أسعار تذاكر واشتراكات مترو الأنفاق لمدة 3 شهور.. «طلاب وكبار سن»    موعد اجتماع البنك المركزي المصري الثالث خلال 2024.. اعرف الموعد والتفاصيل    حدث ليلا.. زعيم كوريا الشمالية يستعد للحرب والحرائق تشعل تل أبيب | عاجل    فلسطينيون في إسرائيل يطالبون بحق العودة في ذكرى النكبة    عاجل.. وفاة والد نجم الزمالك قبل أيام من نهائي الكونفدرالية    «تغيير تاريخي واستعداد للحرب».. صواريخ زعيم كوريا الشمالية تثير الرعب    أبرزها تبكير صرف المرتبات.. بشائر تنتظر المواطنين الشهر المقبل قبل عيد الأضحى    حكم طواف بطفل يرتدي «حفاضة»    بسبب الدولار.. شعبة الأدوية: نطالب بزيادة أسعار 1500 صنف 50%    مرصد الأزهر يستقبل وزير الشؤون السياسية لجمهورية سيراليون للتعرف على جهود مكافحة التطرف    النائب إيهاب رمزي يطالب بتقاسم العصمة: من حق الزوجة الطلاق في أي وقت بدون خلع    تقسيم الأضحية حسب الشرع.. وسنن الذبح    هدوء حذر.. سعر الذهب والسبائك اليوم الأربعاء بالصاغة وعيار 21 الآن يسجل هذا الرقم    جناح طائرة ترامب يصطدم بطائرة خاصة في مطار بفلوريدا    الإعلان عن أول سيارة كهربائية MG في مصر خلال ساعات    اليوم، الحكم على المتهم بدهس طبيبة التجمع    "بنكنوت" مجلة اقتصادية في مشروع تخرج طلاب كلية الإعلام بجامعة جنوب الوادي (صور)    امرأة ترفع دعوى قضائية ضد شركة أسترازينيكا: اللقاح جعلها مشلولة    عرض فيلم Le Deuxième Acte بافتتاح مهرجان كان السينمائي    مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 15 مايو في محافظات مصر    «تنمية وتأهيل دور المرأة في تنمية المجتمع».. ندوة لحزب مستقبل وطن بقنا    أفشة: سأحقق البطولة الرابعة إفريقيا في تاريخي مع الأهلي.. واللعب للأحمر نعمة كبيرة    أمير عيد يكشف موعد ألبومه المُقبل: «مش حاطط خطة» (فيديو)    أحمد حاتم بعد انفصاله عن زوجته: كنت ظالم ونسخة مش حلوة مني (فيديو)    نانسي صلاح تروج لأحدث أعمالها السينمائية الجديدة "جبل الحريم"    سمسم شهاب يترك وصيته ل شقيقه في حال وفاته    وليد الحديدي: تصريحات حسام حسن الأخيرة غير موفقة    اجتياح رفح.. الرصاصة الأخيرة التي لا تزال في "جيب" نتنياهو    عاجل - مبTHANAWYAاشر.. جدول الثانوية العامة 2024 جميع الشعب "أدبي - علمي"    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    3 قرارات عاجلة من النيابة بشأن واقعة "فتاة التجمع"    بسبب الخلاف على إصلاح دراجة نارية .. خباز ينهي حياة عامل دليفري في الشرقية    الهاني سليمان: تصريحات حسام حسن تم تحريفها.. والتوأم لا يعرف المجاملات    شوبير: الزمالك أعلى فنيا من نهضة بركان وهو الأقرب لحصد الكونفدرالية    مصطفى الفقي: معادلة الحرب الإسرائيلية على غزة تغيرت لهذا السبب    نشرة أخبار التوك شو| تصريحات هامة لوزير النقل.. وترقب لتحريك أسعار الدواء    الأزهر يعلق على رفع مستوطنين العلم الصهيوني في ساحات المسجد الأقصى    وزير الرياضة: نمتلك 5 آلاف مركز شباب و1200ناد في مصر    كاف يهدد الأهلي والزمالك بغرامة نصف مليون دولار قبل نهائي أفريقيا | عاجل    حظك اليوم وتوقعات الأبراج 15-5: نجاحات لهؤلاء الأبراج.. وتحذير لهذا البرج    تحرير 31 محضرًا تموينيًا خلال حملة مكبرة بشمال سيناء    بدأت