هل ينقص رمضان إذا كان شعبان تامًا؟

رغم إعلان معهد البحوث الفلكية أن عدد أيام شهر رمضان المبارك الجاري ستكون 29 يوما، يدور سؤال بين البعض حول ما إذا كان شهر شعبان أتى ثلاثين يوما فلا بد أن يكون شهر رمضان تسعة وعشرين يوماً، لأنه من المستحيل أن يتعاقب شهران قمريان كلاهما ثلاثون يومًا؟
تقول كتب الفقه إن هلال رمضان يثبت بالرؤية عند جميع أهل العلم؛ لقول النبي ﷺ: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته؛ فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين [رواه مسلم] وفي اللفظ الآخر: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته؛ فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين [رواه ابن حبان]. وفي اللفظ الآخر: فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا [رواه البخاري].
والمقصود أنه يصام بالرؤية ويفطر بالرؤية، فإن لم يُرَ وجب إكمال شعبان ثلاثين يومًا ثم يصومون، ويجب إكمال رمضان ثلاثين ثم يفطرون، إذا لم تحصل الرؤية، ما يثبت أنه لا دليل في الشرع على عدم توالي أشهر تامة أو ناقصة، فلو لم ير الهلال أزمنة طويلة فإن الواجب تكميل الشهور كلها.
وفي فتاواه يقول الإمام ابن باز، ردا على سؤال (هل عدم اكتمال 3 أشهر هجرية يستلزم اكتمال الرابع؟) إنه لا يجوز الصوم حتى يعلم أنه دخل الشهر، بإكمال شعبان ثلاثين، أو برؤية الهلال، ولا يلتفت إلى الغيم ولا مسألة كون الشهر قد يتم وقد ينقص في بعض الشهور؛ لأن العمدة على الرؤية أو إكمال العدة.
ويقول الشيخ محمد عليش المالكي في كتابه "منح الجليل": ذكر ابن رشد في جامع المقدمات نحو ما ذكره علي الأجهوري قائلا لا تتوالى أربعة أشهر ناقصة أو تامة إلا النادر... قلت ما ذكره ابن رشد ليس نحو ما ذكره علي الأجمهوري لزيادة ابن رشد قوله إلا في النادر فلم يجعل القاعدة كلية فلذا ألغاها الإمام رضي الله عنه".