أسراب البعوض "الشرس" تهاجم أحياء الإسكندرية وتؤرق منام سكانها- صور

"أنقذونا من الناموس رحمة بأطفالنا".. "سيدي جابر، العوايد، 45، العجمي، بيانكي".. جميعها مناطق تعرضت لهجمات "البعوض" في الإسكندرية، ووصف بعض السكان الهجمات بالشرسة، وغير المعتادة، حيث تتسبب اللدغات في الإصابة بحساسية الجلد وتورم الوجه.
ناموس مش عادي
شكاوى الإسكندرانية من البعوض عمت منصات التواصل الاجتماعي، حيث كتبت فايزة رمضان: "والله حفيدي اتقرص وورمت عينه.. ربنا يسترها على الأطفال.. يارب المحافظة تدفع بعربات رش للقضاء على الناموس حفاظا على الجميع".
فيما قالت إيمان مصطفى: "فعلًا إحنا عندنا ناموس كتير لازم الإدارة الصحية في كل منطقة تتحرك علشان كده خطر على الأطفال، بينما تساءل آخر يدعى أحمد نبيل عن عدم الدفع بسيارات رش الضباب بمنطقة شارع 45.
أما وفاء عبد الفتاح إحدى سكان منطقة أبو تلات، بحي العجمي، فقالت: "مش عارفين نفتح شباك ولا بلكونة.. الناموس مش عادي شكله غريب وبأعداد كبيرة".
سيارات الضباب
وفي أول تحرك رسمي ردًا على شكاوى المواطنين، شنت أحياء العامرية أول وثان والجمرك والعجمي ووسط الإسكندرية، حملات مكبرة للتطهير ومكافحة البعوض، وذلك حفاظا على صحة المواطنين.
ودفعت الأحياء بسيارات الرش بماكينة "الضباب" بشكل يومي على مدار الأيام الماضية مع آخر ضوء للشمس، للقضاء على البعوض.
واستهدفت الحملات مناطق عديدة من بينها "محرم بك، ومنشا، والرصافة، ونادي الصيد" بحي وسط، و"مساكن باتا، والبوسطة، وقرية الأطفال" بحي العامرية أول، و"بيانكي، وأبو تلات" بحي العجمي، وقرى بنجر السكر بحي العامرية ثان.
برك الأمطار السبب
وحول أسباب انتشار البعوض، قال الدكتور مصطفي سليمان، أستاذ الحشرات الطبية بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، إن وجود البعوض والهاموش بأعداد كبيرة هذه الأيام يرجع لهطول الأمطار بغزارة منذ أسبوعين.
وأوضح سليمان، في تصريح ل"مصراوي" أن تجمع مياه الأمطار على هيئة برك ومستنقعات في الشوارع والبالوعات والمسطحات الخضراء وأسطح المنازل والمخازن، ساهمت في اتمام دورة حياة هذه الحشرات.
وأشار إلى أن البرك والمستنقعات الناتجة عن الأمطار تعتبر بيئات جيدة لتوالد "الهاموش الواخز، وغير الواخز" و"بعوض كيولكس Culex " الذى يفضل العيش والتوالد في هذه المياه الراكدة غير النظيفة.
ردم ترعة المحمودية
ونفى سليمان، ما تردد عن كون ظاهرة انتشار البعوض والهاموش ترجع بسبب أعمال ردم ترعة المحمودية، قائلا: "هذا كلام مشكوك فيه لأن الترعة أساسا جرى ردم جزء كبير منها، وإذا كانت هناك حفر مائية تكونت جراء الأمطار ولم تجف فيجب معالجتها".
وعن طرق الأحياء في مكافحة البعوض، أكد سليمان، أن استخدام المكافحة بالضباب غير مجدي، ويقتل أقل من10% من الحشرات الطائرة، والباقي يهرب داخل المنازل والأشجار، بعيدًا عن مصدر الضباب.
ولفت أستاذ الحشرات الطبية بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، إلى أن المكافحة الجيدة الفعالة للبعوض تستلزم ردم البرك والحفر، وتجمعات المياه الضحلة التي لم تجف حتى الآن، منذ سقوط الأمطار، فضلًا عن رفع تجمعات القمامة المشبعة بالمياه.
حي وسط يعلق
وردًا على انتشار البعوض بشكل مكثف، قلل العميد فادي وديع، رئيس حي وسط الإسكندرية، من اعتبار الأمر ظاهرة، قائلا: "ما يحدث بسبب التغيرات المناخية بين البرودة والدفء.. ليس لدينا برك مياه أمطار متبقية".
وأضاف وديع، أنه جرى الدفع بسيارات رش الضباب لمكافحة البعوض بشوارع الحي، موضحًا أن معظم الشكاوى تتركز بمنطقتي نادي الصيد وأبيس، والمناطق المتاخمة للزراعات والمصارف.
وأشار رئيس حي وسط الإسكندرية، في تصريح ل"مصراوي" إلى أن الدكتور عبد العزيز قنصوه، محافظ الإسكندرية، مهتم بخطة مكافحة الحشرات، قائلا: "نقدم له تقرير يومي عن خطة وأماكن المكافحة".
كانت الإسكندرية قد تعرضت لموجة من الأمطار الغزيرة في 25 أكتوبر الماضي، ما تسبب في غرق عدد كبير من الشوارع، فضلًا عن انهيارات جزئية ب 14 عقار.