باتهام بالتأخُر وانتهت بنفي من الطرف الآخر.. قصة أزمة شيرين عبدالوهاب وشركة إنتاج    إبراهيم عيسى: من يقارنون "طوفان الأقصى" بنصر حرب أكتوبر "مخابيل"    سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق اليوم الأربعاء 15 مايو 2024    اليوم.. التضامن تبدأ صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    أثناء عمله.. مصرع عامل صعقًا بالكهرباء في سوهاج    مواعيد الخطوط الثلاثة لمترو الأنفاق قبل ساعات من بدء التشغيل التجريبي للمحطات الجديدة    أسهل طريقة لعمل وصفة اللحمة الباردة مع الصوص البني    بعيدًا عن البرد والإنفلونزا.. سبب العطس وسيلان الأنف    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    تعليق يوسف الحسيني على إسقاط طفل فلسطيني لطائرة مسيرة بحجر    نقيب الأطباء: مشروع قانون المنشآت الصحية بشأن عقود الالتزام تحتاج مزيدا من الضمانات    أحمد كريمة: العلماء هم من لهم حق الحديث في الأمور الدينية    هل سيتم تحريك سعر الدواء؟.. الشعبة توضح    وزارة الهجرة تشارك احتفال كاتدرائية العذراء سيدة فاتيما بمناسبة الذكرى 70 لتكريسها    جامعة الزقازيق تتقدم 46 مركزا بالتصنيف العالمي CWUR لعام 2024    «أفريقية النواب» تستقبل وفد دولة سيراليون في القاهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المستشفيات الحكومية ترفض استقبال مرضي القدم السكري
10 ملايين مصري مهددون ب »بتر أقدامهم«
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 18 - 02 - 2015

حاولنا الاقتراب من معاناة المصابين بالقدم السكري، والتقينا مني شفيق التي روت مأساة والدتها المسنة المريضة بالسكر مع هذا المرض، حيث قام أحد الأطباء ببتر قدمها اليسري، وتوضح: "عندما ذهبنا بوالدتي إلي المستشفي كانت تشكو فقط من إحمرار شديد في القدم، وأبلغنا الأطباء أن هذا الإحمرار بسبب تصلب الشرايين وعدم وصول الدم للأطراف وأن هذا ليس له علاج سوي بتر القدم، وبالفعل تمت عملية البتر.
تضيف مني: بالصدفة علم طبيب أجنبي بحالة والدتي، فانزعج من قيام الأطباء في مصر ببتر قدمها، واصفاً ذلك بأنه "جريمة طبية"، لأن هذا الاحمرار الناتج عن تصلب الشرايين له علاج الآن، بما لا يتطلب البتر.
قصة والدة مني لفتت انتباهنا، فقررنا مناقشة أطباء السكر وجراحة الأوعية الدموية بشأن هذه القضية، حيث يقول الدكتور محمد إبراهيم الشرقاوي أستاذ جراحة الأوعية الدموية في كلية الطب جامعة القاهرة وأستاذ الزمالة الألمانية لإصلاح الأوعية الدموية في جامعة كينج وكولين بألمانيا، إن الاكتشاف المبكر لنوع القدم السكري هو الإنجاز العلمي الأهم في الغرب، فهناك أساليب متقدمة في الكشف والعلاج تكتشف أسباب البتر قبل حدوثه، وهناك طرق أيضا للوقاية من حدوثه وأساليب أخري في العلاج تنقذ المريض من البتر إذا تم اكتشاف الإصابة.
يتابع: للأسف في مصر إصابات كبيرة متأخرة في القدم السكري ومن هنا جاءتنا فكرة إنشاء بروتوكول مصري عالمي يطبق عالميا للاكتشاف المبكر لإصابات القدم السكري ومنع بترها! وأهداف هذا البروتوكول أولا كيف يتم الكشف عن أنواع إصابات القدم السكري، ثم كيف يقي المريض نفسه من التدهور في حالة الإصابة به، وأخيرا إذا حدث التدهور وفشل المريض في وقاية نفسه ماذا يفعل لكي ينقذ قدمه من البتر.
