أسعار الدواجن اليوم الجمعة 9-5-2025 في محافظة الفيوم    بمشاركة السيسي، توافد المشاركين بالذكرى الثمانين لعيد النصر إلى السجادة الحمراء بموسكو    بابا الفاتيكان الجديد ليو الرابع عشر يقيم أول قداس كبير اليوم الجمعة    جوميز: مواجهة الوحدة هي مباراة الموسم    خريطة الحركة المرورية اليوم بمحاور وميادين القاهرة والجيزة    زيلينسكى يعلن أنه ناقش خطوات إنهاء الصراع مع ترامب    «أوقاف شمال سيناء»: عقد مجالس الفقه والإفتاء في عدد من المساجد الكبرى غدًا    ارتفاع صادرات الصين بنسبة 8% في أبريل    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    تكريم حنان مطاوع في «دورة الأساتذة» بمهرجان المسرح العالمي    فرص تأهل منتخب مصر لربع نهائي كأس أمم أفريقيا للشباب قبل مباراة تنزانيا اليوم    أسرة «بوابة أخبار اليوم» تقدم العزاء في وفاة زوج الزميلة شيرين الكردي    حبس المتهمين بسرقة كابلات كهربائية بالطريق العام بمنشأة ناصر    في ظهور رومانسي على الهواء.. أحمد داش يُقبّل دبلة خطيبته    جدول مواعيد مباريات اليوم الجمعة والقنوات الناقلة    بعد بيان الزمالك.. شوبير يثير الجدل برسالة غامضة    تويوتا كورولا كروس هايبرد 2026.. مُجددة بشبك أمامي جديد كليًا    الهباش ينفي ما نشرته «صفحات صفراء» عن خلافات فلسطينية مع الأزهر الشريف    حملات تفتيش مكثفة لضبط جودة اللحوم والأغذية بكفر البطيخ    مصر تنضم رسميًا إلى الاتحاد الدولي لجمعيات إلكترونيات السلامة الجوية IFATSEA    في أجواء من الفرح والسعادة.. مستقبل وطن يحتفي بالأيتام في نجع حمادي    تبدأ 18 مايو.. جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصف الرابع الابتدائي بالدقهلية    طريقة عمل الآيس كوفي، الاحترافي وبأقل التكاليف    مفاجأة بعيار 21 الآن بعد آخر تراجع في سعر الذهب اليوم الجمعة 9 مايو 2025    مستأجرو "الإيجار القديم": دفعنا "خلو" عند شراء الوحدات وبعضنا تحمل تكلفة البناء    في عطلة البنوك .. آخر تحديث لسعر الدولار اليوم بالبنك المركزي المصري    أيمن عطاالله: الرسوم القضائية عبء على العدالة وتهدد الاستثمار    إلى سان ماميس مجددا.. مانشستر يونايتد يكرر سحق بلباو ويواجه توتنام في النهائي    مؤتمر النحاس: نلعب مباراة كل 4 أيام عكس بعض الفرق.. ورسالة لجماهير الأهلي    سالم: تأجيل قرار لجنة الاستئناف بالفصل في أزمة القمة غير مُبرر    خبر في الجول - أحمد سمير ينهي ارتباطه مع الأولمبي.. وموقفه من مباراة الزمالك وسيراميكا    دراسة: 58% يثقون في المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي    رئيس الطائفة الإنجيلية مهنئا بابا الفاتيكان: نشكر الله على استمرار الكنيسة في أداء دورها العظيم    «إسكان النواب»: المستأجر سيتعرض لزيادة كبيرة في الإيجار حال اللجوء للمحاكم    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    بنك القاهرة بعد حريق عقار وسط البلد: ممتلكات الفرع وبيانات العملاء آمنة    في المقابر وصوروها.. ضبط 3 طلاب بالإعدادية هتكوا عرض زميلتهم بالقليوبية    جامعة المنصورة تمنح النائب العام الدكتوراه الفخرية لإسهاماته في دعم العدالة.. صور    وسائل إعلام إسرائيلية: ترامب يقترب من إعلان "صفقة شاملة" لإنهاء الحرب في غزة    زيلينسكي: هدنة ال30 يومًا ستكون مؤشرًا حقيقيًا على التحرك