وصلت معدلات الإنفاق المالي السياسي في الانتخابات النصفية الأمريكية الجارية إلى معدلات غير مسبوقة، فوصل إجمالي ما أنفقه السياسيون المرشحون والأحزاب والمنظمات الداعمة غير الربحية إلى حوالي 4.7 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 5.2 مليار. نشرت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية هذه الأرقام نقلا عن مركز أمريكي غير سياسي، وأشارت إلى أن الديمقراطيين أنفقوا حوالي 2.5 مليار دولار، في حين كان إنفاق الجمهوريين 2.2 مليار تقريبًا. وقالت المديرة التنفيذية لمرز "أولن سيكرتس" أو "الأسرار المعلنة"، شيلا كرومولز، في تصريحات للصحيفة الأمريكية، إن تأثير الانتخابات النصفية بالكونجرس الأمريكي ذات أهمية واضحة. وتابعت: "لكن لو كانت أمواجها زرقاء (إشارة إلى الديمقراطيين) أو حمراء (الجمهوريين)، فإن الأمر الوحيد المؤكد هو أن موجة الأموال التي سيتم إنفاقها، والتي تأتي من المتبرعين الأثرياء". وكانت الانتخابات التي شهدت الإنفاق الأكبر في عام 2014، حيث ضخ الحزبين وداعميهم 3.8 مليار دولار تقريبًا، وهو بحسب المركز الأمريكي ما يجعل الانتخابات الحالية "الأغلى في التاريخ". وارتفع معدل التبرعات لصالح الحزب الديمقراطي هذا العام بشكل كبير، حيث حصل مرشحو الحزب الأزرق لمجلس النواب على حوالي 951 مليون دولار، بينما مرشحو الشيوخ حصدوا 513 مليون. أما الحزب الجمهوري فجمع مرشحوه لمجلس النواب 637 مليون دولار، أما مرشحو الشيوخ فاستطاعوا ضمان 361 مليون دولار. وكانت النساء أكثر من تبرع لصالح الديمقراطيين، حيث وصلت أموال التبرعات النسائية للحزب إلى 308 مليون دولار، مقابل 90 مليون دولار فقط للجمهوريين. كما ساهم المتبرعون الصغار في حوالي 16% من أموال الديمقراطيين، وهم من يتبرع بأقل من 200 دولار. أما الجمهوريين فكان نصيب هؤلاء المتبرعين الصغار حوالي 8% فقط. ويُجري التصويت يوم الثلاثاء على جميع أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435، بالإضافة إلى ثلث مقاعد مجلس الشيوخ (35 سيناتور من مجموع 100). ويأمل ترامب الحفاظ على أغلبية المقاعد في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون (51 عضوا لصالحهم مقابل 49 للديمقراطيين) وعلى مجلس النواب الذي يضم 235 نائبا من الحزب الجمهوري و193 من الحزب الديمقراطي.
