انخفاض الأسعار.. كيف تأثرت الإسكندرية بنفوق أسماك رشيد؟

ألقت واقعة نفوق عشرات الأطنان من أسماك البوري في منقطة رشيد، بظلالها على أسواق الأسماك بالإسكندرية، لتتراجع حركة البيع قليلًا خلال الساعات الماضية، وتزامن معها انخفاض الأسعار لبعض الأصناف.
وبالرغم من رسائل الطمأنة التي بثتها الأجهزة الرقابية في الإسكندرية، من عدم وجود أسماك نافقة في أسواق المحافظة، إلا أن تجار أكدوا تراجع الإقبال على الشراء قليلًا، ما أجبر بعضهم على خفض الأسعار خوفا من تلف بضاعتهم - التي لا علاقة لها بأزمة نفوق الأسماك، بحسب تأكيداتهم.
ويعرض مصراوي في تسلسل زمني تداعيات الأزمة من بدايتها وأثرها على الأسواق بالأسكندرية:
نفوق أسماك في رشيد
منتصف الأسبوع الجاري ظهرت كميات من الأسماك النافقة بمجرى نهر النيل، خاصة بالقرب من مدينة رشيد وقرية برج رشيد في محافظة البحيرة، وذلك بالتزامن مع تأكيدات بنفوق عشرات الأطنان من أسماك البوري في فرع رشيد داخل الأقفاص في مناطق الاستزراع السمكي.
ضبط كميات خارج وإعدامها
في الوقت نفسه، تلقت أجهزة وزارة التموين معلومات بشأن تداول كميات من الأسماك النافقة، في أسواق رشيد وإدكو والمحمودية، أعقبها تشكيل حملات مكبرة ضمت مباحث التموين وأجهزة الصحة والطب البيطري والتموين وتمكنت من ضبط قرابة 16 طن خارج محافظة الإسكندرية وتقرر إعدامها، وسط تأكيدات بأن باقي الكميات المطروحة بالأسواق سليمة.
رسائل تحذير
تداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في الإسكندرية، رسائل تحذر من انتشار أسماك نافقة، وأنها واردة من مزارع الأسماك بمناطق رشيد والمعدية.
الرسائل المتداولة حذرت أيضا المواطنين من شراء الفسيخ نهائيا خلال الفترة المقبلة.
التجار يعلقون
أرجع تجار سبب نفوق عشرات الأطنان من الأسماك في فرع رشيد إلى تعرضها لتيار مياه مشبعة بالطمي مما أدي لاختناقها وموتها داخل الأقفاص بالمزارع السمكية.
وقال رجب السيد، تاجر أسماك، إن السبب في ذلك هو فتح قناطر إدفينا لتطهير مجرى النهر، مشيرا إلى أنه مع اندفاع المياه بقوة فإنها تقلب الرواسب المتراكمة في القاع، ما يؤدي إلى اختناق الأسماك وموتها.
وأشار إلى أن بعض الصيادين والعاملين على متابعة الأقفاص السمكية في منطقة رشيد، أفادوا بأن الرواسب تعتبر بيئة حاضنة للبكتريا والفيروسات التي تؤثر علي الأسماك وتؤدي بها إلى النفوق، مؤكدا أن الأسماك المطروحة في الإسكندرية سليمة ولا علاقة لها بالكميات النافقة في رشيد، خاصة وأنه يتم إعدامها أولا بأول لتفادي نقلها إلى أماكن أخرى.
الأسعار
في حين أوضح جابر عبد الصبور، تاجر أسماك في منطقة بحري، أن انخفاض أسعار الأسماك يعد أمر طبيعي بسبب تزايد مخاوف المواطنين ما يعني قلة الطلب وزيادة العرض، بالإضافة إلى أن هذا التوقيت يشهد وفرة في بعض الأصناف وفقا للموسم.
ولفت إلى أن متوسط سعر كيلو البوري تراجع بنحو 10 جنيهات ليتراوح سعره بين 35 إلى 50 جنيها في الأسواق، بينما تراجع سعر كيلو البلطي نحو 5 جنيهات ليتراوح سعره بين 20 إلى 25 جنيها، مرجعا ذلك إلى زيادة العرض وقلة الطلب وليس بسبب وجود أسماك غير صالحة بالأسواق.
التموين: أسواق الإسكندرية آمنة
قال محمد سعد الله وكيل وزارة التموين بالإسكندرية، إن المديرية تابعت ما جرى تداوله بشأن وجود أسماك نافقة بأسواق الإسكندرية، وشكلت حملات تموينية للتأكد من صحة المعلومات، لافتا إلى أن نتائج مسح الأسواق لم تسفر عن رصد أي كميات متعلقة بهذا الشأن، وأن الوضع آمن في كافة أسواق الإسكندرية.
وأضاف سعد الله، في تصريح صحفي، أن ما تم تداوله من تحذيرات بين المواطنين ناشئ من ضبط كميات الأسماك النافقة داخل محافظة البحيرة والتي جرى إعدامها، مشيرا إلى أن الحملات مازالت مستمرة بالتنسيق مع الطب البيطري لرصد أي أسماك غير صالحة محتمل تسريبها من أي محافظة أخرى حفاظا على صحة المواطنين.