"شارع 306".. عندما يتحول الشغف بالطهي إلى مصدر رزق (صور)

قرر جميل أحمد، الشاب الثلاثيني، أن يحول حبه للطعام الأسيوي وهوايته في طهيه إلى مصدر للرزق.
وجد أحمد ضالته بعدما سمع عن مشروع شارع 306 بمنطقة مصر الجديدة وهو عبارة عن مبادرة من شركة أسواق مصر إكسبريس للتطوير والإدارة التابعة لشركة تحيا مصر القابضة للاستثمار لدعم الشباب من خلال السماح لهم بإنشاء عربات الأكل مجمعة في منطقة واحدة.
يقول أحمد، الذي التقاه مصراوي، في جولة داخل شارع 306 بمصر الجديدة إنه ترك عمله في مجال المبيعات، لتقديم الأوراق المطلوبة إلى المحافظة لتكون عربته أول عربة تصنع الكل الأسيوي بشارع 306.
وافتتح عدد من الوزراء ومحافظ القاهرة شارع 306 بمنطقة ألماظة، الأسبوع الماضي، بهدف دعم الشباب من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
ولاقت عربة أحمد إقبالاً كبيراً منذ بداية اقتتاح الشارع، كما يتمني أن تزيد نسبة الإقبال، بحسب قوله.
عدة عوامل دفعت أحمد، الذي يطلق على مشروعه "آسين جريل"، إلى تقديم الأكل الأسيوي أبرزها أن عربته أول عربة تقدم الأكل الآسيوي في مصر بخلاف عدد قليل من المحلات التي تقدم هذة النوعية من الطعام.
إذا كان حب الطهي هو الذي دفع أحمد لترك عمله وإنشاء عربة الطعام الآسيوي فإن أحمد السيد، كان لديه دافع آخر وهو حب الإبتكار.
يعمل السيد، كشيف في أحد المطاعم بالقاهرة، ويقول إن "حلمه هو إنشاء مطعم خاص به، لذلك عربة الأكل ستكون بداية حلمه".
وبحسب السيد، فإنه عمل على دراسة جدوى للمشروع الخاص به، ثم تقدم بالأوراق المطلوبة لمحافظة القاهرة منذ عام، ثم درست المحافظة الفكرة جيدا، وبعد إجراء مقابلة معه عن طريق المحافظة، تضم عددًا من المتخصصين في الصناعات الغذائية جاءته الموافقة على المشروع.
وذكر السيد، أن من الشروط اللازمة التي تفرضها المحافظة لقبول المشروع ألا يكون صاحب المشروع لديه مشروع آخر خاص به غير المتقدم به.
ومن بين الشروط التي فرضتها المحافظة أيضًا على أصحاب المشاريع، أن يكون المشروع متخصص في نوع واحد من الأغذية أو المشروبات.
وقال السيد إن المحافظة عملت على التحري وراء فكرة المشروع، ثم أرسلته له رداً بالموافقة أو الرفض.
سمع أحمد عن شارع مصر، وتقدم للحصول على تصريح، لكن الحظ لم يحالفه، ثم سمع عن تكرار التجربة في منطقة ألماظة بشارع 306، فتقدم وحالفه الحظ هذه المرة.
وشارع مصر كانت المبادرة الأولى من صندوق تحيا مصر، لإنشاء شوارع تضم مشروعات الشباب، تشجيعا لهم، تحت مسمى شارع مصر، وبدأت التجربة بالفعل في حي النزهة، بشارع البحر بشيراتون، وافتتح الشارع العام الماضي ليأتي شارع 306، الذي تم افتتاحه الأسبوع الماضي بمصر الجديدة، كتجربة ثانية للفكرة.
ليس للأحلام عمر محدد، فقبل 10 أعوام كان حلم محمد القاضي، البالغ من العمر 40 عاماً مشروعاً خاصاً لتأمين حياة مستقرة له ولأسرته، إلى أن تحقق الحلم ليقف بين عشرات الشباب، أمام عربته المتنقلة لبيع الماكولات بشارع 306.
حكى القاضي، لمصراوي أثناء جولته بشارع 306، أنه قرر أن يستفيد بخبرته التي كونها طيلة فترة عمله في مطعم متخصص في تقديم مختلف أنواع اللحوم، في عربة خاصة له تحمل اسم "تريلا"، تقدم مختلف أنواع سندوتشات اللحوم بأسعار أقل ثمناً من أسعار المطاعم.
يقول القاضي إن تكلفة العربة نحو 20 ألف جنيهًا، تم إقتراضهم من صندوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وسيكون السداد على عام من بداية انطلاق شارع 306.
قبل عام، قرر القاضي ترك عمله ك "جرسون" في أحد المحلات التي تقدم مختلف أطباق اللحوم، ليبدأ في تنفيذ مشروعه، ليرتب أفكاره ويجهز الأوراق المطلوبة، ويبدأ في تجميع عدد من الشباب للعمل معه في عربة تتخصص في تقديم السندوتشات اللحوم بكل أصنافها.
وفي أكتوبر الماضي تلقى القاضي الموافقة من قبل المحافظة على مشروعه، وبعدها جهزت المحافظة العربة المناسبة لفكرة مشروعة من خلال القرض الذي حصل عليه من صندوق المشروعات.
وبحسب القاضي فإن المحافظة توفر الأمن لأصحاب عربات الطعام، كما تسهل عملية الحصول على التراخيص الخاصة بالعربة.
وتشرح نيفين جامع، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أن مشروع شارع 306 هو نتيجة تعاون بين صندوق تحيا مصر وجهاز تنمية المشروعات وعدة وزارات، بهدف توفير عربات للمأكولات بشكل رسمي ومتحضر بعيدًا عن العشوائية.
وأوضحت جامع، أن وزارة الاستثمار خصصت كمرحلة أولى 50 مليون جنيه تقدم كقروض للشباب لتنفيذ مشروعاتهم في شارع 306 بجميع المحافظات.
وتبدأ تكلفة عربة المأكولات في شارع 306 من 40 إلى 700 ألف جنيه، بحسب جامع.