قبل أيام من قدوم شهر رمضان، كانت شيري عدلي، الطالبة بكلية السياحة والفنادق، تبحث عن فكرة تسعد بها جيرانها، جمعت وشقيقتها أشجان الأموال من أصدقائها وجيرانها بالشارع الذي تقطن به بشبرا؛ لشراء الزينة الرمضانية لتزين محيط منزلها. "إحنا كمسيحيين بنحب أيام رمضان"، تقولها أشجان عدلي، صاحبة ال24 عاما، مضيفة: "كلنا بنحب رمضان وبهجته ولمة صحابنا والناس اللى بنحبها". "تجمع الناس في التراويح وسهرهم لحد الفجر في الشارع حاجه بتخلينى أستنى رمضان كل سنة"، تقول مونيكا عطاالله، التي تقيم بشارع العريش بمنطقة فصيل بالجيزة، مشيرة إلى أن مظاهر الشارع كلها بتبقي مختلفة، والزينة الرمضانية الممتدة بين بلكونات البيوت تدخل السرور على المارة. تسترجع مونيكا الطالبة بكلية الإعلام، لحظات الطفولة عندما كانت تطلب من والدها شراء فانوس لها: "بحب الأجواء الرمضانية جدًا، وبحب الناس اللي بتعمل خير للناس". وتتمنى أن يستمر الناس في عمل الخير في باقي الشهور "نفسي روح رمضان تفضل السنة كلها". "بحب رمضان جدًا وبحب لمة الناس وهما متجمعين بيشتروا السحور"، قالتها جينا رأفت متحدثة عن جيرانها بمنطقة سانت تريز بشبرا. وترى صاحبة ال22 عاما أن "أيام رمضان تسعد قلبها وتتوقف فيه الصراعات والمشكلات اليومية المعتادة"، مشيرة إلى أنه يسعدها تجمعات الناس حول مائدة الرحمن أسفل منزلها. وعلى الرغم من اختلاف دينها إلا أنها تنتظر يوميًا لسماع مدفع الإفطار، "في رمضان عمرنا ما حسينا إننا مسيحيين كلنا بنفرح برمضان وبنستنى هلاله". "أنا وصحابى مسلمين ومسيحيين بنتفق على يوم نصوم فيه ونفطر سوا بره أو في بيت حد مننا"، تقول جينا مؤكدة حرصها أيضا على حضور الإفطار الجماعي الذي اعتادت كليتها تنظيمه كل عام، "التجمع مع أصدقائي على تربيزة واحدة تجمعنا بغض النظر عن ديننا، شعور بيبقى مختلف بحس قلبى فرحان لما بستنى صوت الأذان علشان نفطر". تبتسم الشابة قبل أن تضيف: "بعد الصلاة أنتظر جارتنا تجيب لنا القطايف والكنافة، وفاكرة وأنا صغيرة كنت بطلب من المسحراتي ينادي علي باسمي". ميزات عدّة تراها ميرنا نعيم، المقيمة بشبرا في شهر رمضان الذي تصفه بشهر الأمان والحب: "فكرة إننا نمشي بالليل في الشوارع مطمنين، الكل فرحان الزينة واللمبات بيدي الشوارع جو بفتقده بعد رمضان". تسعدها مواقف جيرانها وجو الألفة: "التمر حاجة أساسية قبل الفطار بكام ساعة بنبعت نجيبه وممكن منشربوش غير كل رمضان". تتذكر الفتاة قبل عامين عندما كانت تعود برفقة جدها وتمر بجوار إحدى موائد الرحمن بمنطقة البصراوي بإمبابة: "الناس فضلت تشد فينا علشان نفطر وإحنا بنرفض ولما عرفوا إننا مسيحيين أصروا أننا نقعد وسطهم ونفطر معهم". رمضان الشهر الوحيد الذي تجتمع فيه الأسرة لمتابعة المسلسلات أو البرامج الرمضانية، وتفرح ميرنا عندما يعطها الجيران بلحا أو عصير مع اقتراب موعد الإفطار أثناء تواجدها في الشارع: "بحس الناس بتبقى عاوزة تعمل خير من قلبها ". "بنفطر على مائدة واحدة مسلم ومسيحي مفيش فرق في شهر الخير"، يقول هاني ماهر، فني كهربائي بالعاصمة الإدارية ، حيث يعمل بين العديد من المسلمين، ويتذكر مواقف يسردها بابتسامة: " كنت لما أحب أشرب ميه أستخبى علشان صحابي المسلمين صايمين وكنا بنأجل أكلنا علشان نتجمع كلنا وناكل مع بعض بعد أذان المغرب".