نحو السلام    المخرج رؤوف السيد: مضيت فيلم نجوم الساحل قبل نزول فيلم الحريفة لدور العرض    غزو القاهرة بالشعر.. الوثائقية تعرض رحلة أحمد عبد المعطي حجازي من الريف إلى العاصمة    تفاصيل لقاء الفنان العالمي مينا مسعود ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    كيم جونغ أون يشرف على تجربة صاروخية ويؤكد جاهزية السلاح النووي    موعد نهائى الدورى الأوروبى بين مانشستر يونايتد وتوتنهام    سهير رمزي تعلق على أزمة بوسي شلبي وورثة الفنان محمود عبد العزيز    عيسى إسكندر يمثل مصر في مؤتمر عالمي بروما لتعزيز التقارب بين الثقافات    حكم إخفاء الذهب عن الزوج والكذب؟ أمين الفتوى يوضح    مصطفى خليل: الشراكة المصرية الروسية تتجاوز الاقتصاد وتعزز المواقف السياسية المشتركة    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    «الصحة» تنظم مؤتمرًا علميًا لتشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    انطلاق المؤتمر الثالث لوحدة مناظير عائشة المرزوق في مستشفى قنا العام    محافظ سوهاج يوجه بسرعة استلام وتشغيل مركز الكوثر الطبي خلال أسبوعين    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير تفاعلي| ما بعد هروب دواعش من سجون الأكراد: المسارات والأهداف
نشر في مصراوي يوم 21 - 10 - 2019


الخروج الكبير – مارس 2019
على الضفة الشرقية لنهر الفرات بسوريا، يخرج آلاف الأشخاص من بلدة الباغوز: مسنون، رجال مصابون، نساء وأطفال؛ والأخيرون هم الأغلبية.
تغطي الأتربة الثياب السوداء اللاتي تتشحن بها النسوة من رؤوسهن حتى أقدامهن، وتحملن هؤلاء الخارجات - وهن زوجات وأفراد عائلات تنظيم داعش - أطفالهن في يد، وفي الأخرى ما أستطعن حمله من أمتعة بسيطة.
تسلكن منهكات الممر الذي صنعته لهن قوات سوريا الديموقراطية بعد سيطرتها على الجيب الأخير للتنظيم بالمنطقة. تتجهن نحو شاحنات كبرى ستنقلهن إلى المخيمات التي سيتوزعن عليها، ومنها مخيم "عين عيسى" الواقع على بعد 331 كم.
بعد 7 أشهر ، خرجت النساء مرة أخرى "خروجا كبيرا" لكن هذه المرة من هذا المخيم بعد أن استهدفته قوات مسلحة معاونة للجيش التركي -الذي بدأ هجومه على الشمال السوري-، وساعدتهن في الهرب.
ما خطر استهداف سجون قوات سوريا الديموقراطية التي تضم 12 ألف مقاتل داعشي؟ ولماذا تشكل نساء داعش الهاربات تهديدا؟ وهل كان ضمن الهاربين الدواعش قيادات خطرة؟ وما المسارات المحتملة التي سلكها أو سيسلكها الذين هربوا؟ وهل يمكن أن تساهم الحرب على الأكراد في عودة التنظيم مجددا إلى الساحة؟
فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه نقل الفارين من المخيم عبر شاحنات
تم نشره بتاريخ 16 أكتوبر2019
النساء.. الخطر الأكبر
مخيم الهول، والذي يقع شرقي محافظة الحسكة، وأسسته المفوضية السامية لشئون اللاجئين، ليكون ملاذاً للاجئين العراقيين إبان حرب الخليج عام 1991، اليوم، يأخذ النصيب الأكبر من أعداد النازحين و"الجهاديات"، اللاتي تم فصلهن عن غيرهن "لخطورتهن".
خضعت هؤلاء داخله لرقابة مشددة. اضطررن لكشف وجوههن لتصويرهن وأخذ بيانتهن. بات حديثهن، الذي يخرج بلغات مختلفة "إنجليزية، وفرنسية، وعربية، وروسية"، منذ لحظة وجودهم بالمخيم واحدًا: "نحن نعاني، وضعنا سيء، أطفالنا بحاجة إلى علاج، نحن منقطعات عن العالم الخارجي، ونريد العودة إلى بلادنا".
