اغتيال البراءة بورقة عرفي.. حكايات من دفتر أحوال قاصرات الشرقية

من ظاهرة إلى واقع أليم، في مجتمع لا يرحم، كبيرًا ولا صغيرًا، تحول زواج القاصرات إلى عادة، انتشرت وسط المجتمعات الريفية كالنار في الهشيم، إعصارًا يأكل الأخضر واليابس، مخلفًا وراءه قاصرات حطمهن الأباء والأزواج بورقة عرفي، وكسر ظهورهن الزمن الذي جار عليهن، بعدما لفظهن القانون، وتبرأ من هذه الزيجات.. وبرغم القوانين الكثيرة التي سنتها الجهات التشريعية مؤخرًا والخاصة بتحديد سن للزواج، وغيرها، إلا أن الأباء ينظرون إلى الأمر على أنه ستر لبناتهن، في ظل انتشار ظاهرة العنوسة.
زواج القاصرات.. طفت على الساحة مؤخرًا عدة وقائع، لعبت فيها القاصرات دور البطولة، وبرغم أن الظاهرة ليست جديدة، إلا أنها استشرت بشكل كبير، فخلال أسبوع واحد فقط ظهرت 5 وقائع جميعها انتهت بشكل درامي، وما خفي كان أعظم.
فيس بوك
البداية من الشرقية، حيث بدأت الواقعة، ببلاغ من أسرة "ه. ف" 16 سنة، طالبة بالصف الأول الثانوي، مقيمة بإحدى القرى التابعة لدائرة مركز شرطة ديرب نجم، بغيابها عن منزل الأسرة منذ يومين.
وتبين أن الفتاة تعرفت على موظف بالمعاش، مُقيم بالقناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ونشأت بينهما علاقة عاطفية انتهت بالزواج العرفي، فيما جرى تحديد مكان الفتاة وضبطها، لتعترف أنها هربت بإرادتها.
حرر عن ذلك المحضر رقم 3812 إداري ديرب نجم لسنة 2019، وبالعرض على النيابة العامة قررت حبس المتهم وتسليم الفتاة إلى أسرتها.
اعتراف وتعهد
3 أيام فقط مرت على الواقعة الأولى، وكان أهالي صان الحجر على موعد مع جريمة جديدة، حيث أبلغ أحد الأهالي عبر الخط الساخن لنجدة الطفل، عن قيام "علي. ع" و"خضرة. م" زوجين، بإخراج ابنتهما "ولاء" 15 سنة، من التعليم لأجل تزويجها خلال أسبوع.
وعلى الفور، قررت النيابة العامة استدعاء الزوجين، وبمواجهتهما أقرا بصحة البلاغ، فيما جرى أخذ تعهد عليهما بعدم زواج الفتاة إلا عند بلوغها السن القانوني، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 1528 إداري صان الحجر لسنة 2019.
إنجاب وطلاق واغتصاب
"ضحية العرفي".. وصف إعلامي اشتهر وانتشر عن واقعة الطفلة "فاطمة" بنت ال 13 سنة، والتي تزوجت مرتين وأنجبت وتطلقت من زوجيها، قبل أن تتعرض للاغتصاب على يد جارها أمام زوجته.
الطفلة فَجرت مفاجأة أمام النيابة العامة، حيث أوضحت أنها تعرضت للاغتصاب على يد زوج جارتها، والذي صورها بعلم زوجته، وذلك بعدما كانت تعيش برفقتهما بعد زواجها مرتين وطلاقها، وإنجابها طفلًا وهي لا تزال طفلة لم تُكمل عامها ال 13 بعد.
التحقيقات في الواقعة أشارت إلى أن الزواج تم في المرتين بعلم ورضا والد الطفلة، والذي زوجها بعقود عرفية، حيث طلقها زوجها الأول وهي حامل في طفلها، قبل أن يتزوجها الثاني ويطلقها بعد شهرين فقط من الزواج، لكن الزواج والطلاق والإنجاب لم يكن نهاية مأساة الصغيرة؛ التي تعرضت للاغتصاب على يد زوج جارتها، وصورها عارية أمام زوجته.
قرارات النيابة العامة شملت حبس كلًا من والد الفتاة وأحد زوجيها وجارتها، مع ضبط الزوج الثاني وزوج جارتها (هاربين)، وإيداع الطفلة وطفلها بإحدى دور الرعاية بمنطقة "عين شمس" بالقاهرة.
زواج وحمل
بلاغًا تلقاه مركز شرطة أبو كبير يفيد اتهام "كريم. م" 19 سنة، بالتعدي جنسيًا على شقيقته "ن" 16 سنة، ما أسفر عن حملها في جنين بشهره السابع، جرى على إثره اصطحاب الاثنين والتحفظ عليهما تحت تصرف النيابة العامة، وحرر عن ذلك المحضر رقم 288 / 17 أحوال أبو كبير لسنة 2019.
خلال عرض الشقيقين على النيابة العامة حضر عامل، في ال 56 من عمره، وقدم عقد زواج عرفي يربطه بالطفلة بتاريخ سنة ماضية، لتقرر النيابة العامة إخلاء سبيل الشاب، وحبس الزوج واستدعاء والد الفتاة وحبسه هو الآخر، بتهمتي هتك العرض بالرضا للأول، وزواج قاصر للثاني.
عروسة العيد
جرت الواقعة قبل أيام؛ عندما تلقى خط نجدة الطفل، بلاغًا بقيام والد الطفلة "ريهام. ع" 13 سنة، بتحديد موعد زفافها ثالث أيام عيد الأضحى، على" إسلام. أ" 25 سنة، وحرر عن الواقعة المحضر رقم 4299 إداري الحسينية لسنة 2019.
وبالعرض على النيابة، قررت استدعاء الأب وعريس الطفلة، وطلب تقرير لجنة حماية الطفل حول الواقعة، قبل أن تنتهي التحقيقات بصدور قرار النيابة بإخلاء سبيلهما، وتكليف اللجنة بمتابعة حالة الطفلة.