سيناتور أمريكي: ترامب ليس لديه استراتيجية في سوريا

نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، مقالاً لعضو الكونجرس الأميركي عن ولاية كاليفورنيا، السيناتور تيد ليو، يتحدث فيه عن استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن سوريا.
وقال ليو في مقاله، إن استراتيجية ترامب تجاه سوريا لها يشوبها أمران هامان، أولهما؛ أنه لا توجد استراتيجية من الأساس، أما العيب الثاني؛ هو عدم سعي ترامب للحصول على تفويض الكونجرس الامريكي لاستخدام القوة في سوريا، الأمر الذي دفع الكثيرين للقول بأن ضربته السابقة لمطار الشُعيرات السوري عقب هجوم خان شيخون الكيميائي "غير دستوري ويجعل أي هجوم مشابه في المستقبل خطرًا".
وأضاف "هذه ليست طريقة للتعامل مع صراع معقد ومميت يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة، خاصة لو اصطدمت الولايات المتحدة بقصد أو بدون قصد مع القوات الروسية في سوريا".
وأكد أنه من المهم الاعتراف أولاً بأن استخدام الأسلحة الكيميائية مروع، وأنه إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد شنّ هجوم كيميائي في سوريا فإن ذلك يظهر أنه على استعداد للذهاب إلى أساليب بربرية للتشبث بالسلطة.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن حوالي 500 شخص في دوما الواقعة بغوطة دمشق الشرقية، تعرضوا لهجومًا بأسلحة كيميائية، إذ تظهر عليهم "علامات وأعراض تتفق مع التعرض لكيماويات سامة".
في الحرب السورية التي دامت سبع سنوات، قُتل أكثر من 400 ألف شخص ونزح الملايين، مع تقديم روسيا وإيران الدعم لبشار الأسد، ويظل المشهد معقدً ومرتبكًا.
رد الرئيس ترامب على الهجوم بالأسلحة الكيميائية بتغريدات مميزة للرجل القوي –على حد وصف الكاتب- معلنًا عن خطط لإطلاق صواريخ على سوريا ووصف الأسد بأنه "حيوان يقتل شعبه بالكيماوي".
يرى السيناتور أن تصريحات الرئيس باستخدام القوة لن تنجز الكثير تهديدات الكثير لسبب واحد بسيط: أنه لا توجد استراتيجية واضحة توجهه؛ فبعد بعد أكثر من عام في منصبه وعام على إطلاق 59 صاروخ كروز توماهوك أطلقت على نظام الأسد، لم يقم ترامب بوضع خطة لسوريا ولم يشارك بجدية مع الكونجرس حول هذه القضية، على حد قوله.
وسخر السيناتور من التصرفات المتناقضة للرئيس الأمريكي قائلاً "في الأسبوع الماضي فقط، دعا الرئيس إلى الانسحاب من سوريا، ويوم الأربعاء، هدد بإطلاق صواريخ على سوريا.. الاسبوع القادم، من يدري؟ لا تستطيع الولايات المتحدة تطبيق استراتيجية مقنعة على المسرح العالمي، وبصفتي عضوًا في الكونجرس الأمريكي في لجنة الشؤون الخارجية، أشعر أننا في الظلام - لا أستطيع إلا أن أتصور كيف يشعر الجمهور الأمريكي وحلفاؤنا".
وأكد "بدون تصريح لاستخدام القوة العسكرية من قبل الكونجرس، لا يملك الرئيس ترامب السلطة لإطلاق الصواريخ، أو القيام بضربات جوية أو استخدام قوات برية ضد نظام الأسد".
وأشار إلى أنه على الرغم من وجود اتفاق واسع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأمريكيان، على أن المسؤولين عن الجرائم التي تحدث في سوريا يجب أن يتحملوا المسؤولية، لكن يبدو أن الرئيس ترامب غير مهتم بالوفاء بالتزامه تجاه الكونجرس والشعب الأمريكي، موضحًا "عدم الاستعداد للعمل مع الكونجرس هو الاستراتيجية الوحيدة التي رأيناها من هذه الإدارة".
وختم "يحتاج ترامب إثبات أنه يتحمل مسؤولياته بجدية، وللقيام بذلك عليه أن يقدم للكونجرس استراتيجية شرعية بشأن سوريا ويطلب موافقة الكونجرس قبل أي إضرابات عسكرية، حتى ذلك الحين، سوف يظل غياب الاستراتيجية في سوريا مسألة حياة أو موت".