ويؤكد: هدفنا الأول هو أن تعود قدم المريض سليمة بنسبة 100٪ والأساس في ذلك يتم من خلال الكشف الحقيقي "ايتولوجي" عن الإصابة وهو ما نطلق عليه الكشف ب»السبب التتابعي« الذي يؤدي لهذه الإصابة ويعتمد هذا الكشف علي الفحوص الكاملة للمريض، وبالفعل طبقنا ذلك علي حوالي 8 آلاف مريض تم تحويلهم بخطابات توصية ببتر أقدامهم لكن نجحنا في شفاء أكثر من 99% منهم وعرضنا ذلك في أمريكا وسيتم عرضه في مايو القادم في مؤتمر هولندا الطبي.
يواصل: أثبتنا في هذا البروتوكول أن 70% من أسباب عدم التئام الجروح والبتر هو بسوء نوعية الدم وليس غرغرينا القدم أو موت القدم كما هو مشاع، فمريض السكر يحصل علي كمية مضادات حيوية كبيرة تتسبب في نقص نسبة الهيموجلوبين في الدم، فبدلا من نسبة 16 أو 14 أو 12 تصل إلي نسبة 7% ومع هذه النسبة لا يمكن أن يلتئم الجرح ولابد من تدهور حالة المريض.
السبب الثاني هو تعرض مريض السكر لفقدان الألبومين أو الزلال في الدم والبول فبدلا من نسبة 3.5 يصل إلي أقل من 3 في الدم والبول، وبالفعل هنا لا يوجد أي احتمال لوقف الالتهاب أو غلق الجرح. أما السبب الثالث الذي تم اكتشافه فهو أن تصلب الشرايين ليس بالضرورة أن يكون بسبب ضيق الشريان ولكن قد يكون بسبب أن الدم الذي يصل للقدم غير طبيعي، والعلاج هنا أن تعود حيوية الخلايا والأنسجة لطبيعتها.
السبب الرابع هو أن مريض السكر معرض لهشاشة العظام بسبب نقص الكالسيوم وهنا يحدث له ما يسمي «بكسر غير محسوس أو كسر ثانوي» بسبب تعرضه لمجهود زائد وتظهر أعراض هذا الكسر في شكل انتفاخ للقدم، والسبب العلمي لهذا الانتفاخ هو باحتجازا نقطة دم بين عظمتين والخطورة هنا برغم ضعف نقطة هذه الدم إلا أنها عند مريض السكر تتسبب في تكوين «مزرعة بكتريا» «دم وسكر» في عظم المريض فيظهر انتفاخ القدم وقد تكون خراجا كبيرا أو التهابات في العظم أو ناسوراً وتدميراً في عظام القدم.. وهنا يجب استخدام أشعة معينة للتأكد من عظام المريض وعلاجها بسهولة بدلا من القيام ببترها.
وهناك عوامل أخري كثيرة تم نشرها في مجلات علمية ومؤتمرات من خلال هذا البروتوكول، توصلنا من خلالها إلي أنه لا توجد إصابة في القدم السكري لها سبب واحد، وأنه لكل مريض حالة خاصة به فمريض السكر لا يحتاج لطبيب سكر فقط لتشخيص حالته وخصوصا مريض القدم السكري، بل يحتاج لأكثر من طبيب كطبيب أوعية دموية وكلي وسكر ويجب أن يعمل هؤلاء جميعا معاً.
يضيف: للأسف كل حالات بتر القدم جاءت بسبب عرض المريض علي طبيب واحد فقط، فمثلاً يقوم طبيب السكر بخفض نسبة السكر في الدم ولكن المريض لا يشفي لأنه لم ينتبه إلي وجود سبب آخر للالتهاب فيقوم بالبتر، أو طبيب «الكلي» يقوم مثلا بتعديل نسبة الألبومين في الدم ولا ينتبه إلي أن هناك ضيقاً في الشريان أو أن هناك كسرا ثانويا لا يظهر إلا بأشعة معينة أو لا ينتبه إلي نقص الهيموجلوبين فيقوم ببتر قدم المريض ويصبح المريض هنا هو الضحية.