قد تعبر بعضهن - على استحياء - عن الندم لما صار إليه حالهن، بينما تظل أخريات متمسكات بالأمل في إحياء دولتهن مرة أخرى، والنوع الأخير منهن من اُتهمن بحرق خيام لنساء نعتوهن ب"الكافرات" لأنهن يعارضن "دولة داعش". لم تعترف أي واحدة منهن بالهزيمة، بل وتصرخ في وجه من يواجهها بذلك: "الله أكبر"، "باقية وتتمدّد"، و"سننتقم. هناك فتوحات جديدة مقبلة".
يكاد لا يمر يوم هادئًا داخل المخيم أو غيره من المخيمات التي تقطنها هؤلاء النسوة. حتى أنه في سبتمبر الماضي، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن مجموعة من الداعشيات داخل إحدى تلك المخيمات، حاولن جلد امرأة، قبل أن تتدخل القوى الأمنية الكردية الموكلة بحماية المخيم لمنعهن من ذلك، ما أدى إلى تطور الحادثة إلى اشتباك بالأسلحة الخفيفة بين الطرفين وسط تساؤل عن مصدر الأسلحة بين أيدي الداعشيات.
وفي الشهر نفسه الذي شهد الواقعة؛ أصدرت مجموعة "غلوبسك" غير الحكومية، ومقرها سلوفاكيا، دراسة ذكرت فيها أن النسوة العائدات من مناطق كانت خاضعة تحت سيطرة داعش يجب أن يُنظر إليهن كناشطات قادرات على المشاركة في هجمات مستقبلية. ووجدت الدراسة بعد تدقيق في بيانات 326 من المتشددين الأوروبيين الذين تم أسرهم أو ترحيلهم أو قتلهم منذ عام 2015، أن العديد من النساء والفتيات ما زلن يمثلن تهديدا كبيرا رغم أنهن أقلية. وبين 43 امرأة شملتها الدراسة، "فإن بعضهن خططن لهجوم، ومجندات لإرهابيات، وناشطات في الدعاية، وما يمكن أن يُطلق عليه فعليًا +ضابط لوجستي+ أو ضابط إمداد لحماية المسلحين."
إلى جانب "الهول" توزعت عائلات أفراد التنظيم على مخيمين آخرين "عين عيسى، وروج"، وبعض الأطفال على دور رعاية، في حين تم القبض على المسلحين الرجال - بأعداد تفوق ال12 ألف – وبقوا بالسجون وأماكن الاحتجاز الأخرى الموزعة على الشمال السوري، والتي لا يوجد إحصاء دقيق بها.
من في سجون الأكراد؟
بالبحث عن المسلحين والقيادات البارزة التي تضمها السجون الكردية، والذين قد يصيرون طلقاء حال استهدافها. ووفقا لما تخبرنا به الأخبار المعلنة والبيانات الصادرة عن قوات سوريا الديموقراطية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فخلال الفترات الماضية باتت سجون قوات سوريا الديموقراطية تحوي المئات من العناصر المصنفة بأنها "شديدة الخطورة".
ففي أكتوبر 2019، تم القبض على أحد أكبر أمراء تنظيم داعش الإرهابي ويدعى "أبو الطيب"، وقبلها بشهر قبض على البرتغالي نيرو ساريفا، قائد وحدة الأجانب في تنظيم داعش، والمتهم بعمليات اختطاف وإعدام جرت بحق رهائن غربيين في سوريا، وفي الشهر نفسه تم القبض على أحمد محمد الملقب ب "أبو رفعة"، وهو مسؤول مالي كبير بالتنظيم في منطقة دير الزور. سبق ذلك القبض على أحد أمراء مكتب العلاقات العامة التابع لهم في بلدة الحوايج بالقرب من الحدود العراقية، وأنور حدوشي الملقب ب"جلاد داعش في الرقة"، وهو بلجيكي الجنسية متهم بقتل أكثر من 100 شخص في الرقة، ويشتبه مكتب المدعي الفيدرالي البلجيكي في أن هذا المسلح مول الهجمات الإرهابية في باريس وبروكسل. كذلك أسامة عويد، وهو قيادي بارز وعمل مساعدًا لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
بينما هؤلاء بالسجون ونساءهن بالمخيمات، في الخارج كان زعيمهم، أبو بكر البغدادي، يطل بتسجيل جديد – منتصف سبتمبر الماضي - دعا فيه أنصاره إلى "تحرير النساء اللائي يعشن في معسكرات في العراق وسوريا، وبذل قصارى جهدهم لهدم الأسوار التي تسجنهن".
