بدأت بجلسة مزاج وانتهت بجثة.. حكاية المشوار الأخير ل"قتيل لقمة العيش"

علاقة صداقة جمعت "بيشوي" بشابين اثنين بمنطقة الكُنيسة في حي الطالبية غربي محافظة الجيزة، امتدت قرابة شهر كامل، تعددت لخالها جلسات الثلاثة التي كان يتخللها تناول سيجارة حشيش في بعض الأوقات، حتى انتهت بجريمة قتل وجثة على حافة أحد المصارف بمركز أبو النمرس.
مطلع شهر أكتوبر الماضي، تعرف "بيشوي ملاك" 16 سنة، على شابين يكبرانه سنا وهما "ع. ا" و"أ. ع"، توطدت العلاقة في غضون فترة وجيزة، ما ينتهي الفتى الصغير من عمله على مركبة "توك توك" حتى يهرع إلى مجالسة صديقيه.
بات الصبي لا يفارق صديقيه، تجمعهم جلسات عدة تعلو خلالها أصوات الضحك دون أن تخلو من تناول المواد المخدرة بتحريض من الشابين معتمدين على صغر سنه لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد.
مساء 29 أكتوبر الماضي، اتصل الشابان ب"بيشوي" طلبا منه مرافقتهما إلى حفل عرس بمنطقة ترسا التابعة لمركز أبو النمرس، لقضاء وقت ممتع بعد يوم عمل شاق، الاقتراح الذي قوبل بموافقة سائق التوك توك.
استقل الثلاثة المركبة ذات الثلاث عجلات "قيادة بيشوي" في طريقهم إلى الفرح، دون أن يدري بخلد الأخير أنه "المشوار الأخير" في حياته.
تأخر الوقت ولم يعد "بيشوي" إلى منزله، تسرب الشك إلى أفراد أسرته الذين انطلقوا للبحث عنه لدى أصدقائه وأقاربهم ثم تلتها جولة شملت المستشفيات الواقعة في نطاق محل إقامتهم، لكن دون جدوى، باءت محاولاتهم بالفشل.
صباح اليوم التالي -30 أكتوبر- حررت أسرة الفتى بلاغا بتغيبه في قسم شرطة الطالبية، ليتم تشكيل فريق بحث بقيادة المقدم محمد غراب وكيل فرقة الطالبية والعمرانية، الذي وجه بنشر أوصافه على الأكمنة الثابتة والمتحركة وأقسام الشرطة المختلفة.
أول خيوط حل اللغز جاءت عبر بلاغ تلقاه العقيد طارق الأحول مأمور قسم شرطة أبو النمرس، من إدارة شرطة النجدة بالعثور على جثة شاب ملقاة بجوار مصرف ترسا بدائرة المركز.
انطلقت قوة من القسم إلى محل البلاغ، وتبين أن الجثة لشاب في منتصف العقد الثاني من العمر، يرتدي ملابسه كاملة، ملفوف حول رقبته حبل -مما يشير إلى وجود شبهة جنائية- ولاحظ رجال الشرطة وجود وشم على ذراعه.
راجع رجال المباحث بلاغات التغيب بنطاق المحافظة وتطابقت أوصاف المجني عليه مع "بيشوي ملاك" ليوجه اللواء محمود السبيلي مدير مباحث الجيزة، بتشكيل فريق بحث مشترك بين الطالبية وأبو النمرس بقيادة العقيد أحمد نجم مفتش قطاع الجنوب والمقدم عماد رشدي وكيل الفرقة، تركزت جهوده على مراجعة كاميرات المراقبة وتتبع خط سير المجني عليه وآخر مشاهدة له.
جهود البحث والتحري التي قادها الرائد إكرامي البطران رئيس وحدة مباحث أبو النمرس، توصلت إلى أن وراء ارتكاب الواقعة صديقي الضحية "ع.ا" و"أ.ع" لدى وجود مشاهدة لهما رفقته قبل اختفائه، وانطلقت مأمورية تمكنت من ضبطهما.
أمام العميد عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، أقر المتهمان بجريمتهما بدافع السرقة، وأرشدا عن ال"توك توك" لدى 3 أشخاص حصلوا عليه مقابل 7 آلاف جنيه، وأمكن ضبطهم وإعادة المركبة المسروقة.