رفع وزير الخارجية الإيراني من احتمالية اندلاع "حرب شاملة" في المنطقة "حتى آخر جندي أمريكي" حال نفذت الولاياتالمتحدة أو المملكة العربية السعودية ضربات جوية ضد بلاده، في أعقاب هجوم على منشآت نفطية سعودية بداية الأسبوع والتي اتهمت واشنطنوالرياضطهران بالوقوف ورائه. وقال محمد جواد ظريف في مقابلة مع شبكة سي إن إن الإخبارية بثتها الخميس إن إيران تآمل في تجنب اندلاع نزاع في المنطقة، مضيفا أن بلاده مستعدة للدخول في محادثات مع السعودية والإمارات. بيد أن ظريف استبعد العودة للمفاوضات مع الولاياتالمتحدة قبل أن ترفع واشنطن كامل العقوبات كما تعهدت في الاتفاق النووي الإيراني في 2015. ونفى ظريف تورط بلاده في الهجمات على منشآت عملاق النفط السعودي أرامكو يوم السبت الماضي، والتي أججت التوترات في المنطقة. وزعم الحوثيون اليمنيون، المدعومون من إيران، أنهم نفذوا الهجمات لكن الولاياتالمتحدة وفرنسا شككوا في الرواية الحوثية. وتأخر الزعم الحوثي للهجمات لأكثر من ثماني ساعات على غير العادة، حيث أنهم يسارعون في الإعلان عن اي هجمات ضد السعودية. وأكدت وزارة الدفاع السعودية يوم الأربعاء أن الهجوم تمّ "بدون أدنى شك" بدعم من إيران لكنّه لم ينطلق من اليمن، الواقع جنوب السعودية، بل من موقع شمال المملكة يجري التحقق منه. وتقع إيران والعراق شمال المملكة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد الركن تركي المالكي في مؤتمر صحفي في الرياض عرضت فيه بقايا صواريخ وطائرات مسيرة "نواصل تحقيقاتنا لتحديد الموقع الدقيق الذي انطلقت منه الطائرات المسيرة والصواريخ"، مشيرا إلى أن المهاجمين استخدموا 18 طائرة مسيّرة وسبعة صواريخ من طراز "كروز". وقالت الشبكة الأمريكية إن ظريف لم يقدم أية أدلة تثبت أن الحوثيين هم الذين نفذوا الهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ. قال ظريف: "لا أستطيع أن امتلك أي ثقة بأنهم نفذوه لأننا سمعنا بيانهم فقط. أعرف أننا لم ننفذه. أعرف أن الحوثيين أعلنوا أنهم نفذوه." وباتت طبول الحرب تقرع بشدة من الهجوم الذي اثر على سوق الطاقة العالمي قبل أن تعلن السعودية استئناف ضخ النفط. ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسؤولي وزارة الدفاع (البنتاجون) إلى تقديم خطة لرد محتمل على الهجوم، غير أنه هدئ من نبرة تصريحاته مساءئ الأربعاء. وقال ترامب إن الحرب هي الخيار النهائي في التعامل مع إيران وإن هناك الكثير من الخيارات الكثيرة الأخرى قبل اللجوء إلى ذلك. وأضف للصحفيين في لوس انجلوس "هناك الكثير من الخيارات. هناك الخيار النهائي وهناك خيارات أقل من ذلك بكثير. وسوف نرى". وأضاف "أقول إن الخيار النهائي يعني الحرب". ووصف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي زار السعودية وتوجه إلى الإمارات الخميس، الهجوم بأنه "عمل من أعمال الحرب." واتفق بومبيو مع وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على ضرورة "محاسبة النظام الإيراني"، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأمريكية مساء الأربعاء. وردا على سؤال عن عواقب ضربة أمريكية أو سعودية على إيران، قال ظريف إنها "حرب شاملة." وأضاف: "لا نريد الدخول في مواجهة عسكرية." وقال إن أي رد عسكري بناء على "الخداع" بشأن هجمات السبت من شأنه أن يتسبب في "الكثير من الضحايا. "لكننا لن نغض الطرف عن الدفاع عن أراضينا". لا مفاوضات دون رفع العقوبات واستبعد ظريف احتمالية العودة لطاولة التفاوض مع إدارة ترامب، إذا لم ترفع الولاياتالمتحدة كامل العقوبات كما تعهدت في الاتفاق النووي. وانسحبت الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي في مايو 2018. وفرضت إدارة ترامب المزيد من العقوبات على طهران، والتي توجها ترامب في مايو الماضي بحظر بيع أو شراء النفط الإيراني. وظريف نفسه على قائمة العقوبات الأمريكية. وقال ظريف: "لماذا نتفاوض؟ لماذا يجب أن نبدأ في شيء اخر قد يكون غير صالح في غضون عام ونصف." في إشارة إلى الانتخابات الأمريكية المقررة العام المقبل واحتمالات خسارة ترامب. وأشارت سي إن إن إلى أن رفع العقوبات قد يغير من حسابات طهران ويفتح الباب أمام إمكانية الدخول في محادثات. وقال ظريف: "إذا رفعوا العقوبات التي فرضوها بشكل غير قانوني، فالوضع سيكون مختلفا. حينها يمكن أن ندرس (الدخول في محادثات)." وتسبب العقوبات الأمريكية في شلل الاقتصاد الإيراني، إذ ارتفعت الأسعار بشدة وتدهورة قيمة العملة، وهناك نقص شديد في الغذاء والدواء في إيران، بحسب سي إن إن.