ولم يمر شهر على ذلك إلا وبدأ الهجوم التركي في التاسع من أكتوبر الجاري على شمال شرق سوريا لإقامة ما تسميه تركيا "المنطقة الآمنة". الهجوم، الذي استمر عدة أيام قبل إبرام اتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا يعطل الهجمات مؤقتًا، أنهى حياة عشرات المدنيين وخلف مئات الجرحى، لكنه خلق الفرصة التي كان ينتظرها أفراد التنظيم لتنفيذ ما دعا إليه زعيمهم.
فأعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في بيان لها فرار 785 من نساء تنظيم داعش من مخيم عين عيسى. بالتزامن تمكُن البعض – غير محدد العدد - من الفرار من مخيم الهول. وفي تطور لاحق أعلنت قّوات سوريا الديمقراطية، هروب خمسة من عناصر التنظيم المحتجزين في سجن "نافكور" في القامشلي بالحسكة بعد استهدافه. ولم يمر سوى أيام قليلة إلا وأعلن التنظيم، مهاجمة مقر احتجاز تابع للمسلحين الأكراد غربي الرقة، وقتل ستة من العناصر الكردية، وذكرت وكالة "أعماق" التابعة له أن "مقاتلي داعش حرروا عددًا من المختطفات لدى عناصر حزب العمال الكردستاني بعد مداهمة مقر في قرية المحمودلي" – بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية، ولم تعلق قوات سوريا الديموقراطية على ذلك.
وبسؤال مستشار الإدارة الذاتية، أنور مشرف، عن هروب قيادات بارزة من السجون؟ لم يحدد في حديثه ل"مصراوي" أسماء بعينها، واكتفى بالقول: "هناك هروب للدواعش، وكل الدواعش خطرين سواء كانوا قيادات أم جهاديين، ونساؤهن أيضًا".
ينتمي مقاتلو داعش المقبوض عليهم – بحسب قوات سوريا الديموقراطية، إلى 48 جنسية مختلفة، منها "الأمريكية، والفرنسية، والبريطانية، والبلجيكية، والشيشانية، وبعض الجنسيات العربية"، كذلك نساؤهن، تتعدد جنسياتهن، وبحسب ما يقول المشرف، "الهاربات أغلبهن فرنسيات، وتونسيات، ومصريات".
Families of a href=""https:/twitter.com/hashtag/ISIS?src=hash&ref_src=twsrc%5Etfw""#ISIS terrorists in a href=""https:/twitter.com/hashtag/Al_Hol?src=hash&ref_src=twsrc%5Etfw""#Al_Hol camp are rioting at the attempts to escape from the camp. a href=""https:/twitter.com/AlHadath?ref_src=twsrc%5Etfw""@AlHadath a href=""https:/twitter.com/rabrowne75?ref_src=twsrc%5Etfw""@rabrowne75 a href=""https:/twitter.com/mustefabali?ref_src=twsrc%5Etfw""@mustefabali a href=""https:/twitter.com/laraseligman?ref_src=twsrc%5Etfw""@laraseligman a href=""https:/twitter.com/gaylelemmon?ref_src=twsrc%5Etfw""@gaylelemmon a href=""https:/t.co/8NDAVoetnP""pic.twitter.com/8NDAVoetnP
— Coordination & Military Ops Center – SDF (@cmoc_sdf) a href=""https:/twitter.com/cmoc_sdf/status/1182609823919169536?ref_src=twsrc%5Etfw""October 11, 2019
script src=""https:/platform.twitter.com/widgets.js""
فيديو لعائلات تنظيم داعش في مخيم الهول وهم – بحسب قوات سوريا الديموقراطية – يثيرون الشغب لأجل الهرب
المسارات المحتملة
في محيط مخيم عين عيسى، مناطق سكنية بالبلدة التي تضم نحو 200 ألف، وفقاً لإحصائيات سكانية محلية عام 2011. أما محافظة الحسكة التي تضم مخيم الهول والسجن الذي تم استهدافه، فبها أهم حقول النفط، وعدد سكانها نحو مليون ونصف حتى 2011 يتنوعون ما بين عرب وكرد وأرمن وغيرهم. فإلى أي اتجاه يمكن أن يتحرك الهاربون من تلك المنطقتين؟
مسار 1.. تركيا
وفقا للمسافات يبعد مخيم عين عيسى عن أقرب النقاط على الحدود التركية – قطعا بالسيارة – مسافة نحو 30 كم. "تتحرك الهاربات خلال هذه المسافة بواسطة شاحنات القوى المسلحة المحلية المعاونة للجيش التركي، باتجاه الحدود التركية، في طريق سهل، ليس به أي نقاط أمنية تابعة لقوات سوريا الديموقراطية"، ذلك وفقًا لما يؤكد مستشار الإدارة الذاتية.
