شكوك حول ارتفاع أعداد المتقدمين للحج السياحي.. ومسؤولون يردون

أثار ارتفاع عدد المتقدمين لقرعة الحج السياحي للعام الحالي، عددًا من التساؤلات من قبل شركات السياحة في ظل ارتفاع أسعار البرامج وقلة جوازات السفر وتزايد الأسعار، فضلًا عن شكوى المواطنين من النظام الجديد لمنظومة الحج والعمرة، خاصة البصمة التي أثارت ضجة كبيرة في الشارع المصري خلال الأيام الماضية.
وقال أشرف شيحة، عضو اللجنة العليا للعمرة والحج، إن أعداد المتقدمين للحج السياحي هذا العام تزايد عن العام الماضي لتصل إلى 120 ألفًا و200 مواطن يتنافسون على 63 ألف تأشيرة حج، على أن تجرى القرعة العلنية يوم الأحد المقبل.
وبلغ عدد المتقدمين للعام الحالي لمستوى 5 نجوم، 12 ألف مواطن، فيما بلغ عددهم لمستوى 4 نجوم، 9 آلاف مواطن، وجاء المستوى الاقتصادي طيران 51 ألفًا، كما جاء المستوى البري 49 ألفًا، وبلغ إجمالي المبالغ المسدد لجدية الحجز مليار و400 ألف جنيه، فيما بلغت عدد الشركات المنظمة للحج 1963 شركة.
شكوك حول أعداد المتقدمين لحج هذا العام
ياسر سلطان، عضو اللجنة العليا للعمرة والحج السابق، قال إن ارتفاع عدد المتقدمين هذا العام لا يتناسب في ظل الأسعار الموجودة والحالة الاقتصادية السيئة، وبما صرحت به الشركات العاملة بقلة أعداد جوازات السفر.
وأضاف سلطان، في تصريح لمصراوي، أن تفسير تلك الزيادة بثقة المواطنين في خدمة شركات السياحة بأن سعرها أقل، أمر غير صحيح على الإطلاق، لافتًا إلى أن أعداد المتقدمين في العام الماضي بلغت 108 آلاف و473 مواطنًا.
فيما ذكر أحمد البكري، صاحب شركة سياحة، أنه كل عام يحدث هذا الأمر، وتجد الصراخ يعلوا، وبعد أيام قليلة تنتهي المسألة، ويرضى الجميع بالأمر الواقع، مرجعًا الزيادة بإدخال بعض الشركات جوازات عمرة رمضان على أنها حجاج، وشركات أخرى أدخلت المستوى الاقتصادي في الخمس نجوم في غياب التفتيش والرقابة.
تلاعب في أسماء المتقدمين
ووصف مجدي صادق، عضو الجمعية العمومية بغرفة شركات السياحة، وصاحب شركة سياحة، أرقام المتقدمين للحج السياحي ب"الوهمية"، قائلًا: "أتحدى لو خزنة وزارة السياحة دخل فيها المليار جنيه جدية الحجز".
وطالب "صادق"، في تصريح لمصراوي، وزيرة السياحة بالتأكد من الرقم الفعلي للمبلغ الذي تم إيداعه كجدية للحج، متابعًا: "اللجنة العليا للحج أقرت ضوابط فاشلة للحج والعمرة، وهي أقرتها بالمخالفة للقانون المصري الذي يشترط استجلاب سياحة وافدة لتستطيع الشركة خروج حجاج ومعتمرين بنسبة 20% من سياحتها الوافدة، وأعطت 500 ألف تأشيرة عمرة لمن لا يقوم بإدخال دولار واحد لمصر".
وأضاف عضو الجمعية العمومية بغرفة شركات السياحة، أن الأيام المقبلة ستكشف لنا عن مشاكل رهيبة نتيجة التلاعب في إدخال أعداد وأسماء وهمية، وبيع الخمس نجوم بسعر متدني، قائلًا: "سيقومون بتسكين الحجاج بكميات أكبر من الأعداد المسموح بها في سويتات وشقق فندقية، وسنرى المهازل".
وشدد عضو عمومية غرفة شركات السياحة، الوزيرة بضرورة الالتزام بالقانون المصري، والتأكد من الأموال التي دفعت لجدية الحجز، وعدم السماح بالتلاعب فيما بعد باستبدال الأسماء التي نجحت في القرعة بأسماء أخرى لم تدخل القرعة من الأساس.
جهة سيادية تراقب
من جانبها، أعلنت غرفة شركات ووكالات السياحة والسفر، عن 4 أسباب وراء ارتفاع أعداد المتقدمين للحج السياحي هذا العام، تمثلت في زيادة عدد الشركات المنظمة لرحلات الحج هذا العام والتي بلغت 1963 شركة سياحية، والثقة الزائدة من قبل المواطن في شركات السياحة والتي كانت سببًا في ارتفاع الأعداد، وتراكم عدد المواطنين الذين لم يحالفهم الحظ في الفوز بالقرعة خلال الأعوام السابقة، وتضاعف الرسوم المفروضة على متكرري العمرة دفعت كثيرين للعزوف عن العمرة، والتقدم للحج في ضوء تقارب التكلفة.
وقال أحمد إبراهيم، عضو اللجنة العليا للعمرة والحج، إن أرقام المتقدمين لقرعة الحج السياحي غير مبالغ فيها تمامًا، نظرًا لامتلاك وزارة السياحة عدد تأشيرات أكبر من وزارتي الداخلية والتضامن، ولديها مميزات أكثر منهما، وتضم عدة مستويات مختلفة.
وأضاف "إبراهيم"، لمصراوي، أن ارتفاع الطلب على المستوى الاقتصادي أمر طبيعي، واتجاه عدد كبير من مستوى الأربع نجوم إلى الاقتصادي، نظرًا لأن سعره مناسب للجميع، لافتًا إلى أن تشكيك البعض في منظومة الحج والأرقام المعلنة "أمر غير لائق".
وتساءل: "كيف ذلك التشكيك مع إشراف جهة سيادية على منظومة القرعة منذ ثلاث سنوات؟"، موضحًا أن عدد الشركات الزائدة عن العام الماضي كانت أحد الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع أعداد المتقدمين للحج السياحي، وبلغ عددهم 1963 شركة بزيادة 250 شركة عن العام الماضي.
وتابع، أن ذلك كان سببًا في زيادة الحجاج خلال العام الجاري بنسبة 12 ألف متقدم، قائلًا: "أصحاب الشركات اجتهدت وقامت بعمل دعاية فكانت وراء هذه الزيادة التي شاهدناها".