يتابع: ليس هذا فحسب، بل للأسف هناك أكثر من 99٪ من المستشفيات الحكومية قررت منع دخول حالات القدم السكري بزعم أن المريض لا يبرأ وأن البتر سيحدث، وحتي الآن لا يوجد مستشفي حكومي واحد يهتم بهذا البروتوكول، ومعهد السكر بدون إمكانيات، لذا أنشأنا "المؤسسة المصرية لرعاية مرضي القدم السكري"، وجاء إلينا عميد كلية كينج بألمانيا وتم توقيع بروتوكولات في كلية الطب جامعة القاهرة وتبرعت المؤسسة بأكثر من عملية لمرضي السكر وتدريب أطباء مصريين علي إجراء عمليات جراحية متقدمة لمرضي القدم السكري وإعداد ندوات تثقيفية للمرضي والأطباء،.
من جانبه، يقول الدكتور أشرف رياض، استشاري القلب والأمراض الباطنة، وعضو جمعية السكر والغدد الصماء الأوروبية: مصر تحتل المركز التاسع عالمياً من حيث انتشار هذا المرض، وبحسب إحصاءات حديثة قدرت نسبة المصابين بارتفاع السكر في الدم في مصر بحوالي 10? من إجمالي المواطنين، وربما لاحظنا في الآونة الأخيرة أن مرض السكر بدأ يتسلل إلي الشباب، نظراً لما يتناولونه من وجبات سريعة تحتوي علي دهون مشبعة.
وأسباب مرض السكر عديدة منها أسباب وراثية، وكذلك العادات الغذائية غير السليمة وارتفاع نسبة البدانة وعدم ممارسة الرياضة، ما أدي إلي انتشار المرض في مصر، أما أعراض ظهور ارتفاع السكر فتختلف من شخص إلي آخر وأشهرها "جفاف الريق" وكثرة التبول ونقص الوزن والإرهاق العام لأقل مجهود، ويؤثر هذا المرض علي جميع أعضاء الجسم، فلابد أن يتعاون المريض مع أطباء في تخصصات عدة لكي يقاوموا هذا المرض ومضاعفاته لأن المضاعفات تختفي كثيرا إذا تم ضبط مستوي السكر في الدم ومتابعته وتناول العلاج الصحيح الذي يكتبه الطبيب حسب ظروف وسن كل مريض، لكن الأهم هو ضرورة ضبط مستوي السكر في الدم طوال الوقت.
ولا يجب الاستهانة بمضاعفات المرض، والتي تتراوح بين أمراض الضغط والقلب والعين وصولا إلي الأطراف، وقد يتسلل إلي بعض أمراض النساء، أما أكثر المضاعفات خطراً فهي الغرغرينا وسببها الإهمال في علاج مرض السكر وربما إعطاء علاج غير مناسب، ما يؤدي علي المدي الطويل إلي نقص كمية الدم في الأوعية الدموية الطرفية، ما يؤدي مع استمرار الإهمال إلي انسداد هذه الأوعية، ويجب ألا ينسي المريض مضاعفات ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية.
يضيف: ما نستطيع أن نطمئن به المريض أنه قبل تعرض القدم للغرغرينا هناك إنذار من الجسم مبكر يشير إلي احتمالية ظهور هذا المرض، مثل الشعور بقلة الإحساس في الأطراف وتغيير اللون في هذه الأطراف والإهمال فيها وعدم العرض علي الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة من قياس لتدفق الدم في الأوعية الطرفية وقد ظهر حديثا العلاج بالأوزون في بعض المراكز وحقق نجاحات في بعض حالات قصور الدم في الأوعية الطرفية، لكن مع هذا التقدم العلمي لابد من القضاء علي المسبب الرئيسي وهو ارتفاع السكر لمنع حدوث المضاعفات وعرض المريض علي طبيب العيون والمخ والأعصاب لمعرفة حالة الدورة الدموية في هذه الأجزاء، والوقاية من هذه المضاعفات تتلخص في بعض الإرشادات والنصائح كالتغذية السليمة وممارسة الرياضة وبخاصة المشي.