"تركيا هي أقرب ملاذ آمن للفارين من عين عيسى". هكذا ترى هيفي مصطفى، رئيس المجلس التنفيذي لهيئة الإدارة الذاتية بمقاطعة عفرين، فيما يقول نواف خليل، مدير مركز الدراسات الكردي في ألمانيا، إن "الداعشيات سيستغللن مساعدة المجموعات المسلحة المعاونة لتركيا، وستكون تركيا هي الخيار الأنسب لهن".
مسار 2.. الحدود السورية العراقية
فور انتشار أنباء الهجوم وفرار المئات من أفراد داعش، أعلنت وزارة الهجرة العراقية إغلاق جميع المنافذ الحدودية البرية القريبة من العمليات القتالية في سوريا لعدم السماح بدخول عناصر مشتبه بها.
والحدود العراقية قريبة نسبيا ل"الحسكة"، لكنه مسار محتمل بشكل كبير لجمع شتاتهم مرة أخرى بنظرائهم في العراق، خاصة وأن هناك بقاياهم في المناطق الحدودية بالعراق، وهو ما دفع السلطة العراقية إلى القيام بعملتي تمشيط واسعتين النطاق في مايو ويوليو الماضيين، شملتا الشريط الحدودي مع سوريا الممتد نحو 650 كم في ثلاث محافظات "نينوى وصلاح الدين والأنبار"، وهي ما تُعرف ب"المربع الجغرافي الأخطر".
ويمكن – بحسب حديث المحلل السوري محمد أرسلان ل"مصراوي" – أن يستغل الهاربون والهاربات الحدود الصحراوية الطويلة بين البلدين، خاصة القسم الذي هرب من الحسكة، لقرب مخيم الهول، ويسلكوا الطرق بين القرى القليلة، والتي لا يمكن – وإن رصدهم أحد قاطنيها - أن يعترضوهم.
وبالفعل، قبل أيام، أعلن وزير الدفاع العراقي "إلقاء القبض على عدد من عناصر داعش الفارين من سوريا داخل الأراضي العراقية".
صورة "Google earth" للمنطقة توضح الطبيعة الجغرافية
مسار 3.. الرقة ودير الزور
أما إذا التزم أفراد التنظيم بمنطق "الأرض" بل والعودة من حيث أتينا، فالرقة ستكون مقصدهم. فهي المعقل السابق لهم لمدة ثلاث سنوات، وصارت الآن تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية. أيضًا سينتبهون إلى مدينة دير الزور، التي أعلن الجيش السوري تحرير باديتها بالكامل من مسلحيهم في يونيو العام الماضي.
"كثيرون ممن استطاعوا الفرار من سجن الحسكة ومخيم الهول سيتمركزون في أماكن بالداخل لقيادة عملياتهم من جديد لاسيما في المناطق المحررة حديثًا، والتي لازال بها بقاياهم وخلاياهم النائمة كالرقة ودير الزور، فهي نقاط لم يتم تمشيطهما بشكل كامل سواء من جانب النظام السوري أو قوات سوريا الديموقراطية".. تقول هيفى مصطفى خلال حديثها ل"مصراوي".
كلا المدينتين قريبتان من مخيم عين عيسى، وتبعدان عن الحسكة مدة 3 ساعات تقريبا. وقد عاد إلى الرقة نسبة كبيرة من سكانها حاليا بعد أن كانوا غادروا أرض المعركة. وتتمتع المدينتان بالوجود القبلي والعشائري، الذي قد يسهل على تلك العناصر الاختباء فيها. خاصة بعد أن خاضوا معركة سابقة ضد قبيلة "الشعيطات" – إحدى أكبر قبائل دير الزور – وقضوا على عدد كبير من أبنائها والمعارضين لهم، ليتبق الموالون لهم.
لكن ربما ستواجه هؤلاء مشكلة تواجد قوات التحالف الدولي التي لازالت – بحسب مستشار الإدارة الذاتية – تتمركز في بعض المناطق بدير الزور، ذلك بعد إعلان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، في 16 أكتوبر، أن قواته غادرت مدينتي الرقة والطبقة في إطار عملية الانسحاب من شمال شرقي سوريا.
