"ملحقتش الطابور".. "هناء" استعجلت الوصول إلى المدرسة فصدمها القطار

في طريقها إلى مدرستها الإعدادية التي تعمل بها كمعلمة لغة الإنجليزية، بمدينة دمنهور نظرت هناء إلى ساعتها، وجدتها تقترب من السابعة، كان عليها أن تصل إلى عملها قبل بداية طابور الصباح للقيام بمهامها الإشرافية، "هسبقك أنا علشان اتأخرت" قالتها وهي تسرع الخطى مخاطبة ابنها الذي كان يسير بجوارها في طريقه هو الآخر لمدرسته.
لدى اقترابها من مزلقان المساحة كانت أصوات أجراس الإنذار تختلط بصافرات القطار المتصاعدة تدريجيا إيذانا باقترابه، الجميع في وضع السكون انتظارا لمروره، لم تتوقف هناء، كان كل ما يشغلها اللحاق بالطابور، قررت تجاوز البوابات المغلقة إلا أنها أساءت تقدير المسافة بينها وبين القطار فصدمها، لتلفظ أنفاسها في الحال.
يقول شاهد عيان: "عامل المزلقان حاول يحذرها من قدوم القطار بس قالتله أنا شايفاه وأصرت تعدي، بعدها لقينا طفل بيدور على أمه وبيقول أمي كانت قدامي مش لاقيها، سألناه عن اسمها، قال "هناء" طلعنا بطاقتها من شنطتها ولقيناها هي، الطفل انهار وجاتله صدمة".
وتقول حنان زميلة الراحلة: " كانت مستعجلة وخايفة ماتلحقش طابور المدرسة، وفاتها أصابنا جميعًا بالصدمة وأثر فينا كثيرًا كانت مثالا لحسن الخلق والتفاني في العمل ولا نذكر لها مشكلة واحدة أثارتها رحمة الله عليها، مفكرتش في أي حاجة في سبيل التزامها حتى لو كان الثمن حياتها".
تبلغ لقسم شرطة دمنهور باصطدام أحد القطارات بسيدة ووفاتها، بمنطقة مزلقان المساحة، وتبين أنه أثناء عبور "هناء بركات" 44 سنة - معلمة لغة إنجليزية، بمدرسة االشهيد أحمد عفت الإعدادية بنات بدمنهور، لشريط السكة الحديد من مكان غير مخصص للعبور بجوار المزلقان المشار إليه، اصطدم بها قطار ركاب "الإسكندرية - القاهرة" ما أدى لإصابتها ووفاتها.
نقلت الجثة لمشرحة مستشفى دمنهور العام، وبتوقيع الكشف الطبي عليها بمعرفة مفتش الصحة، أفاد تقريره وجود تهتك جزئي بالرقبة والذراعين وكسر بالساق اليمنى نتيجة الاصطدام بجسم صلب، ولا توجد شبهة جنائية.
بسؤال عم المتوفاة "م .ع.ب" 66 سنة - بالمعاش ومقيم بشارع عبدالباقى سرور، دائرة القسم قرر بمضمون ما تقدم، ولم يتهم أحدًا بالتسبب في ذلك.
حرر المحضر اللازم، وجار العرض على النيابة العامة.