ولأن السكر مرض سلوكي يقول الدكتور مجدي نزيه أستاذ ورئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية، ورئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية: لابد أن يحرص المريض علي ضبط نسبة السكر في دمه فإذا كان يأخذ أنسولين يجب أن يتبع نمطاً غذائياً موحداً ولا مجال هنا للتهاون في نمط الغذاء، مشيراً إلي أن الإنسان يجب أن يتناول السكر يوميا بما في ذلك مريض السكر، فهو يفضل أن يأخذ كل مرضي السكر الأنسولين وذلك حتي يحصلوا علي نسبة من السكر يوميا بقدر مقبول.
© 2015 Microsoft Terms Privacy & cookies Developers English (United States)
حاولنا الاقتراب من معاناة المصابين بالقدم السكري، والتقينا مني شفيق التي روت مأساة والدتها المسنة المريضة بالسكر مع هذا المرض، حيث قام أحد الأطباء ببتر قدمها اليسري، وتوضح: "عندما ذهبنا بوالدتي إلي المستشفي كانت تشكو فقط من إحمرار شديد في القدم، وأبلغنا الأطباء أن هذا الإحمرار بسبب تصلب الشرايين وعدم وصول الدم للأطراف وأن هذا ليس له علاج سوي بتر القدم، وبالفعل تمت عملية البتر.
تضيف مني: بالصدفة علم طبيب أجنبي بحالة والدتي، فانزعج من قيام الأطباء في مصر ببتر قدمها، واصفاً ذلك بأنه "جريمة طبية"، لأن هذا الاحمرار الناتج عن تصلب الشرايين له علاج الآن، بما لا يتطلب البتر.
قصة والدة مني لفتت انتباهنا، فقررنا مناقشة أطباء السكر وجراحة الأوعية الدموية بشأن هذه القضية، حيث يقول الدكتور محمد إبراهيم الشرقاوي أستاذ جراحة الأوعية الدموية في كلية الطب جامعة القاهرة وأستاذ الزمالة الألمانية لإصلاح الأوعية الدموية في جامعة كينج وكولين بألمانيا، إن الاكتشاف المبكر لنوع القدم السكري هو الإنجاز العلمي الأهم في الغرب، فهناك أساليب متقدمة في الكشف والعلاج تكتشف أسباب البتر قبل حدوثه، وهناك طرق أيضا للوقاية من حدوثه وأساليب أخري في العلاج تنقذ المريض من البتر إذا تم اكتشاف الإصابة.
يتابع: للأسف في مصر إصابات كبيرة متأخرة في القدم السكري ومن هنا جاءتنا فكرة إنشاء بروتوكول مصري عالمي يطبق عالميا للاكتشاف المبكر لإصابات القدم السكري ومنع بترها! وأهداف هذا البروتوكول أولا كيف يتم الكشف عن أنواع إصابات القدم السكري، ثم كيف يقي المريض نفسه من التدهور في حالة الإصابة به، وأخيرا إذا حدث التدهور وفشل المريض في وقاية نفسه ماذا يفعل لكي ينقذ قدمه من البتر.
ويؤكد: هدفنا الأول هو أن تعود قدم المريض سليمة بنسبة 100٪ والأساس في ذلك يتم من خلال الكشف الحقيقي "ايتولوجي" عن الإصابة وهو ما نطلق عليه الكشف ب»السبب التتابعي« الذي يؤدي لهذه الإصابة ويعتمد هذا الكشف علي الفحوص الكاملة للمريض، وبالفعل طبقنا ذلك علي حوالي 8 آلاف مريض تم تحويلهم بخطابات توصية ببتر أقدامهم لكن نجحنا في شفاء أكثر من 99% منهم وعرضنا ذلك في أمريكا وسيتم عرضه في مايو القادم في مؤتمر هولندا الطبي.
