حلقة الأنفوشي.. أشهر مزاد لخيّرة أسماك الإسكندرية (قصة مصورة)

تصوير-محمد حسام الدين:
أجواء الشتاء تطل على شوارع الإسكندرية، اقترب موعد الفَجر، الهدوء يلف الأنحاء، على الكورنيش، داخل الشوارع، في البيوت، الجميع غائص في النوم، لكن حلقة الأسماك في منطقة الأنفوشي تمتليء بحياة كاملة، ضجيج ونداءات وحركة سريعة هنا وهناك، من تُجار وعمال وباعة صغار، يُجهزون المكان لبدء عمليات البيع حين يتبين الخيط الأبيض من الأسود للفجر.
في الساعات الأخيرة من كُل يوم تستقبل حلقة الأسماك بالأنفوشي القريبة من قلعة قايتباي، مراكب الصيادين المُحملة بكميات كبيرة من أنواع أسماك مختلفة، ينقلها الذين يعملون في الحلقة بهمة ونشاط.
بعد آذان الفَجر مباشرة لا يوجد موطأ لقَدم، إذ يتراص التجار الكبار بجوار بعضهم، أمام كلا منهم بضاعته من الأسماك، ويلتف حولهم البائعين القادمين لشراء بضاعتهم طازجة.
عملية الشراء تتم من خلال مزاد علني، يُعلن التجار أسعارهم على مسمع ومرأى من الجميع، يختلف معهم القادمون للشراء، ثم يُتفق على سعر مُحدد كبداية ثم ينطلق المزاد.
الحصول على أي نوع السمك هي مسألة بسيطة في حلقة الأنفوشي، إذ تتنوع البضاعة المعروضة من جمبري وبلطي وباربون ولوت ودنيس وغيرها من المأكولات البحرية.
بعد إنتهاء المزاد، تُنقل الأسماك في طاولات تزن الواحدة منها نحو 22 كيلو سمك إلى عربات ومنها إلى التجار الصغار أو مطاعم السمك الشهيرة في الإسكندرية.
حلقة الأنفوشي مساحتها تصل إلى نحو ألفين متر، تشمل المنطقة الداخلية والخارجية من المكان، التي تسع التجار الكبار والبائعين الصغار.
تعمل الحلقة يوميًا على مدار الأسبوع، ليس هناك يوم للإجازة، ويستمر العمل حتى الساعة الثامنة صباحًا للتجار الكبار، ثم يستمر إلى نهاية اليوم بالنسبة لبائعي السمك بالقطاعي.
العمل ليس حكرًا على الرجال فقط في حلقة الأنفوشي، هناك سيدة تعمل كتاجرة في المكان، تقف وسط الباعة لتنادي على بضاعتها، وهي من أبرز الشخصيات هناك.
الحلقة تحوي أيضًا 9 ثلاجات مُخصصة للأسماك التي تصل إلى الحلقة مبكرًا أو تحتاج إلى تخزين، غير أن المكان في حاجة أكثر لعدد من الثلاجات والعناية بشكل عام.
يُفضل عدد من أهالي الإسكندرية أو الزائرين من المحافظات الأخرى الحضور إلى حلقة الأنفوشي لاختيار الأسماك الطازجة بأنفسهم، خاصة أن أسعارها أفضل من الأسواق الخارجية.