وسط تخوفات من تكرار سيناريو الموسم الماضي في توريد المحصول، بدأ المزارعون رش أراضيهم بتقاوي القمح، على أمل أن تحدد الحكومة لهم سعرًا مناسبًا. ويأتي ذلك بعد إعلان الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة، انخفاض إنتاج مصر من القمح للمرة الأولى الموسم الماضي، بنسبة وصلت إلى 9.7% نتيجة لعدم تحديد وقت وسعر توريد أردب القمح من المزارعين. وفي محاولة لتجنب ما حدث العام الماضي، أعلنت وزارة الزراعة استعدادها لهذا الموسم بمختلف قطاعتها، لتحسين المحصول والتوسع في زراعته، من خلال توفير كافة الاحتياجات الخاصة بالنهوض بموسم القمح. وقال الدكتور عباس الشناوي، رئيس قطاع الخدمات الزراعية، إن الوزارة أصدرت منذ شهر قرارًا بحصول مزارعي القمح على 2 شيكارة سماد من الجمعية التابع لها كل مزارع، إلى جانب توفير التقاوي بالمنافذ والجمعيات. وأضاف الشناوي، لمصراوي، أننه تم عقد ندوات إرشادية بواسطة مهندسي الإرشاد الزراعي المتخصصين في بحوث القمح، على مستوى الإدارات الزراعية والوحدات والمديريات بالتعاون مع مسئولي الجمعيات الزراعية. وأكد رئيس قطاع الخدمات الزراعية، أن الفدان يحتاج 2 شيكارة، موضحًا أن الوزارة وفرت الشيكارة بسعر 130 جنيهًا بدلا من 230 جنيهًا، وتستمر عمليات الصرف حتى منتصف شهر ديسمبر المقبل. وكانت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وفرت 14 صنفًا من القمح استعدادًا للموسم الزراعي الشتوي الجديد، كما استعدت منافذ الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي بمختلف المحافظات، والتي تتميز بمقاومتها لأمراض القمح وقدرتها الأعلى على تحمل الملوحة والظروف البيئية، وقدرتها على تحقيق إنتاجية أعلى، وذلك ضمن خطة الدولة لزيادة الإنتاج وتقليل الفجوة الغذائية من المحصول. وقال الدكتور محمد يوسف رئيس مديريات الزراعة، إن زراعات الصعيد تبدأ أولًا، حيث بدأت من 1 حتى 15 نوفمبر الجاري، موضحًا أنهم يستهدفون زراعة 3 مليون و400 ألف فدان، مقارنة بالعام الماضي والذي شهد زراعة 3 ملايين و156 ألف. وحذر يوسف، في حديثه لمصراوي، من أن عدم الالتزام بمواعيد الزراعة المناسبة يؤدي إلى انخفاض المحصول بما لا يقل عن 25% من الإنتاج. كما أكد الدكتور علاء خليل، رئيس معهد بحوث القمح، أن نظام الزراعة على المصاطب يوفر المياه ويعطي إنتاجية أعلى، إلى جانب أنه يدعم كل الجهود المبذولة لزيادة إنتاج القمح سواء بالتوسع الأفقي بزيادة المساحة المنزرعة، أو التوسع الرأسي بزراعة الأصناف الجديدة عالية الإنتاجية. وأوضح خليل، لمصراوي، أن تطبيق التوصيات الفنية الخاصة بهذه الأصناف، من شأنه زيادة إنتاجية هذه الأصناف، مشددًا على أهمية حماية المحصول من الآفات الضارة ومكافحتها لضمان سلامة محصول القمح. وقال إن زراعة القمح على المصاطب لها الكثير من المميزات منها توفير 25% من معدل التقاوي الموصي بها، و25% من مياه الري المستخدمة عن طرق زراعة القمح الأخرى، كما تعظم الاستفادة من الأسمدة المضافة وخاصة التسميد الأزوتي لتقليل الهدر منه في المياه، وتعمل على خفض فرص إصابة القمح، وزيادة الإنتاج الكلي بسبب انخفاض كمية التقاوي المستخدمة حيث يزداد التفريع ويزداد حجم السنابل ووزن وعدد الحبوب بالسنبلة الواحدة.