يواصل: أثبتنا في هذا البروتوكول أن 70% من أسباب عدم التئام الجروح والبتر هو بسوء نوعية الدم وليس غرغرينا القدم أو موت القدم كما هو مشاع، فمريض السكر يحصل علي كمية مضادات حيوية كبيرة تتسبب في نقص نسبة الهيموجلوبين في الدم، فبدلا من نسبة 16 أو 14 أو 12 تصل إلي نسبة 7% ومع هذه النسبة لا يمكن أن يلتئم الجرح ولابد من تدهور حالة المريض.
السبب الثاني هو تعرض مريض السكر لفقدان الألبومين أو الزلال في الدم والبول فبدلا من نسبة 3.5 يصل إلي أقل من 3 في الدم والبول، وبالفعل هنا لا يوجد أي احتمال لوقف الالتهاب أو غلق الجرح. أما السبب الثالث الذي تم اكتشافه فهو أن تصلب الشرايين ليس بالضرورة أن يكون بسبب ضيق الشريان ولكن قد يكون بسبب أن الدم الذي يصل للقدم غير طبيعي، والعلاج هنا أن تعود حيوية الخلايا والأنسجة لطبيعتها.
السبب الرابع هو أن مريض السكر معرض لهشاشة العظام بسبب نقص الكالسيوم وهنا يحدث له ما يسمي «بكسر غير محسوس أو كسر ثانوي» بسبب تعرضه لمجهود زائد وتظهر أعراض هذا الكسر في شكل انتفاخ للقدم، والسبب العلمي لهذا الانتفاخ هو باحتجازا نقطة دم بين عظمتين والخطورة هنا برغم ضعف نقطة هذه الدم إلا أنها عند مريض السكر تتسبب في تكوين «مزرعة بكتريا» «دم وسكر» في عظم المريض فيظهر انتفاخ القدم وقد تكون خراجا كبيرا أو التهابات في العظم أو ناسوراً وتدميراً في عظام القدم.. وهنا يجب استخدام أشعة معينة للتأكد من عظام المريض وعلاجها بسهولة بدلا من القيام ببترها.
وهناك عوامل أخري كثيرة تم نشرها في مجلات علمية ومؤتمرات من خلال هذا البروتوكول، توصلنا من خلالها إلي أنه لا توجد إصابة في القدم السكري لها سبب واحد، وأنه لكل مريض حالة خاصة به فمريض السكر لا يحتاج لطبيب سكر فقط لتشخيص حالته وخصوصا مريض القدم السكري، بل يحتاج لأكثر من طبيب كطبيب أوعية دموية وكلي وسكر ويجب أن يعمل هؤلاء جميعا معاً.
يضيف: للأسف كل حالات بتر القدم جاءت بسبب عرض المريض علي طبيب واحد فقط، فمثلاً يقوم طبيب السكر بخفض نسبة السكر في الدم ولكن المريض لا يشفي لأنه لم ينتبه إلي وجود سبب آخر للالتهاب فيقوم بالبتر، أو طبيب «الكلي» يقوم مثلا بتعديل نسبة الألبومين في الدم ولا ينتبه إلي أن هناك ضيقاً في الشريان أو أن هناك كسرا ثانويا لا يظهر إلا بأشعة معينة أو لا ينتبه إلي نقص الهيموجلوبين فيقوم ببتر قدم المريض ويصبح المريض هنا هو الضحية.
يتابع: ليس هذا فحسب، بل للأسف هناك أكثر من 99٪ من المستشفيات الحكومية قررت منع دخول حالات القدم السكري بزعم أن المريض لا يبرأ وأن البتر سيحدث، وحتي الآن لا يوجد مستشفي حكومي واحد يهتم بهذا البروتوكول، ومعهد السكر بدون إمكانيات، لذا أنشأنا "المؤسسة المصرية لرعاية مرضي القدم السكري"، وجاء إلينا عميد كلية كينج بألمانيا وتم توقيع بروتوكولات في كلية الطب جامعة القاهرة وتبرعت المؤسسة بأكثر من عملية لمرضي السكر وتدريب أطباء مصريين علي إجراء عمليات جراحية متقدمة لمرضي القدم السكري وإعداد ندوات تثقيفية للمرضي والأطباء،.
