في قلب جزيرة أسوان، تهيأ رمضان الفاضل لجلسة تصوير مع عرسان جدد، منذ عامين خاضّ الشاب العشريني تجربة تصوير الأفراح، فمع ذلك الوقت انتشرت فكرة ال"فوتو سيشن" في بلاد النيل كما يقول المصور. في الثاني من سبتمبر الجاري كان موعد ليلة حنة العريس ابن جزيرة سهيل، والعروس ابنة قرية غرب أسوان، وهو ما اتفقا على أن يلتقطا فيه صورًا تحفظ لهما ذكرى حياتهما الجديدة. بجلباب أبيض مميز لآل النوبة، قطع العريس قرابة 25 دقيقة من قرية إقامته إلى مكان التصوير، فيما تزينت العروس برداء على الطراز الهندي. يقول المصور: مؤخرًا ترغب العرائس في الظهور بشكل مختلف، فلا تتمسك بالزي النوبي التقليدي، بينما ما زالت بعضهن ترتدي "الجِرجار"-بكسر الجيم- اسم الملبس النوبي الخاص بالنساء. رغم ما واجه "الفاضل" من تأخر العروسين عن الساعة المتفق عليها للتصوير، لكنه تمكن من التقاط الصور لهما قبل مغيب الشمس، يذكر أنه يلزم وصولهما إلى الجزيرة أن يستقلا مركبًا في النيل، وللحاق بما تبقى من الوقت، خاصة وأن إحدى المراكب كانت بطيئة. أصر المصور أن يغادر العروسان إلى المركب السريع في وسط المياه "العروسة تعبت شوية عشان تنزل لكن الموقف عدى الحمد لله" يستعيد "الفاضل" المشهد. قبل 7 سنوات بدأ دخول المصورين في أسوان مجل تصوير الأفراح، لكن لاحظ "الفاضل" أنه منذ قرابة عامين انتشرت فكرة ال"فوتوسيشن" بشكل لافت، حتى أصبح من أساسيات إتمام الزفاف "حتى قرى النوبة بقى موجود عندهم.. 75% من شغلي من هناك". "التصوير ده روح.. إن الناس تديني روح في التصوير ده بيفرق" يقول "الفاضل". يبذل المصور أقصى طاقته لكي يكسر الجليد الذي قد يصيب العروسين قبل التقاط الصور، مرة بمشاركتهما رؤية الصور الأولى وأخرى بالمزاح، ولا يتركهم إلا بعد ابتسامة ترتسم على وجوهيهما. لحظة خروج صورة ذات "كادر" جيد، هى الأسعد في نفس "الفاضل" حال العروسين، تترك فيه ذكرى طيبة كما يحتفظ بها الزوجان فيما بعد.