مشيرًا إلى أنه لا يجب أن يدير البلاد. يذكر أن القانون في دولة الاحتلال يسمح ببدء إجراءات المحاكمة لرئيس الوزراء مع استمراره في منصبه، وكان نتنياهو قد صرح في وقت سابق بأنه سوف يظل بمنصبه حتى لو بدأت إجراءات المحاكمة. كما نشر حزب "أزرق أبيض" مقطع فيديو قديم لنتنياهو تحدث فيه منذ 11 عاما عن أن رئيس الوزراء الذي يواجه اتهامات في الفساد لا يجب أن يبقى في منصبه، وذلك خلال الأزمة المشابهة التي حاصرت إيهود أولمرت والاتهامات بالفساد. حينها قال نتنياهة "رئيس الوزراء الذي تغرقه اتهامات الفساد حتى رقبته لا يملك أخلاقيا أو شعبيا أن يتخذ قرارات في قضايا حيوية بإسرائيل. هناك خوف حقيقي، من أنه قد يتخذ القرارات لصالح مصالحه الشخصية". ومن المعسكر الديمقراطي، قالت ستاف شافير النائبة عن حزب العمل، إن "عصر نتنياهو قد انتهى. لو كان لديه قطرة شرف لاستقال هذا المساء".