من جانبه، يقول الدكتور أشرف رياض، استشاري القلب والأمراض الباطنة، وعضو جمعية السكر والغدد الصماء الأوروبية: مصر تحتل المركز التاسع عالمياً من حيث انتشار هذا المرض، وبحسب إحصاءات حديثة قدرت نسبة المصابين بارتفاع السكر في الدم في مصر بحوالي 10? من إجمالي المواطنين، وربما لاحظنا في الآونة الأخيرة أن مرض السكر بدأ يتسلل إلي الشباب، نظراً لما يتناولونه من وجبات سريعة تحتوي علي دهون مشبعة.
وأسباب مرض السكر عديدة منها أسباب وراثية، وكذلك العادات الغذائية غير السليمة وارتفاع نسبة البدانة وعدم ممارسة الرياضة، ما أدي إلي انتشار المرض في مصر، أما أعراض ظهور ارتفاع السكر فتختلف من شخص إلي آخر وأشهرها "جفاف الريق" وكثرة التبول ونقص الوزن والإرهاق العام لأقل مجهود، ويؤثر هذا المرض علي جميع أعضاء الجسم، فلابد أن يتعاون المريض مع أطباء في تخصصات عدة لكي يقاوموا هذا المرض ومضاعفاته لأن المضاعفات تختفي كثيرا إذا تم ضبط مستوي السكر في الدم ومتابعته وتناول العلاج الصحيح الذي يكتبه الطبيب حسب ظروف وسن كل مريض، لكن الأهم هو ضرورة ضبط مستوي السكر في الدم طوال الوقت.
ولا يجب الاستهانة بمضاعفات المرض، والتي تتراوح بين أمراض الضغط والقلب والعين وصولا إلي الأطراف، وقد يتسلل إلي بعض أمراض النساء، أما أكثر المضاعفات خطراً فهي الغرغرينا وسببها الإهمال في علاج مرض السكر وربما إعطاء علاج غير مناسب، ما يؤدي علي المدي الطويل إلي نقص كمية الدم في الأوعية الدموية الطرفية، ما يؤدي مع استمرار الإهمال إلي انسداد هذه الأوعية، ويجب ألا ينسي المريض مضاعفات ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية.
يضيف: ما نستطيع أن نطمئن به المريض أنه قبل تعرض القدم للغرغرينا هناك إنذار من الجسم مبكر يشير إلي احتمالية ظهور هذا المرض، مثل الشعور بقلة الإحساس في الأطراف وتغيير اللون في هذه الأطراف والإهمال فيها وعدم العرض علي الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة من قياس لتدفق الدم في الأوعية الطرفية وقد ظهر حديثا العلاج بالأوزون في بعض المراكز وحقق نجاحات في بعض حالات قصور الدم في الأوعية الطرفية، لكن مع هذا التقدم العلمي لابد من القضاء علي المسبب الرئيسي وهو ارتفاع السكر لمنع حدوث المضاعفات وعرض المريض علي طبيب العيون والمخ والأعصاب لمعرفة حالة الدورة الدموية في هذه الأجزاء، والوقاية من هذه المضاعفات تتلخص في بعض الإرشادات والنصائح كالتغذية السليمة وممارسة الرياضة وبخاصة المشي.
ولأن السكر مرض سلوكي يقول الدكتور مجدي نزيه أستاذ ورئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية، ورئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية: لابد أن يحرص المريض علي ضبط نسبة السكر في دمه فإذا كان يأخذ أنسولين يجب أن يتبع نمطاً غذائياً موحداً ولا مجال هنا للتهاون في نمط الغذاء، مشيراً إلي أن الإنسان يجب أن يتناول السكر يوميا بما في ذلك مريض السكر، فهو يفضل أن يأخذ كل مرضي السكر الأنسولين وذلك حتي يحصلوا علي نسبة من السكر يوميا بقدر مقبول.
© 2015 Microsoft Terms Privacy & cookies Developers English (United States)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.