"كلام الناس" يقتل "إيمان" في البدرشين بعلقة موت على يد شقيقها

لم يستطع "محمود ع."، 25 عاما، تجاهل كلام الناس عن أخته "إيمان" التي تكبره ب 23 عاما، خاصة بعد طلاقها، أهالي القرية الواقعة في جنوب الجيزة أكثروا الحديث عن سلوكها، فقرر حبسها وضربها حتى الموت.
مساء الأحد الماضي، بدت الأجواء مستقرة، هدوء يسود ديوان قسم البدرشين، يتفقد العميد خالد فهمي، مأمور القسم، الخدمات ويطلع على سير العم.
تلقى إخطارا عبر جهاز اللاسلكي من المستشفى المركزي بوصول جثة سيدة بها إصابات متفرقة. انطلق رجال المباحث بقيادة المقدم هاني عكاشة، وكيل فرقة العياط والبدرشين، إلى المستشفى، وتبين بالمعاينة الأولية أن الجثة لربة منزل تدعى "إيمان ع."، 45 سنة، بها كدمات بالرأس والعين اليمنى وأعلى الحاجب الأيمن إضافة إلى "حز" حول اليدين.
اقترب الضابط من الأم المكلومة التي لم تستطع منع دموعها، لتخبره أن ابنتها تعرضت لصعق كهربي، لكن علامات الارتباك بدت واضحة على السيدة المسنة، لتزداد الشكوك لدى رجال المباحث، ليوجه اللواء رضا العمدة، مدير مباحث الجيزة، بتشكيل فريق بحث بقيادة نائبه اللواء محمد عبد التواب.
تحريات الرائد محمد أبو القاسم، رئيس مباحث البدرشين، دلت إلى وجود خلافات بين الضحية وشقيقها "محمود"، 25 عاما، سائق توك توك، فضلا عن انتشار رواية بسوء سلوكها، وارتباطها بعلاقة غير شرعية مع أحد الأشخاص عقب انفصالها عن زوجها مؤخرا.
وخلال ساعات قليلة، أكدت جهود البحث والتحري للرائد أحمد يحيى والنقيب أحمد عبد الصمد، معاونا مباحث البدرشين، وجود شبهة جنائية، وأن الجاني هو شقيق المجني عليها، خاصة بعد سماع الجيران أصوات شجار وصرخات من المنزل عشية الإبلاغ عن الواقعة.
انطلقت مأمورية لضبط المتهم، واصطحبته إلى ديوان القسم، ليقر بما اقترفته يديه لشكه في سلوكها، محاولا استجماع قواه التي خارت ليدلي بعدها باعترافات تفصيلية لجريمته، مشيرا إلى أنه بات لا يقوى على تحمل كلام قاطني القرية.
وقال المتهم إنه احتجز شقيقته داخل غرفة بالمنزل، وقيدها بالحبال وإيشارب وسلك كهرباء، واعتدى عليها بالضرب المبرح حتى لفظت أنفاسها الأخيرة: "قتلتها علشان أخلص من كلام الناس"، وعثرت قوات الشرطة على الأدوات المستخدمة في الواقعة، وهاتف الضحية الذي أرشد المتهم عن مكانه أثناء إجراء المعاينة التصويرية، وتم إحالته للنيابة التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيق.