إجراء عملية جراحية يتطلب عمل فحوصات وتحاليل طبية عديدة للتأكد أن الحالة الصحية للمريض تسمح بالتخدير والجراحة، لذلك على مريض السكر أخذ الكثير من الاحتياطات قبل وبعد إجراء العملية الجراحية لتجنب المضاعفات المحتملة قدر الإمكان. نصائح قبل الجراحة لا يوجد مانع من إجراء عملية جراحية لمريض السكر لكن لا بد من ضبط مستوى السكر في الدم قبل وأثناء وبعد الجراحة، وفقًا للدكتور محمد حامد، أستاذ السكر والغدد الصماء بكلية الطب جامعة عين شمس، مؤكدًا أن إجراء الجراحة رغم عدم ضبط السكر يؤدي لالتهاب الجرح بعد العملية فضلًا عن احتمالية تعرض المريض لغيبوبة سكرية أثناء الجراحة نتيجة لتراكم الأسيتون داخل الجسم. يضيف أستاذ السكر والغدد الصماء أن الحاجة لضبط مستوى السكر في الدم تكون أكثر في العمليات الكبرى، كعمليات القلب مثلًا، مقارنة بالعمليات الصغرى أو البسيطة، التي تتطلب فقط ضبط الجرعات التي تتناسب مع مستويات السكر المراد الوصول لها. تتطلب العمليات الكبرى تناول الإنسولين بدلًا من الأقراص، لأنه يساعد على ضبط السكر في الدم في فترة وجيزة فضلًا عن أنه يسهم في التئام الجروح سريعًا ولا يسبب عبئًا على وظائف الكبد التي تتأثر سلبًا بمواد التخدير والأدوية الأخرى التي يحتاج المريض لتناولها. أوضح الدكتور محمد رفيق، أستاذ الجراحة العامة بكلية الطب جامعة الإسكندرية، أنه لا بد من ضبط السكر قبل إجراء العملية الجراحية، وفي حالة ارتفاع نسبته عن المعدل المطلوب سواء أثناء أو بعد إجراء الجراحة لابد من أخذ الإنسولين، مشيرًا إلى أنه في حالات الارتفاع الشديد للسكر يكون المريض معرضًا للإصابة بجلطة في الدم لذلك لا بد من أخذ أدوية سيولة قبل الجراحة كنوع من الوقاية. بعد الجراحة مريض السكر يكون أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى الجراحية أو حدوث التهابات موضع الجراحة، لذلك أكد "رفيق" على أهمية تناول مضاد حيوي قبل وأثناء إجراء العملية الجراحية وبعدها لمدة 48 ساعة كنوع من الوقاية أيضًا. أوصى "حامد" بضرورة التوجه للطبيب على الفور في حالة ملاحظة بعض الأعراض التي تشير إلى حدوث عدوى جراحية، كتورم الجرح أو خروج صديد منه، ارتفاع درجة حرارة الجسم إذا كان الالتهاب شديدًا، وفي هذه الحالة لا بد من معالجته بمضاد حيوي كأي التهاب بكتيري.
