تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تصريحات الحكومة الهولندية حول مسابقة كاركاتير "النبي محمد" صلى الله عليه وسلم، التى يريد زعيم "حزب الحرية" اليميني المتطرف "خيرت فيلدرز" تنظيمها في مبنى البرلمان الهولندي؛ حيث وصفت الحكومة الهولندية هذه المسابقة بالاستفزازية وغير المفيدة، لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع منعها احترامًا لحرية الفكر. هذا ولم يُعلن "فليدرز" حتى الآن تاريخ المسابقة التي ستقام داخل مبنى البرلمان. وأضاف المرصد في بيان كشف من خلاله أن مجلس الوزراء الهولندي تابع في اجتماعه الذي انعقد يوم الجمعة الماضي ردود الفعل المتصاعدة من الدول الإسلامية بسبب هذه المسابقة، واتخذ المجلسُ قرارًا بمخاطبة دول العالم الإسلامي، وتوضيح أن هذه المسابقة لم يتم تنظيمها من قبل الحكومة. ومن جهته سيقوم وزير الخارجية الهولندى "ستيف بلوك" بتوجيه رسالة إلى دول العالم الإسلامي، يوضح فيها أن الحكومة الهولندية تحترم جميع العقائد، وأن مُنظم هذه المسابقة عضو في البرلمان وليس عضوًا في الحكومة، وأن حرية الفكر في هولندا بلا حدود. أما رئيس الوزراء الهولندي "مارك روته" فوصف "خيرت فيلدرز" بأنه سياسي مستفز يحب دائمًا تجاوز حدود حرية التعبير- حسب بيان المرصد- مؤكدًا على أنه لم ير في تنظيم هذه المسابقة أي جانبٍ إيجابي، مهيبًا بجميع أصحاب العقائد أن يكونوا أقوياء أمام مثل هذه الهزات الصغيرة. ويرى مرصد الأزهر أن هذه مسابقة استفزازية، تُقوي ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتغذي مشاعر التمييز والاضطهاد، وتحضُ على الكراهية، وتُعيق انسجام المسلمين في مجتمعاتهم، وتعيد إلى الأذهان كاركتير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذى نُشر في الدنمارك عام 2005 ، وكان سببًا للمظاهرات في جميع أنحاء العالم. لذلك يهيب المرصد بالبرلمان الهولندي رفض هذه المسابقة وإدانتها بأشد عبارات الإدانة. وأشاد المرصد بحرص الحكومة الهولندية على توضيح موقفها من هذه المسابقة، واحترام أعضائها لدول العالم الإسلامي ما يؤكد على أن إهانة الرموز الدينية لا يمكن أن تكون حرية فكر أو تعبير، لأن حرية التعبير مقيدة بما لا يمس معتقدات الغير ومقدساته، ومثل هذه المسابقة تمس عقيدة أكثر من مليار مسلم حول العالم.