صور "Google earth" للمنطقة
مسار4.. إدلب
أما "محافظة أشجار الزيتون" – كما تُعرف - فهي إحدى النقاط المغرية كثيرًا لأفراد التنظيم الهاربين الآن أو بعد مدة زمنية، لبناء أنفسهم ودولتهم من جديد.
فإدلب التي يسيطر على الأجزاء الأكبر منها فصائل المعارضة السورية المتمثلة في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، لازال بها الكثير من بقايا داعش، حيث كانت مصادر محلية هناك كشفت لوكالة "سبوتنيك" في وقت سابق أن أعدادا كبيرة من أفراد التنظيم انتقلت بالتنسيق مع هيئة تحرير الشام إلى بلدات "أطمة والدانا وحارم وسلقين ودركوش"، وبدأت تنشط مرة أخرى بشكل كبير في المحافظة.
وفي بلدة مورك الواقعة جنوبي إدلب، توجد أكبر قاعدة عسكرية ونقطة مراقبة تركية، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أشار في أغسطس الماضي، إلى أن القوات النظامية تمكنت من السيطرة على البلدة وحاصرت القاعدة، فيما أكدت أنقرة أنها لن تغادر تلك النقطة أبدًا.
والمحافظة - ذات الطبيعة الجبلية- هي الأبعد للهاربين، إذ أن القادمين من مخيم عين عيسى يحتاجون إلى 4 ساعات لقطع مسافة 254 كم، بينما يحتاج القادمون من الحسكة نحو 6 ساعات لقطع مسافة 437 كم.
ما بعد الهروب..
خلال 4 سنوات من محاربة التحالف الدولي إلى جانب قوات سوريا الديموقراطية، تنظيم داعش، "خصصت الولايات المتحدة مليارات الدولارات للحرب السورية، بينها ما يقرب من 15.3 مليار دولار في عام 2019 فقط، وهو الأعلى مستوى" - وفقًا لبيانات مشروع تكاليف الحرب في جامعة براون، التي صدرت العام الماضي. كما قدمت قوات سوريا الديموقراطية أكثر من 11 ألف قتيل وآلاف الجرحى – حسبما أعلنت في بيان لها. و"بشكل غير متعمد" – بحسب وصف التحالف الدولي – فقد 1250 مدنيا حياتهم في أكثر من 34 ألف غارة جوية استهدفت تنظيم داعش في سوريا والعراق.
واليوم، هل من الممكن العودة إلى نقطة الصفر، ويستعيد داعش قوته من جديد؟
محمد أرسلان، المحلل السياسي السوري، يقول في حديثه ل"مصراوي": تركيا ساعدت ولازالت الأفراد التابعين لتنظيم داعش عن طريق قصف محيط السجون والمخيمات لمساعدتهم على الهرب وإحداث فوضى، ومن قبلها رعاية بقاياهم على حدودها مع إدلب. والآن تعطيهم فرصة أخرى للعودة بقوة، فهي تريد استثمار الهاربين في أماكن أخرى، وربما تشكل لهم معسكرات لإعادة تدريبهم وتأهيلهم، وهذا ما لوح به الرئيس التركي نفسه عندما هدد أوروبا بفتح الحدود أمام النازحين.
"أفراد التنظيم لديهم خطتهم الواضحة"، هذا ما يؤكده مدير مركز الدراسات الكردي في ألمانيا، "داعش كانت تنتظر لحظة الهجوم التركي وتستعد له جيدًا. بالتأكيد لديهم خطة ستشمل صعيدين: الأول الهجوم على باقي السجون وتحرير مسلحيهم ونسائهم، والثاني الهجوم على قوات سوريا الديموقراطية".
ربما يسلك الهاربون أي من المسارات المذكورة، ربما يتمكنون من تنفيذ خطة زعيمهم، ويستجمعون قواهم من جديد، ويعودون لما يسمونه ب"غزوة الاستنزاف" للثأر من هازميهم. وربما لا يحدث كل ذلك وتُعجزهم الضربات حال استمرار توقف الهجوم التركي، ونجاح الاتفاق الذي عُقد برعاية أمريكية لوقف العمليات القتالية مؤخرًا، وتظل "دولة الخلافة" المزعومة محض خيال لهم تؤرقهم دون أن تتحقق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.